الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 08:01 م - آخر تحديث: 04:16 م (16: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
دين
المؤتمر نت -

المؤتمرنت -
سجال بين علماء السعودية حول صحة عيد الفطر
شهدت الأيام الماضية سجالا علنيا مثيرا بين بعض كبار العلماء في السعودية بشأن صحة إعلان عيد الفطر يوم الجمعة قبل الماضية 12 -10 -2007 وذلك بعد تشكيك عضو هيئة كبار العلماء ولجنة تقويم أم القرى الشيخ عبدالله بن منيع في ذلك عبر مقال نشره في صحيفة "الرياض".

وفيما يعكس السجال في رأي مراقبين معنيين، تطورا ملحوظا في تعاطي علماء المملكة مع القضايا الخلافية ومناقشتها في وسائل الاعلام وبصورة حادة أحيانا وغير مسبوقة، قال أحد أبرز المشاركين فيه لـ"العربية.نت" إن رفض رؤية بن منيع ليس لسبب اختياره الصحافة لعرضها، وإنما لأن الزمان غير مناسب، فما معنى التشكيك في صحة رؤية هلال شهر شوال بعد أن أفطر الناس في دول كثيرة بناء على رؤية السعودية.

كانت جريدة الرياض نشرت الأحد 21 -10-2007 مقالا للشيخ بن منيع بعنوان "التسليم بعدم قبول خبر علماء الفلك يعني أن الجميع في ذمة مجلس القضاء" رد فيه على ما جاء في حوار صحفي على لسان الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية نشرته الصحيفة نفسها ثاني أيام عيد الفطر، السبت 13-10-2007.

وتساءل المنيع بقوله "ان الهلال قد غاب يوم الخميس الموافق 1428/9/29 من الهجرة، قبل غروب الشمس بدقيقة وذلك في آخر موقع في المملكة وهو مكة المكرمة فكيف يرى بعد غروب الشمس والحال انه غرب قبل غروبها بدقيقة؟

واعتبر بن منيع رد اللحيدان على ذلك بمثابة "عدم التسليم بقبول خبر علماء الفلك" مستطردا "نحن نقول لفضيلته سمعنا وأطعنا لقراركم المؤيد من قبل ولي أمرنا، فالفطر يوم يفطر الناس ونحن في ذمة مجلس القضاء ومن اعتمد عليه المجلس. ولكننا نقول لفضيلته نفترض بأن علماء الفلك فسقة ولا يصح قبول خبر الفاسق إلا بتثبت وتحقق، كما لا يصح رد خبره مطلقاً وذلك حسبما وجهنا الله سبحانه به في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) فأين التحقق والتثبت عن صحة هذه الأخبار؟".


شروط قبول الشهادة

وقال بن منيع "إن الشهادة يحتاج قبولها أمرين أحدهما ان تكون الشهادة منفكة عما يكذبها حساً وعقلاً. والثاني ثبوت عدالة الشاهد. ونحن لا نشك ان القضاء قد استكمل تعديل الشهود ولكن عدم انفكاك الشهادة عما يكذبها لايزال ثغرة نقص في صحة الشهادة".

وتابع أن "الصوم لا يثبت إلا بالرؤية والفطر لا يثبت الا بالرؤية. ولكن الرؤية لا تثبت الا بشهادة والشهادة يشترط لصحتها انفكاكها عما يكذبها وأن تكون من عدل، فإذا كان موضوع الشهادة متعذراً فكيف تقبل الشهادة؟.. فلو شهد عشرة رجال عدول بأن سعيداً قتل سعداً يوم الجمعة والحال ان سعيداً قد ثبت موته قبل الجمعة بأسبوع او اكثر فهل تقبل شهادة هؤلاء العشرة العدول؟".

متى يعتد بالحساب الفلكي؟
وأوضح الشيخ عبدالله بن منيع أن "المعتدلين من علماء الفلك والمحققون من علماء الشريعة يقولون باعتبار الشهادة بالرؤية اذا كان الهلال قد غرب بعد غروب الشمس، فإذا لم ير وعلماء الفلك يقولون بأن الشمس غربت قبل غروبه فلا عبرة بذلك وإنما الاعتبار بالرؤية الشرعية المنفكة عما يكذبها، وخلاصة هذا القول ان الحساب الفلكي يعتد به في حال النفي دون حال الإثبات، وبناء على هذا فقد اخضع المحققون من اهل العلم الشرعي نتائج علم الفلك لقول الله تعالى وقول رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم. ولم يكن الأمر كما ذكر فضيلته - حفظه الله - بأن أول هذا القول لا يؤيد آخره".

