الشاب خالد يمزج بين «الراي» و"الروك" قلة من الفنانين المشهورين لا تهزهم الشهرة، وتفقدهم توازنهم النفسي والاجتماعي. الشاب خالد المغني الجزائري، واحد من هؤلاء الكبار الذين لم يخضعوا لبروتوكولات الشهرة، وحافظ على تواضع نادر بين أقرانه من الفنانين العرب أو حتى الغربيين. لا ينسى الشاب خالد أصوله الاجتماعية، ولا يخجل بالتصريح بأنه ولد في بيت متواضع، ندر فيه الخبز أحياناً كثيرة، ولم تشح فيه كرامة وكرم أهله.. هكذا يلخص الشاب خالد سيرته ويتابع قائلاً:« الشهرة تغير من هو في الأصل لا يمتلك ملامح واضحة لشخصيته، والفقر ليس عيباً للفنان أو لغيره، فيما التواضع موهبة ورضا من الله والأهل، أما البروتوكول الذي يبالغ بممارسته البعض من المغنين العرب المشهورين، فلا يضيف إلى فنهم شيئاً. بينما التواضع فهو على العكس من ذلك. فيكسب صاحبه الكثير من الآراء التي قد تكون مفيدة لفنه كونه أقرب إلى سماع رأي الجمهور.. وما أقوله حصلته من تجربة شخصية وتعلمت منه». يقول الشاب خالد عن أصول موسيقى الراي وعن دوره في إحيائها ونشرها في العالمين العربي والغربي:« موسيقى الراي في الأصل هي فن أجادته القبائل في الغرب الجزائري منذ القدم بآلات موسيقية بدائية، وما لبثت أن استفادت من الآلات الحديثة، واستخدمتها تلك القبائل كمنصة تعبير سياسي اجتماعي ضد المستعمر الفرنسي في القرن العشرين. وبرز كثيرون في هذا الفن، وفي طليعتهم (الشيخة ريمتي)، التي توفيت السنة الفائتة. وكانت موسيقى الراي ممنوعة في الإذاعة والتلفزيون الجزائريين إلى فترة الثمانينات من القرن المنصرم، إلى حين تمت دعوتي من قبل السلطات لإحياء حفلة موسيقية في الجزائر العاصمة. قمت بذلك وبدأت النظرة تتغير لهذا الفن في الداخل، بعد انتشاره المتواضع في فرنسا وأوروبا. طبعاً، لم أصطنع علاقتي بهذا الفن، فأنا من وهران المدينة التي احتضنت هذا الفن منذ نشأته الأولى، ما يعني أنني ولدت في حضن هذا الفن، ولقد أدخلت عليه مما أمتلكه من أحاسيس موسيقية، ومزجت كذلك الكثير من موسيقى ثقافات أخرى شرقية وغربية، و ما أزال في مراحل التجريب القائم أولاً على ما يتناسب مع الروح الشرقية من قدرة على الفرح والإبداع». وحول تأثره بموسيقى«الروك» وأغنيات ملك الروك أند رول الراحل الفيس بريسلي من حيث هي خليط يبن موسيقات متعددة، يقول الشاب خالد:« موسيقى الروك هي خليط من البلوز والجاز. قدم وجهها الأحسن الفيس بريسلي، ولا أستطيع أن أقرر عما إذا كنت متأثراً به، فلا أستطيع أن أقرر ذلك، حتى لا أظهر وكأنني أدافع عن نفسي، الجمهور يقرر هذا الأمر. شخصياً، لا أجد أي وجه للتشابه أو التأثر حقيقي، فلكل تجربة خصوصيتها. والمزج بين هذه الموسيقى وتلك لا يعني أن خالد وبريسلي متشابهان أو أن أحدهما متأثر بالآخر. ودعني أقول لك إن الموسيقى ولو اتصفت باسم المكان الذي تخرج منه، هي لغة عالمية يفهمها كل البشر وإما أن يحبوها وإما أن يرفضوها». وعن تحضيراته الجديدة، أضاف الشاب خالد:« في الأشهر الثلاثة المقبلة، سأقدم ألبومين جديدين يتضمنان 19 أغنية هي حصيلة تجارب لمدة سنتين خضتها مع أعضاء فرقتي الموسيقية، ومزجنا فيها موسيقى من الهند وتركيا وأميركا اللاتينية ومن أماكن أخرى، مع «الراي» الريفي والحديث. واعتقد أنها تجربتي الأوسع من حيث المزج بين اتجاهات». ورد الشاب خالد على الأحاديث التي تثار حول مشاريعه الثنائية مع فنانين عرب آخرين، والتي يرى فيها البعض أنها استغلال لشهرته قائلاً:« كل الذين قدمت معهم ثنائيات هم فنانون مشهورون ومعروفون، ولا أرى الأمر على هذا النحو إطلاقاً. وهناك مشاريع مشتركة عدة سأنفذ بعضاً منها قريباً، وأخرى يتم التحضير لها، منها أغنية مشتركة بيني وبين الفنان العراقي كاظم الساهر ستبصر النور في أوائل السنة المقبلة. المشروع قديم، ولم ننجزه بسبب ظروف انشغالنا. الآن اتفقنا على جدولة هذا المشروع والسير به نحو التنفيذ». الابتسامة التي لا تفارق وجه الشاب خالد وهو يتحدث وهو يغني وهو نائم.. ويبتسم قائلاً :« الابتسامة دواء لنفس المبتسم وللذي يتلقاها. علينا أن نبحث عن فرح ولو كان تراكم الحزن كبيراً». |