الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 03:14 م - آخر تحديث: 02:53 م (53: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
أخبار
المؤتمر نت - خلّف رحيل رئيس مجلس النواب اليمني وزعيم كبرى القبائل اليمنية (حاشد) ورئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، أكبر حزب معارض، الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، جدلاً في الساحة اليمنية في شأن مستقبل حزب الإصلاح وعلاقة القبيلة بالدولة، ولا سيما مع اتجاه نجله حسين إلى قيادة حركة معارضة لنظام الرئيس علي عبد الله صالح ومناهضة توريث العرش خلافاً لوالده الذي ساند بقوة رئيس الجمهورية منذ تقلده الحكم في 1978.
المؤتمرنت -
رحيل الأحمر يُدخل «حزب الإصلاح» في نفق مجهول لاختيار الخلف
خلّف رحيل رئيس مجلس النواب اليمني وزعيم كبرى القبائل اليمنية (حاشد) ورئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، أكبر حزب معارض، الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، جدلاً في الساحة اليمنية في شأن مستقبل حزب الإصلاح وعلاقة القبيلة بالدولة، ولا سيما مع اتجاه نجله حسين إلى قيادة حركة معارضة لنظام الرئيس علي عبد الله صالح ومناهضة توريث العرش خلافاً لوالده الذي ساند بقوة رئيس الجمهورية منذ تقلده الحكم في 1978.

وترك رحيل الشيخ الأحمر فراغاً في زعامة قبيلة حاشد ورئاسة مجلس النواب الذي ظل يرأسه منذ عام 1993 وزعامة حزب التجمع اليمني للإصلاح وهو من أكبر الأحزاب الإسلامية في اليمن، وقد تزعمه الأحمر منذ تأسيسه عام 1990.

ومثّل الشيخ عبد الله الأحمر رقماً صعباً في المعادلة السياسية اليمنية منذ اندلاع ثورة سبتمبر 1962، إذ قاد جيوش القبائل دفاعاً عن الثورة وعاصر كل المراحل السياسية الصعبة ومحطات الصراع السياسي، كما مثل منذ اندلاع الوحدة قوة للمعارضة اليمنية في البرلمان الذي يسيطر حزب المؤتمر (الحاكم) على غالبيته، في ما رحل واليمن تعيش أوضاعاً شديدة الاضطراب.

وبقدر ما مثل رحيل الشيخ الأحمر خسارة كبيرة للوطن اليمني، فإن هذا الرحيل مثل بالنسبة إلى حزب الإصلاح خسارة أكبر لما كان يوفر له من غطاء مهم للحماية وتعزيز الوجود، وبحكم تلك العلاقة الطيبة التي ظلت تربط بين الشيخ والرئيس، ولما مثله الشيخ عبدالله من وزن اجتماعي وقبلي خدم الإصلاح كثيراً.

ويرى الكثيرون من المحللين السياسيين والمتابعين ان رحيل الشيخ الأحمر سيحمل معه تبعات كثيرة سيرتبط بها مستقبل الإصلاح ونشاط حركة «الإخوان المسلمين» في اليمن، خصوصاً وأن حزب الإصلاح استطاع في ظل وجود الشيخ على رأسه تحقيق الكثير من النجاحات والمكاسب السياسية والتنظيمية على مستوى الساحة اليمنية، ذلك أن الشيخ الأحمر لعب دوراً كبيراً وبارزاً في مسيرة هذا الحزب على مدى الأعوام الماضية، إذ يمكن القول إن الشيخ عبد الله كان يمثل حصناً وحماية قوية للإصلاح الذي تمدد في مختلف محافظات اليمن ونمت شعبيته بشكل ملحوظ. وكما يشير المتابعون فإن ذلك يعود بدرجة أساسية إلى وجود الشيخ عبدالله الأحمر الذي استطاع ومن خلال ثقله ومكانته الاجتماعية كشخصية وطنية بارزة ومؤثرة أن يعزز من الرصيد الجماهيري لحزبه، خصوصاً في الأوساط القبلية، وذلك بحكم التركيبة الاجتماعية السائدة في اليمن وبحكم الولاء القبلي والعشائري، حتى ان دخول أو انضمام العديد من مشايخ القبائل إلى حزب الإصلاح لم يكن بدافع الرغبة في التحزب أو بدافع الولاء الحزبي للإصلاح، وإنما كان ذلك بدافع الانتماء القبلي أولاً وبدافع الروابط الخاصة التي ظلت تجمعهم بالشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، إذ كان ولاؤهم للشيخ أكثر من ولائهم لحزب الإصلاح.

