الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 07:31 ص - آخر تحديث: 02:05 ص (05: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
فنون ومنوعات
المؤتمر نت -

المؤتمرنت -
الختان.. وجع يؤرق مضجع البنات
ظاهرة متأصلة في موريتانيا

معروف ولد أداع - ختان البنات عادة قديمة وبدائية بما في الكلمة من معني سواء من حيث الطريقة المتبعة لممارستها أو الآلات المستخدمة في العملية. ولا يعرف علي وجه التحديد مصدر انتشاره في موريتانيا هل هو موروث عن الحضارات العربية أم عن الثقافات الزنجية التي امتزجت بالوثنية في وقت من الأوقات. وعلي كل، فإن هذه الممارسة التي تدينها أوساط كثيرة في العالم بل وتعتبر جريمة في حق البنت في بعض البلدان الغربية لا تزال قائمة في موريتانيا.

ومع أن السلطات الرسمية نادرا ما تعترف بوجود هذه الممارسة في موريتانيا إلا أن عضوا في الحكومة الانتقالية التي ودعت نهاية الشهر الماضي تحدث بشكل صريح عن هذا الموضوع، حيث أقرت وزيرة شؤون المرأة، نبغوه منت اتلاميد، بانتشار ظاهرة ختان البنات في صفوف المجتمع الموريتاني حتي اليوم رغم التقدم الحاصل علي مستوي الوعي النسوي في هذا البلد. وقالت منت اتلاميد أثناء افتتاحها حفلا لتخليد اليوم العالمي لمحاربة الممارسات الضارة بصحة البنت - يوم 6 فبراير من كل سنة - إن ممارسة العنف الجسدي والنفسي ضد المرأة عادة سيئة تعيق التنمية الاجتماعية ، مبينة أن المجتمع الموريتاني بحاجة إلي استنفار كل الجهود للقضاء عليها من خلال محاربة الأمية والانعكاسات الناجمة عنها.

وقد قدمت أثناء الحفل المذكور عروضاً نوعية أدتها مجموعة من الباحثين في الشؤون الاجتماعية والصحية والدينية تناولت في مجملها جوانب الإكراه الجسدي والمعنوي الذي تتعرض له البنات وعلي رأسها الختان الشائع التطبيق في مختلف الدول الإسلامية. ومن أبرز المداخلات التي قدمت خلال هذا اليوم تلك التي أثبتت أن ختان البنات ليس فريضة وإنما عادة اجتماعية لم يأمر بها الشرع علي الإطلاق، مستنيرة بفتوي مكتوبة أصدرها علماء الأزهر جاء في نصها أن ختان الإناث عادة قديمة ظهرت في بعض المجتمعات الإنسانية ومارسها بعض المسلمين في عدة أقطار تقليدا لهذه العادة دون استناد إلي نص قرآني أو حديث صحيح يحتج به . وقد طالب الباحثون في نهاية أشغالهم بضرورة التخلي عن هذه الممارسة الضارة علي الصعيدين الاجتماعي والصحي.

الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، سليمان جالو، أكد يومها هو الآخر أن الختان ممارسة خطيرة بل ومميتة علي حد تعبيره، وأنها تدخل في صميم تعذيب وإيلام البنات وانتهاك حقوقهن الأساسية.

ويمثل ختان البنات في موريتانيا ظاهرة اجتماعية متأصلة سواء في صفوف العرب البرابرة أو الزنوج الأفارقة، حيث يعتبرها الجميع وسيلة لحماية البنت ضد النزوات الجنسية التي قد تودي بها إلي ما لا تحمد عقباه. وتمارس هذه العادة غالبا من طرف امرأة عجوز متخصصة في هذا الشأن تستخدم آلات شديدة البدائية كالشفرات غير المعقمة بل - في مراحل ماضية - قطع الزجاج. وتستخدم هذه العجوز مواد غريبة لتعجيل اندمال الجرح مستحضرة من العشب والتراب والرماد وبراز البقر وغيره..

