استسلام 100 من طلبة "المسجد الأحمر" استسلم أكثر من 100 من طلبة "المسجد الأحمر" في العاصمة الباكستانية إسلام أباد صباح الأربعاء، للقوات الحكومية بعد مواجهة دامية تفجرت الثلاثاء وحصدت أكثر من 132 بين قتيل وجريح، وفق ما أكده مصدر حكومي لشبكة CNN. وأضاف المصدر أنه يتوقع استسلام المزيد من الطلبة المتشددين داخل المسجد والمناطق المحيطة بعد انتهاء مهلة حددتها الحكومة الباكستانية عند الساعة الحادية عشرة ظهرا بالتوقيت المحلي. وأشار المصدر إلى غياب العمليات العسكرية في موقع المسجد الأربعاء إفساحا في المجال لاستسلام الطلبة دون إراقة الدماء. يُذكر أن الحكومة كانت فرضت حظرا للتجوال في محيط المسجد الثلاثاء، بعدما دعا الرئيس الباكستاني، برويز مشرف، كبار المسؤولين في بلاده لمناقشة المعركة التي اندلعت الثلاثاء عند لال مسجد، أو "المسجد الأحمر"، بين قوات حكومية وطلبة متشددين وخلفت 12 قتيلا على الأقل، وأكثر من 120 جريحا، وفق ما أفاد به مسؤول بوزارة الداخلية الباكستانية. وكان العنف قد اندلع بين قوات الأمن الباكستانية والطلبة المتشددين في المسجد الأحمر، الذي يضم عدداً من المدارس الدينية، إثر اتهامات للطلبة بأنهم وراء خطف عدد من المدنيين ومواطنين صينيين وشرطي باكستاني. وبدأ العنف الثلاثاء عندما هاجم نحو 150 طالباً نقطة تفتيش تابعة للشرطة أقيمت قرب المسجد في وقت سابق، الأمر الذي دفع برجال الشرطة إلى الرد بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، فيما رد الطلاب بالعصي والأسلحة الخفيفة. وانضمت العشرات من الفتيات، اللواتي يدرسن في واحدة من المدارس التابعة للمسجد الأحمر، إلى الطلبة كن يطالبن بإعلان الجهاد ضد الحكومة. وامتد العنف إلى أجزاء أخرى من إسلام أباد، حيث قام الطلبة المتشددون بإحراق عشرات السيارات الحكومية ومدرسة خاصة ومكتب لهيئة حكومية بيئية. وتمكن الطلبة من انتزاع عدد من الأسلحة من قوات الشرطة، وحاول اختطاف عدد منهم، بل وقاموا بإطلاق النار عليهم ما أدى إلى مقتل اثنين من رجال الأمن وإصابة سبعة آخرين، وفقاً لمصادر أمنية باكستانية. وعلى الإثر قامت القوات الباكستانية بإطلاق النار على الطلبة المتشددين، فقتلت أربعة منهم على الأقل. وقالت مصادر إن صحفياً باكستانياً قتل خلال تبادل إطلاق النار، وأصيب عدد آخر من الصحفيين بجروح، بمن فيهم أحد المصورين، والذي قالت المصادر إن إصابته بالغة. وكانت الحكومة الباكستانية قد باشرت في إجراء تحقيقات بشأن أنشطة المسجد الأحمر وطلبته، الذين يطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية في إسلام أباد. وامتدت المواجهات الدامية إلى مناطق أخرى في العاصمة الباكستانية، حيث أحرق الطلبة المتشددون العديد من الحافلات الحكومية وأضرموا النيران في مدرسة خاصة ومكاتب لوكالة بيئية، فيما أغلقت المتاجر أوبابها تحسبا من وقوع شغب. ورأى مراقبون في إسلام آباد ان الوضع لن يعود الى الوراء بعد اقتحام المسجد، وأن الطرفين سيحاولان اللجوء إلى "الضربة القاضية" لحسم الصراع. فيما دعا متحدثون عبر مكبرات الصوت الخاصة بالمسجد إلى "تنفيذ عمليات انتحارية ضد الحكومة وقوات الأمن، والدفاع عن أعراض طالبات جامعة حفصة وحرمة المسجد في مواجهة الحكومة العلمانية العميلة للأميركيين." يُذكر أن الرئيس مشرف قال الأسبوع الماضي، إن تأخر تنفيذ عمل عسكري ضد "المسجد الأحمر" قد يؤدي إلى شلال دماء، في ظل وجود آلاف الطلبة في المسجد وجامعة "حفصة." *سي ان ان |