كان الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى قال في حواره الذي رد عليه بن منيع، قد ذكر أن المعتبر هو الرؤية المعتبرة شرعاً دون النظر إلى قول أهل الفلك الذي يعد حسابهم "ظنياً" وليس قولاً قطعياً، نافيا أن يكون هدف الشهود الذين يدلون بشهادة الرؤية ماديا، موضحاً أن رؤية الهلال مقبولة بالعين المجردة أو الوسائل الحديثة المقربة من مراصد ومقربات، إلا أنه أكد أنه لم يتقدم أحد ممن يستعين بها أو أحد من الفلكيين للإدلاء بشهادة من خلالها.

ويشير اللحيدان إلى حديث الرسول "نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" موضحا "لا يعني أننا لا نعرف الحساب أو الكتابة، فكتاب الوحي كتبوا القرآن بعدما أملاه عليهم النبي عليه السلام بعد ما ينزل عليه وتضمن القرآن ذكر أعداد، فالعرب في الجاهلية يعرفون الحساب ودقة ومعرفة بأحوال النجوم ويحددون الوقت، فقول النبي يقصد به: أن أوقات العبادات المفروضة علينا لا تعتمد على الكتابة والحساب وإنما على ما جعله الله جل وعلا علامة على وقت دخول العبادة وانتهائها".

وقال إن "من يدعون أن الحساب قطعي الدلالة لا يؤيدهم نص من الشارع والتحليل والتحريم، والأمور القطعية إنما تكون بالحس والرؤية أو خبر الصادق المصدوق، وليس لديهم شيء من ذلك إنما معهم حساب قد يزيد وقد ينقص".


10 أشخاص قدموا شهادتهم

وأضاف اللحيدان أن الذين شهدوا الرؤية هذا العام حوالي 10 أشخاص في 4 أماكن بالسعودية، متسائلا: "هل يرد مثل هؤلاء الذين تقدموا بالأمس لقول حاسب قد يخطئ أو يصيب؟.

واعتبر أن ما يقوله أهل الحساب الفلكي مجرد ظنون يدعونها أموراً قطعية.. "فهذا الأمر الذي يدعون قطعيته سبقهم قائلون وتصدى لهم آخرون وردوا عليهم" مشيرا إلى أن "الصحابة والتابعون أجمعوا على عدم الاعتماد على الحساب في الصيام والفطر، فما يقوله أهل الحساب ليس عمدة ولا يصح أن ترد به الشهادة".

ونفى مزاعم بأن مجلس القضاء الأعلى لا يعترف أولا إلا بما يأتي به أحد شهود الهلال وهو عبدالله الخضيري، نافيا أيضا أن تكون شهادة الرؤية لأسباب مادية قائلا " لا يستفيد من يشاهد ويشهد رؤية الهلال إلا أنه ولله الحمد متعاون ومفيد فيه. ونظن أنه لا يطلب الجزاء إلا من الله عز وجل، فعمله شكر لله أن مكنه من دقة وحدة النظر".

بعد ذلك نقلت وكالة الأنباء السعودية عن الشيخ اللحيدان قوله "إن رؤية هلال شوال في هذه الليلة لم تقتصر على مكان معين واحد أو اثنين أو ثلاثة ولم يكن العدد من اثنين أو ثلاثة أو خمسة بل العدد وصل الى العشرة أو قد يكون البعض لم يصلنا لانهم اكتفوا بمن بلغهم انه رأى".

الجدل انتقل إلى مواقع الانترنت، حيث وجه الشيخ د.وليد الرشودي رئيس قسم الدراسات الاسلامية بكلية المعلمين بالرياض انتقادات شديدة للشيخ بن منيع قائلا "لا يخفى على كل صغير أننا في ذمة مجلس القضاء الأعلى في مسألة الصيام والحج وذمة المجلس بريئة لأخذها بالأمور المعتبرة شرعاً وهي الشهادة الشرعية، التي كان يطبقها الشيخ ابن منيع في قضائه طول فترة عمله فقطع بها رقاب وأيدي وعزر بها أناس وحكم بها في أموال وأثبت بها حجج استحاكم ونسب بها أولاد وبها نفى أولاد وغير ذلك فاتسعت ذمته بهذه الشهادة في الحكم على ماسبق ومنها ولابد أن يكون مر عليه أو على محكمته شهادة شهود برؤية الهلال فأثبتها أو أثبتوها ثم هو اليوم يتبرأ منها".