وتجري عملية الختان في مراحل شتي من العمر كوقت الولادة ومرحلة الطفولة والمراهقة وقبل الزواج مباشرة أو بعد ولادة الطفل الأول وذلك حسب المجتمعات وحسب الأجيال في المجتمع الواحد.

وكثيرا ما تنعت البنت المنحرفة السلوك أو الماجنة من طرف غريماتها بأنها غير مختونة وإلا لما وصلت إلي هذه الحالة من التعلق بالرجال والانجراف وراء الشهوات الجنسية.

وتقضي العملية في حد ذاتها بقطع جزء من البظر يتفاوت حجمه من مجتمع لآخر حتي إن البعض قد يذهب إلي حد قطعه من الشاربين المحيطين بالفرج النسوي.

وينتشر الختان بشكل أكثر في فئتين من مجتمع الزنوج الأفارقة الموريتانيين هما الهالبولار و السونينكي اللتان تنفذانها علي 95% من البنات في حين يكاد لا يوجد علي الإطلاق في الفئة الثالثة وهي الوولوف . أما العرب البرابرة الذين يمثلون 80% من السكان فيمارسونه علي ثلث بناتهم.

وتتنوع الآثار التي يخلفها الختان لدي البنات لتشمل آلاما حادة غير مطاقة يصاحبها شعور بالخوف والحزن، وقد تصاب المختونة أحيانا بصدمة نفسية شديدة، ناهيك عن نزيف دموي قد يؤدي إلي الوفاة. كما أن إفراز السائل البولي علي الجرح الناجم عن الختان يؤدي إلي التهابات حادة والميل إلي الإحجام عن التبول بشكل لا إرادي.

ويعتقد أخصائيو النساء أن قطع أجزاء من البظر والشوارب في ظروف صحية مشبوهة قد يؤدي إلي مضاعفات معقدة تنتهي بالعقم أحيانا، فضلا عن احتمال تطور هذه الإصابات إلي أمراض أخري كالكزاز ونقص المناعة المكتسبة (الإيدز). كما أن أخصائيي الطب النفسي لدي البنات يعتقدون أن الختان يضعف من قدرة الفتاة علي الإحساس أثناء المعاشرة الجنسية، ما يؤدي إلي مضاعفات نفسية بل وفي بعض الأحيان إلي مشاكل زوجية يصعب التغلب عليها. حيث تتولد مشاعر بالكآبة وعدم الثقة بالنفس عند الفتاة التي لا تجد مبتغاها من اللذة فتحس بالدونية والعجز عن بلوغ ما يصل إليه الآخرون. وهي مشاكل قد تقود في نهاية المطاف إلي الطلاق.

ومن المفارقة أن الختان في موريتانيا لا يتم في المرافق الصحية التي تجري بها الولادة وإنما في بيوت مغلقة بمنأي عن أعين الآخرين، ما يعني أنه ليس عادة متفقا عليها بشكل صريح ولو كان الكثيرون يمارسونه خفية.

ويتساءل البعض لماذا لا يتم السماح بإجراء الختان في المرافق الصحية حتي تستفيد البنت من التخدير وتفادي الآلام المروعة ويتم تأمين إشراف طاقم صحي يتدخل عند الضرورة. لكن هذا الخيار لا يلقي سوي الرفض من طرف الهيئات المختصة كمنظمة الصحة العالمية واللجنة الإفريقية اللتين تخشيان من إضفاء الشرعية علي العملية.

وينتشر الختان أساسا في البلدان الافريقية مثل البنين وبوركينافاسو والكاميرون وجمهورية وسط إفريقيا وكوديفوار وغامبيا وشمال غانا وغينيا وغينيا بيساو وكينيا ومالي وموريتانيا ونيجيريا وأوغندا والسنغال وسيراليون وتنزانيا والتوغو وتشاد وجيبوتي ومصر وبعض مناطق إثيوبيا والصومال.
*المصدر الراية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "فنون ومنوعات"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024