وديع الصافي:الغناء أصبح مهنة ولم يعد فناً أعرب المطرب اللبناني الكبير وديع الصافي عن سعادته بتكريمه على هامش مهرجان الاسكندرية الدولي الخامس للأغنية. واعتبر أن الأمر «ليس غريباً على شعب مصر، فهم أهلي خصوصاً أن مصر شهدت بدايتي الفنية، وحصلت على شهادتي بالغناء من مصر. لذا لم يكن غريباً أن أغني لمصر وفي مصر، وأنا في هذه السن لما ألمسه من حب وتجاوب الحضور ومن مختلف الأجيال». وعن مشاركته في «أوبريت الضمير العربي» مع مجموعة كبيرة من المطربين العرب، قال: «هذا واجب على كل فنان عربي. فنحن نطالب من خلال الـ «أوبريت» باتحاد العرب في وجه أعدائهم. فمهما حدث يظلون إخواناً». وشدد على ضرورة أن يكون الفنان «في طليعة أمته من خلال الدعوة إلى الاتحاد ونبذ الخلافات»، معتبراً أن «هذه دعوة خير ومحبة لجميع أبناء الأمة». وعبّر الصافي عن حزنه على حال الأغنية العربية، وقال: «للأسف أصبح الغناء مهنة ولم يعد فناً، وبات عدد كبير من المغنين لا يهتمون سوى بجمع المال وتحقيق الأرباح في أسرع وقت بلا مضمون أو قيمة يقدمونها. لذا أرى أن عمر هؤلاء سيكون قصيراً مقارنة بجيل عظيم من المغنين أمثال عبدالوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد فوزي وغيرهم. وعندما أنظر إلى ما يقدمه هؤلاء، أشعر بحسرة. لكن في الوقت ذاته أشعر بسعادة، بدليل استمراري حتى الآن، على رغم أنني تجاوزت الثمانين سنة من العمر، ما يؤكد أن الفن الأصيل يبقى ويستمر مهما حاول المدعون». وعن الأصوات التي يسمعها، قال: «أسمع كل شيء صادر من القلب»، لكنه استدرك أن الصادر من القلب أصبح الآن قليلاً جداً، «فلم يعد هناك مخلصين في الغناء، وعدد كبير من الأصوات الآن لا يعرف طريقه الصحيح، ما أدى إلى تراجع الأغنية العربية في الفترة الأخيرة، على رغم تزايد عدد المغنين». وعزا الصافي تراجع الأغنية الوطنية إلى «تعقيد أجهزة الإعلام الرسمية في كل بلدان الوطن العربي، إضافة إلى غياب المبدع المهموم بأوجاع وطنه». وقال: «أنا حزين جداً بسبب ذلك»، معتبراً أن «الأغنية الوطنية هي ضمير الأمة العربية ومؤشر مهم على كل الأحداث التي تمر بها». وأوضح الصافي أن الشعوب العربية في حاجة إلى بناء جسر من التواصل مع جميع شعوب العالم من طريق الفنون والآداب والثقافة. «لذا سأقوم بجولة غنائية خلال أيام، على أميركا وكندا وأستراليا، بغية توصيل رسالتنا إلى جميع شعوب العالم». وعن حياته الخاصة، قال: «أقضي معظم وقتي مع أحفادي، فأنا فلاح تربى على اهمية الأسرة وأسعد جداً عندما أجلس مع أسرتي وأشاركها أفراحها وحياتها. لكن على رغم ذلك، لم تمنعني سني من الاستمرار في الغناء، لأنه بالنسبة إليّ مثل الماء والهواء». الحياة |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 