وتساءل الرشودي: إذا شهد الشهود في مناطق متعددة وهم عدول أنهم رأوا الهلال وبعضهم شهد أن مدة بقائه تجاوزت الخمس دقائق.. أليس هذا حس واضح، فأين مايكذبه عند الشيخ ابن منيع إنه حساب الفلكي الذي ينفي بقاء القمر بعد غياب الشمس فأيهما الحس وأيهما الظن؟".

من جهته قال طرف بارز في هذا السجال متحدثا لـ"العربية.نت" إن التداول العلني في الصحف لهذه المسألة بين عالمين كبيرين بحجم اللحيدان وبن منيع تطور طبيعي، فقد كانت المساجلات تجري قديما عبر الكتب، والآن الكتاب لا قارئ له، في مقابل الانتشار الكبير لوسائل الاعلام الحديثة مثل الصحافة والانترنت.
لكنه أشار إلى أن ما جرى لم يكن مساجلة، لأن الشيخ اللحيدان لم يكن يرد على بن منيع وإنما كان يرد على أسئلة مقابلة صحفية عادية بخصوص رؤية الهلال، لكن الأخير هو الذي جاء ودخل في القضية، وهذا ليس من حقه.


التشكيك بعد افطار الناس

ويلخص توصيفه لما جرى بقوله "القضية أنه لا يصح لعالم أو لطالب علم موثوق بعلمه عند العامة، أن ينشر شيئا بعد العبادة، بمعنى أنك الآن صليت العصر، وبعد أن انتهيت جاءك شك بأنه خرج منك ريح وأنت تصلي، اجماع العلماء يقول هنا إن الشك بعد العبادة لا يؤثر. فكيف يأتي الشيخ بن منيع في اليوم العاشر من افطارنا ليشكك في الرؤية، وما الهدف من هذا؟.. لماذا تثير شيئا والناس سلمت أمرها. نحن الآن في فترة تمزق وليس في فترة وحدة، فلماذا تفريق الأمة أكثر مما هي عليه؟".

وأضاف: ولي الأمر ارتضى، والأمة ارتضت، والناس أفطرت، وبن منيع نفسه أفطر، إذن وسعه ما وسع الناس، فإذا كان الفقهاء يقولون (ولو رآه لوحده ولم تقبل شهادته لم يفطر". الشيخ بن منيع يعرف ذلك، وهذا هو محل الاشكال، فإذا كانت لديه اشكالية فهو يستطيع ايصالها بحكم أنه عضو هيئة كبار العلماء، وليس الصحف هي مجال ذلك.

وقال "القضية هي قضية أمة، وما دام الشيخ بن منيع يرفع شعار التيسير، فإن عين التيسير أن يسكت في هذا الموضوع، لكنه باثارته له يشدد على الأمة التي أفطرت وعيدت وصامت الستة من شوال، ثم يأتي ليقول لهم إن رؤيتها للهلال غلط. والأمر لا يخص السعودية وحدها، بل أفطر معها في هذا اليوم الامارات والكويت والسودان ودول كثيرة".

وأشار إلى تمكن الغلو والجفاء في الوقت الحالي بقوله "ولي الأمر يضرب كلا منهما الآن بعصا القضاء، فإذا طعنته الآن في رؤية الهلال، فكيف يأتي الناس غدا ليصدقوه في الحدود. هذا أمر يخص بلد وأمنها، فإذا حكم القضاء مثلا على أشخاص بالاعدام فماذا يقولون؟.. سيقولون إذا كان القضاء لم يضبط الهلال، فهل المنتظر منه أن يضبط الدماء؟.. وسيكون السبب في ذلك بن منيع".

وقال إن الاسلام يقوم على الشهادة الشرعية "فإذا جاء عشرة وشهدوا بأنهم رأوا الهلال، فهل أكذب من رأى ببصره. الحساب يقول إن القمر يغيب قبل الشمس، فجاء الناس ورأوه بأعينهم، فلماذا أكذب عشرة شهود في مناطق مختلفة وليس بينهم عبدالعزيز الخضيري الذي لم يره هذه السنة، في حين أن شاهدين يكفيان لاثبات الرؤية".

واستطرد: العشرة هم من دونت شهاداتهم، أما من رأوه فقد تجاوزا العشرين شخصا، فكيف أكذبهم وأصدق حاسبا يجلس في بيته على قبة فلكية، مع أنه حتى الفلكيين اختلفوا فيما بينهم.

وأضاف: القضية ليست أننا نرفض العلم المادي، فسبق أن صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء بوجود المراصد في كل مناطق المملكة لرصد الهلال، وكل شهر تصدر فتوى بها وينشرها الاعلام، لكن أهل الهوى يغمون أعينهم عنها. ومعروف أن المرصد لا يحدد الهلال قبل مولده،

*العربية نت








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "دين"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024