![]() مُتبندقون في " مدرسة " لأجل ( ثورة – سلمية – مسلحة )!!! يبدو أننا أمام مسلسل متتابع الحلقات .. الدراما تتداخل مع الواقع .. ولا شيء يدل على " معنى " يمكن التقاطه من بين ركام الأحداث . الحلقة الجديدة في مسلسل " النضال " المعطوب جاءت كسابقاتها تروج لتميمة " الثورة " إنما من دون سؤال عن " ثوار " فقط " ثورة .. وربما أيضاً "معابر " كثيرة ويبقى الحال على ما هو عليه : النضال شرعة لكل وارد ولكل من الورادين شريعته الخاصة والحساب يجمع . مطلع الأسبوع الجاري أعلن حسين الأحمر إطلاق مكوكه الجديد " ثورة سلمية " محدداً القبائل قاعدة انطلاق ووقود المحرك الجديد للمكوك أو "الثورة " !!. تغير طفيف طرأ على الفكرة من حلقة لأخرى ضمن أحداث المسرحية المترهلة . بالأمس كانت " ثورة شعبية " تلك التي أعلنها الشقيق الأكبر "حميد" قبل أيام قلائل من موعد الاقتراع الرئاسي والمحلي في سبتمبر 2006م . واليوم هي هي .. إنما بدلاً عن شعبية يقال " سلمية " تماشياً – ربما – مع تقليعة الموسم السياسي والحزبي " النضال السلمي " .. ومثلما جاءت وذهبت الدعوة الأولى من دون عمل أو أمل .. أو حتى غبار إعلامي يتخلف في حلوق الأقلام وخواصر الصفحات والصحف ، تجيء الثانية وتعلن -مبكراً- ذهابها هكذا دونما حاجة لأن تقول لنا شيئاً عن آخر المسلسل الممل وحلقاته المعادة ؟! أمام آلاف المسلحين والمبندقين أعلن عن "ثورة سلمية " ولا أحد يمكنه التوفيق المعجز بين " المسلحين المبندقين " بالآلاف وبين " سلمية " هذه ؟! إلا في حالة واحدة .. وهي أنهم باتوا يستعيضون عن الصفة بضدها ! هي " سلمية " إذاً إنما يعنى أثير يغتال اللغة ويقبرها في جوف معبر وبطن رصاصة . كانت آلاف قطع الكلاشينكوف تتزاحم المناكب في ساحة مدرسة "السلام" هناك في خمر وهي مدرسة بنتها الدولة لتعليم الصغار وتعميم ثقافة السلم والعلم .. إنما حضرت البنادق وحضر الرماة بالآلاف . ووحدهم الطلاب الصغار كانوا مقصيين عن فصول الدرس وحصص اليوم المدرسي.. المعلمون كذلك منحوا إجازة وتحولت المدرسة إلى معسكر ، ومن هناك تصاعدت تفاصيل الحلقة الجديدة ومعها شعار " الثورة السلمية ". هل في الأمر مفارقة تستحق التوقف ؟.. بلى : آلاف المسلحين .. آلاف البنادق .. آلاف الجي ثريهات .. وآلاف الكلاشينكوف .. من جهة ومن جهة أخرى شعار فوضوي أنيق بشراسة " ثورة " و"سلمية " ! وأيضاً "مدرسة " وأسمها " السلام " .. من جهة أخرى لا طلاب ولا معلمون ولا كتب ولا دفاتر إنما مسلحون وبنادق ! تغيب " المدرسة " برمزيتها الشفيفة .. ويغيب " السلام بوصفه إسماً وصفة معاً ويحضر فحسب الرماة والأيمان المغلظة على أنها " دعوة حق وعدل " لتصفق البنادق وتجهش السبورات في الفصول بالبكاء !! دعونا نتأمل خيراً -لنقل أن " الثورة " باتت موضة شعاراتية مثلما هو النضال والحقوق والحريات وسواءً أكانت شعبية أم " سلمية " أم حتى " مخضرية " فإن الأمور لا تؤخذ هكذا ارتجالاً وعواهنة ، ثمة خطأ ولابد .. ويظل الحال على ما هو عليه حتى إشعار آخر . حسناً : هل يمكن الجمع بين المفارقات والمتضادات .. فتصير التسمية والفكرة هكذا : " ثورة سلمية مسلحة " ؟! لا معنى لـ" سلمية " إلا إذا كانت ستعني " مسلحة " في حالة الدعوة أو الإعلان الأخير وتصبحون على ضوء .. وهدوء |