واشنطن سائرة في الدرع الصاروخي بأوروبا ظهرت مؤخرا مؤشرات جديدة بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش يعتزم نشر منظومة الدفاع المضادة للصواريخ في بولندا وجمهورية التشيك، رغم معارضة قوية من نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي كان اقترح بديلا إزاء ذلك، خلال اجتماعهما الأسبوع الماضي في ولاية ماين. وترغب موسكو ببقاء نفوذ الولايات المتحدة بعيدا عن أوروبا الشرقية، وكانت اقترحت قبل أسبوع على واشنطن باستخدام محطة رادار "غابالا" التي بنيت خلال الحقبة السوفيتية في أذربيجان. واقترحت الإدارة الأمريكية بإقامة منظومة دفاع صاروخية محدودة بحجة استخدامها للدفاع ضد هجمات من دول تصفها واشنطن بالمارقة، مثل كوريا الشمالية وايران، فيما أكد بوش مرارا أنها لن تستهدف روسيا. وكان بوتين اقترح إقامتها في دول صديقة لموسكو. وكان مسؤولون رفيعون في وزارة الخارجية الأمريكية اجتمعوا الاثنين مع مسؤولين كبار من أذربيجان في واشنطن، وبحثوا عددا من قضايا الأمن بما فيها محطة "غابالا." وقال وكيل وزيرة الخارجية الأمريكية ستيفن مال للصحفيين إثر الاجتماع "ما لا نقبله هو أن تكون غابالا بديلا لخطط نسعى لها مع حلفائنا في بولندا وتشيكيا." وأضاف أن نصب المنظومة هي "مسألة ضرورية للدفاع عن مصالحنا في أوروبا.. كلتا الدولتين موافقتان، كما أن حلف الناتو بأكمله موافق.." وقال نائب وكيل وزيرة الخارجية الأمريكية ماتيو بريزا إن واشنطن ستواصل نقاشها مع موسكو في هذا الخصوص، مضيفا "إننا حقا لا نعرف ما هو الاقتراح الروسي البديل." وكان نائب وزير الخارجية الأذري أراز عزيموف، أعلن الاثنين في مقر الخارجية الأمريكية في واشنطن أن الاقتراح الذي قدمه الرئيس بوتين جدير بالنظر فيه، إلا أنه تراجع عن القول ما إذا كانت الحكومة الأذرية مؤيدة لخطة بوتين. يُذكر أن سياسة أذربيجان الدفاعية حذرة جدا خاصة وأنها تقع في منطقة تشهد هيمنة روسية، ومن جهة أخرى تطل عليها الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وكانت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية صرحت الجمعة في مقابلة تلفزيونية أن الرئيسين بوش وبوتين بحثا منظومة الدفاع الصاروخية في لقائهما الأخير في ماين، مضيفة "بحثا بإسهاب مسألة الدفاع الصاروخية ضد دول مثل إيران وكوريا الشمالية.. نعتقد أنه مازال علينا متابعة هذا المسار مع بولندا وجمهورية التشيك، لكننا متفقون حول احتمال أن يحقق هذا الموضوع تعاونا أمريكيا روسيا مهما للأمام." وأثارت مسألة نشر أجزاء من منظومة الدفاع الصاروخي في أوروبا الشرقية انقساما بين السياسيين في أوروبا، حيث يرى بعضهم أن المنظومة ضرورية للدفاع ويرى آخرون أنها فكرة تفتقر إلى الحكمة. وقال الأمين العام لحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر من خلال مترجم في مقابلة مع إذاعة ايخو موسكفي الروسية "ليس من الضروري أن تكون عبقريا لتدرك أن عشرة صواريخ اعتراضية لا تشكل خطرا على روسيا والشعب الروسي" وفق رويترز. وفي خطوة تعيد إلى الأذهان أيام الحرب الباردة، قال بوتين في بداية هذا الشهر انه سيأمر بتصويب الصواريخ الروسية نحو المدن الأوروبية الكبرى، إذا مضت واشنطن قدما في خطتها لنشر أجزاء من درعها قرب الحدود الروسية. وقال دي هوب شيفر الاثنين "كنا أعداء وحاول كل منا أن يدمر الآخر لكن هذه الحقبة ولت."cnn |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 