أضف إلى ذلك أن الشيخ عبد الله الأحمر، ومن خلال ما تميز به من قدرة على المناورة السياسية والحرص على الوازن في علاقاته مع أطراف العمل السياسي والاجتماعي كافة، استطاع على مدى أعوام المرحلة الماضية أن يحتفظ بعلاقات جيدة مع مختلف الأطراف داخل الساحة اليمنية، وخصوصاً مع الرئيس علي عبد الله صالح ومع السلطة التي انضوى بداخلها، رغم وجوده على رأس حزب معارض، ونجح بالتالي أن يوظف هذه العلاقة في الاتجاه الذي خدم حزب
الإصلاح وعزز من وجوده في الساحة الوطنية كحزب معارض قوي.
ومن هذا المنطلق، يرى المراقبون أن ثمة تساؤلات كثيرة مطروحة حالياً على مستقبل حزب الإصلاح بعد غياب الشيخ الأحمر، والذي ما من شك أنه ترك فراغاً كبيراً داخل الحزب، وهو الفراغ الذي يشير المراقبون إلى أنه من الصعب على أي من قيادات الحزب أن تملأه على النحو الذي كانت عليه الحال في ظل وجود الشيخ الأحمر.

من هو الشخص الذي سيخلف
الشيخ الأحمر؟
ومع ذلك، فإن مختلف الأوساط السياسية والحزبية وكذلك الشعبية، هي الآن في حالة ترقب وتساؤل عمن هو الشخص الذي سيخلف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في زعامة التجمع اليمني للاصلاح، وفي ظل هذا الترقب، فقد أخذت التخمينات والتوقعات تنتشر لدى بعض هذه الأوساط التي راحت تتداول العديد من الأسماء المرشحة لهذه الخلافة، ومن بين تلك الأسماء المطروحة لخلافة الشيخ الأحمر، والتي يدور حديث الشارع حولها، نجله رجل الأعمال حميد والشيخ عبد المجيد الزنداني، رئيس مجلس شورى الإصلاح السابق، ورئيس جامعة الإيمان، والشيخ ياسين عبدالعزيز القباطي مرشد «الإخوان المسلمين» في اليمن وموجه الحزب، ومحمد اليدومي، القيادي النشط في الحزب.

ويرى المتابعون أن حزب الإصلاح بحاجة إلى الشخصية التي تمكنه أولاً من التخفيف من حجم الأثر الذي تركه رحيل الشيخ عبدالله والمحافظة على توازن الحزب في علاقاته، خصوصاً مع السلطة رغم وجوده في المعارضة، وبما يضمن له عدم المواجهة معها والحفاظ على تلك المكاسب التي حققها في الماضي.
لذا ترى الأوساط السياسية أن أبرز المرشحين لترأس حزب الإصلاح هو نجل الشيخ عبد الله الأحمر الذي أظهر حنكة سياسية خلال الأيام الماضية، خصوصاً في الانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر من العام الماضي وظهر كسياسي مخضرم استطاع أن يلعب دوراً كبيراً في المعترك الانتخابي.

ويرى المتابعون أن حميد الأحمر، مازال شاباً متهوراً ولم يصل بعد إلى مستوى النضج والعقلانية، ومازال يفتقر إلى كثير من الخبرة والحنكة السياسية التي تميز بها والده، والتي تستطيع تحقيق التوازن التي كانت قد تجسدت في شخصية والده. وبالتالي، فإن وجوده كرئيس لحزب الإصلاح من شأنه أن يفجر مواقف وصدامات مع السلطة، وهو الأمر الذي عنده سيكون الإصلاح هو الخاسر.

فحزب الإصلاح وفقاً لهؤلاء المتابعين كان قد تمدد وحقق مكاسب غير عادية في ظل علاقته الجيدة مع السلطة ومع الرئيس علي عبدالله صالح، والتي كان للشيخ عبدالله الأحمر دور أساسي في تعزيزها.

أما الشيخ عبد المجيد الزنداني، ورغم مكانته العلمية كأحد رموز الحركة الإسلامية المعروفة في اليمن، إضافة إلى أنه يمثل جناحاً مؤثراً إلى حد كبير داخل حزب الإصلاح، خصوصاً في أوساط السلفيين والعقائديين في الحزب، غير أن الطابع الإسلامي المتطرف الذي «وصم» به هذا الجناح أمر يجعل الكثير من القيادات السياسية في الحزب تتحفظ على مسألة تسليم الشيخ الزنداني قيادة الإصلاح، بل إنها تبدي وبوضوح عدم رغبتها في ذلك، ولحسابات دولية. فتلك القيادات ترى أن الشيخ عبد المجيد الزنداني، مطلوب أميركياً، وربما إقليمياً، ومن ثم فإن وجوده على رأس قيادة الحزب من شأنه أن يؤدي إلى وصم الحزب بالإرهاب، ويجلب له الكثير من المتاعب التي هو في غنى عنها، وخصوصاً مع حرص قيادة الحزب البراغماتية أمثال محمد اليدومي، وعبد الوهاب الأنسي، ومحمد قحطان، إعطاء صورة مغايرة لحزب الإصلاح لدى الأميركيين والأوروبيين وتقديمه كحزب إسلامي معتدل أقرب إلى الحزب العلماني منه إلى الديني، وذلك لإدراكهم بأن الطريق إلى السلطة لا يمكن إلا بوجود مثل هذا القبول لدى هذه الأطراف في نظرتها للحزب، وإلا فتهمة الارهاب والأصولية والتطرف جاهزة ولها ثمنها الباهظ.

