مقتل 250 بمواجهات شمال وزيرستان ارتفعت حصيلة المواجهات العسكرية الدائرة بين المليشيات المسلحة والجيش الباكستاني منذ أربعة أيام إلى 250 قتيلاً، قضى العديد منهم في قصف جوي على بلدة صغيرة بالقرب من الحدود الأفغانية. وتعد المواجهات المسلحة بين الجانبين، الأعنف منذ تحالف باكستان مع الولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب عام 2001. وسقط خلال الغارة الجوية على بلدة "إيبي" في شمال وزيرستان العشرات من القتلى في صفوف المسلحين والمدنيين. وقال شهود عيان إن السوق كان مكتظاً بالرواد عندما وقعت العشرات من الانفجارات التي دمرت المحال التجارية والمساكن المجاورة. وأشاروا إلى مصرع أكثر من 60 شخصاً وإصابة 150 آخرين، غالبيتهم من المدنيين. ونقل رجال القبائل مقتل قرابة 50 مسلحاً. ومن جانبه قال الناطق باسم الجيش الباكستاني، الجنرال أرشد وحيد، إن المقاتلات الحربية استهدفت مخابئ للمسلحين، وقصفت "مكاناً أو أثنين" بالقرب من بلدة "مير علي، على بعد ميلين ونصف الميل عن بلدة "إيبي". ولم يستبعد وحيد مصرع بعض المدنيين من سكان المناطق التي استهدفها القصف. وأضاف قائلاً "لدينا تقارير مؤكدة بتواجد مليشيات، واستخدمت القوة الجوية لاستهداف مخابئهم." وكانت المواجهات بين الجيش الباكستاني والمليشيات المسلحة قد اندلعت السبت إثر انفجار قنبلة في طريق شاحنة محملة بالقوات الشبه نظامية ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة بين الجانبين. وقال السكان الذين فروا من المنطقة إن جثث العشرات من قتلى القوات النظامية، نحرت أعناق بعضهم، استردت من ساحة المعركة. وبدأ الجيش الباكستاني، المدعوم بالمروحيات القتالية عملية عسكرية واسعة في تلك المناطق النائية الخارجة عن سلطة إسلام أباد الأحد. وتقول واشنطن إن اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعتها الحكومة الباكستانية مع زعماء القبائل الصيف الماضي، أتاحت لتنظيم القاعدة إعادة تنظيم صفوفه. وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف، الحليف المحوري للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب، قد شن قبل توقيع اتفاق الهدنة مع رجال القبائل، حملات شرسة لاجتثاث القاعدة في وزيرستان، ما أدى لاعتقال عدد من عناصر التنظيم. ويرى منتقدو مشرف أنه أخفق في الحيلولة دون استعادة التنظيم لقواه داخل الأراضي الباكستانية. |