عفاف شعيب: الأجور سبب أزمة الدراما

الأحد, 05-أغسطس-2007

المؤتمرنت - متابعات -
عفاف شعيب: الأجور سبب أزمة الدراما
انتهت الفنانة المصرية عفاف شعيب من تصوير دورها في مسلسل «أغلى الناس» من تأليف أحمد هيكل وإخراج علية ياسين وبطولة احمد بدير وليلى طاهر وهالة فاخر واحمد زاهر وايمان ايوب. وتجسد شعيب في هذا العمل شخصية سيدة تعيش في صعيد مصر وترتبط بالزواج من شرطي، تكتشف في ما بعد أنه تاجر مخدرات. وبعد أن يموت فجأة تجد نفسها ضحية أطماع شقيق الزوج الذي يستولي على التركة، فتهجر القرية مع أولادها، وترحل الى القاهرة حيث تعمل بوابة لعمارة تملكها سيدة أرستقراطية تأخذ على عاتقها تربية أولادها حتى يكبروا ويتخرجوا في الجامعة».

وتقول شعيب إن ما شجعها لهذا العمل هو أن «القماشة فيه عريضة وتسمح للممثل بإظهار إمكاناته في شكل إيجابي، خصوصاً ان الدور بمثابة محور أحداث المسلسل الذي يقع في 20 حلقة، ويبرز صورة الأم المصرية التي تعاني الأمرّين في تربية أولادها، وتواجه في نهاية الرحلة بنكران الجميل والجحود».

وتشير الى انها بعيدة من الزحام والصراع والمعارك التي تنشب لعرض المسلسلات خلال رمضان، وتقول: «لو عرض العمل في توقيت مناسب فأهلاً وسهلاً، وإن لم يعرض فلن أحارب أو أناضل». وتؤكد أنها تسعى الى أدوار تقدم قيمة ومواضيع جيدة ترسخ السلوكيات الطيبة. «لأن العمل الدرامي يفيد الجمهور أكثر من الوعظ الديني الذي يسمعه الناس ولا يبدون اهتماماً به. ولكن ربما تحدث الاستفادة من كلمة او معلومة أو موقف في عمل درامي، كما حدث في مسلسل «الشيخ الشعراوي» الذي كان سبباً في هداية كثر».

وتوضح أنها ليست المرة الأولى التي تؤدي فيها شخصية صعيدية، إذ كانت لها تجربة مماثلة سنة 1985 مع مسلسل «ياسين وبهية».

وتعزو سبب اعتذارها عن المشاركة في مسلسل «الإمام الشافعي» الى كونها لا تجيد الارتباط، كما يفعل الآخرون، بأكثر من عمل في وقت واحد. «فكل ما أعرف القيام به هو أن أكون ثابتة في استوديو واحد، ولم يحدث أن ارتبطت بعملين في وقت واحد إلا مرة يتيمة ندمت عليها».

وتهاجم شعيب الزحمة الدرامية، خصوصاً كل رمضان، وتقول إنها لا تأتي في مصلحة الدراما، اذ تقدم في العام الواحد نحو مئة مسلسل بينما الجيد منها واحد أو اثنين. وتطالب بالدقة في اختيار النصوص والبعد من المواضيع التقليدية والمكررة مثل الطبقات الأرستقراطية ورجال الأعمال، والنزول الى قاع المجتمع والأحياء الشعبية الحافلة بالأحداث والقضايا الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.

وترجع ازمة الدراما المصرية الى المغالاة في الأجور التي يتقاضاها النجوم حالياً، وتقول: «لا بد من ان يكون هناك مساواة في الأجور. إذ لا يعقل ان يتقاضى نجم أو نجمة 3 أو 4 ملايين جنيه في مسلسل ولا يحصل الآخرون إلا على الفتات. المسألة قائمة على «الشللية» والعلاقات وليس على الفن والإبداع».

وتعتبر أن الحضور العربي المكثف هذا العام في الدراما المصرية سواء على صعيد التمثيل او الاخراج، هو سلاح بحدين، «خصوصاً بوجود فنانين مصريين يجلسون في بيوتهم من دون عمل، علماً أننا نرحب بالعرب ومصر تتسع لهم دائماً وأبداً. ولكن لا بد من النظر الى المصريين، خصوصاً الذين لا يعملون منهم».

وعن كيفية محافظة الفنان على توهجه الفني على رغم تقدمه في العمر تقول إن «اختيار الأدوار بعناية والمحافظة على السمعة والسلوك أهم ما يميز الفنان ويجعله محافظاً على بريقه دوماً». وتكشف أنها تهتم بالشكل الذي يوضع به اسمها في العمل الذي تشارك فيه قبل أجرها، «خصوصاً أن أجري معروف، من هنا ومنذ عودتي الى الفن بعد فترة من الابتعاد أحرص على تحديد اسمي بالصورة التي ترضيني حفاظاً على اسمي الذي بنيته بالتعب والاجتهاد». وتقول إن «عمل الفنانة بالحجاب لا ضرر فيه ولا ضرار. وقد تأكدت من هذا الأمر من الشيخ الشعراوي قبل وفاته، ومن الداعية يوسف القرضاوي أكثر من مرة. فالمحجبة إنسانة وفنانة لها جمهورها. وعموماً الفنان الذي يسعى الى تقديم قيمة يفرض نفسه مهما كانت الحروب التي يتعرض لها».