أما الشيخ ياسين عبدالعزيز القباطي، مفكر الحزب ومنظره والذي كان قد عُرف بالمرشد العام أو بأمير جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، والذي يقول المتابعون إنه ظل يتوارى عن الأضواء ويرغب أن يعمل بصمت، فإن ظهوره وفقاً لرأي هؤلاء سيؤدي إلى الحال نفسها بالنسبة إلى الشيخ الزنداني، نظراً للمنابع الفردية والعقائدية الواحدة لكليهما.
ويبقى محمد اليدومي، القيادي البارز في الحزب، والذي يترد اسمه ضمن المرشحين لخلافة الشيخ الأحمر في قيادة حزب الإصلاح، والمعروف عن اليدومي الذي كان قد تخرج من أكاديمية الشرطة في مصر عام 1973، وعمل بعدها ضابطاً في الأمن العام، ثم في جهاز الأمن السياسي ـ برتبة عقيد قبل أن يتحول إلى النشاط الحزبي كقيادي في التجمع اليمني للاصلاح بعد قيام الوحدة في العام 1990، معروف عنه بأنه شخصية براغماتية ومن جماعة الإسلام السياسي التي يتركز طموحها في الوصول للسلطة مهما كان الثمن، وهناك من ينظر إليه على أساس أنه الرجل الأقوى داخل حزب الإصلاح، نظراً إلى وجود تيار قوي مع السلطة.

ولذلك يتوقع كثيرون من المراقبين والمتابعين أن يؤدي ترؤس محمد اليدومي «للإصلاح» إلى إحداث خلخلة في البناء التنظيمي للحزب، خصوصاً في ظل نفور الجناح العقائدي والقبلي منه نتيجة مواقفه منهما، ومن ثم سيؤدي ذلك إلى انكماش الحزب وتضاؤل دوره جماهيرياً.
ويرجح المراقبون أن يلجأ حزب الإصلاح من أجل تفادي أي انعكاسات سلبية على مستقبل الحزب الذي يكتنفه الغموض بعد رحيل الشيخ عبدالله الأحمر إلى قيادة جماعية تضم من سبق ذكرهم إلى جانب محمد علي عجلان، رئيس مجلس شورى الحزب، وعبد الوهاب الأنسي، الأمين العام للحزب.

وفي الأحوال كلها، فإن غياب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر سيؤدي إلى حدوث هزة كبيرة في أوساط الحزب، والذي سيفقد بهذا الغياب الجناح المهم الذي ظل يعتمد عليه في التمدد والمواجهة، وهو الجناح القبلي الذي ظل وجوده مرتبطاً بوجود الشيخ عبدالله، ولن يكون هناك أي حافز لديه في البقاء في صفوف الحزب لا من ناحية المصلحة الشخصية أو من ناحية الجانب العقائدي، والذي بات من الواضح أنه بدأ يتضاءل في ظل هيمنة الجانب السياسي على الجانب الديني، والميل إلى تحقيق مكاسب حزبية وسياسية على حساب الكثير من المبادئ والمعتقدات التي ظلت كوادر الحزب وقواعده تعبأ بها لأعوام، خصوصاً عندما كان حزب الإصلاح يمسك بتلابيب مراكز التفريخ الحزبي المسماة «المعاهد العلمية»، والتي تم إلغاؤها في إطار الصفقة المشتركة التي أبرمها حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) مع شريكه الحزب الاشتراكي إبان فترة ائتلافهما وفي مرحلة عقب إعلان الوحدة التي عاشاها معا في الـ22 من مايو 1990.
ويبدو أن مستقبل حزب الإصلاح بعد غياب الشيخ الأحمر في مهب الريح وستبدو نتائج ذلك في الانتخابات البرلمانية المقبلة، إذ كان الإصلاح يحصد عدداً من المقاعد البرلمانية نتيجة ذلك الدعم القبلي الذي كان يتلقاه بفضل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان يفاخر دوماً بأنه كان لديه كتلته البرلمانية الخاصة داخل مجلس النواب، بعيداً عن حسابات الإصلاح، وهو يقصد بذلك الدوائر التي حصدها أبناؤه والمشايخ والوجاهات الاجتماعية المحسوبة عليه.
مستقبل الإصلاح هو الآن بقراره الذي سيتخذه في ضوء الحسابات كلها التي ينبغي عليه أن يحسبها جيداً للخروج من معركة الاختيار الصعب التي يجد نفسه أمامها بأقل قدر من الخسارة، فأي طريق سوف يختار؟
*نقلاً عن الرأي العام الكويتية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "أخبار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024