مسلمو بريطانيا يدينون محاولات التفجيرات أكدت مصادر أمنية بريطانية أمس ان جميع المعتقلين في محاولات الاعتداء الأخيرة في لندن وغلاسكو، والذين ارتفع عددهم الآن إلى ثمانية، هم من العاملين في الحقل الطبي، وبينهم أربعة أطباء على الأقل. وامتدت التحقيقات في القضية حتى استراليا، التي أعلن رئيس وزرائها جون هوارد أمس عن اعتقال طبيب من التابعية الهندية. وقال مصدر أمني بريطاني إن اثنين من المعتقلين هنديان، والباقون من الشرق الأوسط، مضيفاً ان بين المعتقلين “عدداً لا بأس به” من الأطباء. ويبدو أن تطورات هذه القضية تقلق الجماعة المسلمة في بريطانيا، حيث دان مجلس مسلمي بريطانيا أمس “وحشية” المحاولات الفاشلة لتفجير سيارات مفخخة في لندن وغلاسكو، وحث المسلمين على مساعدة السلطات في “منع الإرهاب”. وهذا المجلس هو أكبر منظمة للمسلمين في بريطانيا، وعددهم حوالي 1،7 مليون. وقال أمين عام المجلس محمد عبدالباري إن من واجب المسلمين عدم الاكتفاء بإدانة تلك العمليات، وإنما يجب عليهم أيضاً توفير كل الدعم الضروري لمنع حدوث مثل هذه الفظائع. وأكد ان “ما من سبب يبرر” مثل هذه الأعمال الإرهابية، وقال ان “الأفراد الذين يتعمدون قتل أو ايذاء أبرياء هم خصومنا جميعاً”. وأوضح ان “الذين يشاركون في أعمال دموية والذين يدعمونهم هم خصومنا جميعاً، مسلمين وغير مسلمين، ويرفضون القيم التي نتقاسمها في بريطانيا”. وقال في مؤتمر صحافي في مقر المجلس بشرق لندن إن “الأحداث التي شهدتها الأيام الماضية كانت مزعجة للغاية وتشكل تحدياً لنا جميعاً”. وفي الوقت نفسه أعرب أحد زعماء المسلمين في اسكتلندا أمس عن مخاوف بشأن “زيادة العداء” تجاه المجتمع الآسيوي في اسكتلندا بعد محاولة تفجير سيارة مفخخة في مطار غلاسكو. وقال أسامة سعيد المتحدث باسم رابطة مسلمي اسكتلندا إنه يتوقع بصورة أو بأخرى أن تحدث انتكاسة مثلما حدث بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة والتفجيرات الانتحارية في لندن في السابع من يوليو/تموز عام 2005. وفي عمان، أكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأردنية أمس ان الوزارة تقوم بالتنسيق مع السفارة الأردنية في لندن بمتابعة تطورات قضية الأردنيين الموقوفين في بريطانيا في اطار محاولات الاعتداء في لندن وغلاسكو. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان “وزارة الخارجية على اتصال دائم مع السفارة الأردنية في لندن لمتابعة التطورات المتعلقة بعملية اعتقال الأردنيين”. محمد جميل عبدالقادر العشا وزوجته مروة الدعنا، وكلاهما طبيبان. يذكر ان أحد المعتقلين في قضية محاولات الاعتداء طبيب عراقي يدعى بلال عبدالله، في حين ذكرت وسائل الاعلام الاسترالية ان الطبيب الهندي الموقوف في استراليا يدعى محمد حنيف. كما أعلن رئيس الوزراء الاسترالي هوارد ان الشرطة الاسترالية تستجوب حالياً طبيباً آخر ولكنه لم يوضع قيد التوقيف. وقد اعتقل الطبيب الهندي الجنسية والبالغ من العمر 27 عاماً مساء الاثنين في مطار بريسبان عاصمة ولاية كوين آيلند فيما كان يستعد لمغادرة استراليا ببطاقة سفر ذهاب فقط إلى وجهة لم تكشف. وقال هاورد أنه لا يوجد معلومات تبعث على الاعتقاد ان هجوماً وشيكاً قد يحصل في استراليا، ولكنه أشار إلى انه يعتزم اجراء محادثات مع نظيره البريطاني غوردون براون خلال الاسبوع الحالي. وفي لندن، قالت مصادر أمنية إن جميع المعتقلين في قضية محاولات الاعتداء يعملون في الحقل الطبي، وبينهم عاملون في مستشفيات وطلاب طب. وقال مصدر في الشرطة ان الشرطة لا تزال تبحث عن مشتبه بهم آخرين، ولكنه امتنع عن اعطاء تفاصيل. وأضاف “التحقيق لا يزال جارياً بنشاط، ومستوى التهديد يبقى المستوى الحرج” (أي المستوى الأقصى للتأهب الأمني). وفي الواقع، لا تزال السلطات الأمنية تفرض اجراءات مشددة للغاية، بما فيها منع كل أنواع المركبات من الاقتراب من المحيط المباشر للمطارات في كل بريطانيا. وأمس، أعلن متحدث باسم الشرطة ان الشرطة قامت بتفجير طرد مشبوه بالقرب من محطة هامرسميث للمترو في لندن، مشيراً إلى انه تم اغلاق المحطة وكذلك محطة ثانية قريبة، ومنعت قطارات المترو من التوقف فيهما. وفي وقت لاحق، قال مصدر في الشرطة ان الطرد المشبوه لم يكن يحتوي مواد متفجرة. وفي مطار هيثرو اللندني، قال ركاب ان الشرطة قامت أمس بإخلاء الصالة رقم 4 بعد العثور على عبوة مريبة، ولم تعرف على الفور طبيعة العبوة المريبة. وفي اسكتلندا أيضاً، قام خبراء المفرقعات فجر أمس بتفجير سيارة مشبوهة كانت متوقفة قرب مسجد في مدينة غلاسكو. وقال مفوض الشرطة ستيوارت دانيالز ان المعلومات المتوافرة تشير إلى وجود رابط بين السيارة المشبوهة ومحاولات الاعتداء. وقال “انها عملية تتطور بسرعة. هناك العديد العديد من الخيوط في التحقيق ويقود كل منها إلى خيوط جديدة. هذه السيارة هي إحدى هذه الخيوط التي ظهرت على ضوء التحقيق”. واستدعى خبراء نزع الألغام ليلاً إلى مسجد فورث ستريت في بولوكشيلدز في الضاحية الجنوبية لغلاسكو، بينما كان مصلون لا يزالون داخل المسجد، وقرر الخبراء انتظار نهاية الصلاة قبل اجراء التفجير. وأوضح دانيالز “المسجد بحد ذاته لا علاقة له بهذا الحادث”. وأقفل الحي الذي يتواجد فيه المسجد، لكن لم يتم اجلاء السكان، كما أوضحت الشرطة. واعتبر خبراء أوروبيون انه في أعقاب الاعتداءات الثلاثة الفاشلة في بريطانيا، تبدو الدول الأوروبية قلقة ومستنفرة ضد أي هجمات إرهابية، لأنها لا تزال على غرار الولايات المتحدة تحت تهديد تنظيم القاعدة. ولكن تقريراً لوكالة “أسوشيتدبرس” لاحظ أمس ان هذه الاعتداءات تحمل بوضوح بصمات القاعدة، ولكنها تفتقر لعنصر أساسي، هو التنفيذ المحترف. وقال التقرير ان الخبراء يرون ان هذه المحاولات غير المتقنة تشير إلى ان المجموعة التي قامت بها هي مجموعة هواة تعمل من دون توجيه أو دعم مباشر من عقول مدبرة في باكستان أو الشرق الأوسط. وفي الواقع، فإن أي من المحاولات الفاشلة الثلاث لم تؤد إلى حدوث انفجار، والشخص الوحيد الذي أصيب بجروح خطيرة كان أحد المنفذين، حيث احترق داخل عربة اشتعلت فيها النيران أثناء الهجوم الفاشل على مطار غلاسكو. ولكن رغم كل هذا الفشل، فإن هذه المحاولات حققت هدفاً رئيسياً، هو بث الخوف والفوضى في بريطانيا نتيجة الإجراءات الأمنية المشددة. *الخليج |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 