 |
دراسات دولية: 34 قتيلا يوميا في العراق منذ الاحتلال والإعلام يهتم بالقتلى الأمريكيين أصبحت أخبار القتل والدمار الواردة من العراق والتي تنقلها يوميا وسائل الإعلام العالمية عبارة عن أخبار روتينية مثل أخبار الطقس التي ترد في نهاية النشرات الإخبارية التي تبثها المحطات الصوتية والمرئية. ومع أنه لا يخلو يوم واحد من أخبار تتحدث عن انفجار سيارة مفخخة أو مقتل العشرات وأحيانا مئات، فإن أحدا لا يهتم بإحصاء عدد القتلي بين المدنيين العراقيين الذين فقدوا أرواحهم منذ احتلال الولايات المتحدة بلدهم في مارس عام 2003 ، لكن في المقابل تهتم وسائل الإعلام العالمية بعدد الجنود الأمريكيين الذين يلقون مصرعهم في العراق. هذه المسألة هي أخلاقية إذ هناك شكاً بأن جنود الاحتلال لهم قيمة أما المدنيون في بلاد الرافدين فليس لهم قيمة. وعادت هذه القضية إلي الأضواء بعد نشر نتائج دراستين الأولي صادرة عن منظمة الصحة العالمية WHO والتي استنادا للإحصائيات والمعلومات التي حصلت عليها هذه المنظمة قتل 151 ألف عراقي في الفترة الواقعة بين مارس 2003 ونهاية يونيو عام 2006 ويشمل العدد العراقيين الذين قتلوا على أيدي القوات الأمريكية أو بسبب تفشي العنف الأعمى بين مختلف الفئات الطائفية. وتستند الدراسة إلى مقابلات ميدانية أجريت مع 9345 أسرة عراقية تعيش في مختلف أنحاء العراق ، لكن هذه الأرقام قد تكون بعيدة عن الواقع لأنه كما يؤكد أحد خبراء منظمة الصحة العالمية الذين شاركوا في وضع الدراسة فإن تقييم عدد الوفيات في حالات النزاع من القضايا البالغة التعقيد إذ لا بد من توخي الحذر لدى تفسير نتائج الاستقصاءات لكنها الوسيلة الوحيدة المتوفرة في ظل غياب مؤسسات تحصي أعداد القتلى وتجري دراسات شاملة عن نتائج الحرب. تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أهم استنتاج توصلت إليه الدراسة هو أن متوسط عدد القتلى يبلغ يوميا نحو 128 وأن نصف هذه الوفيات وقع في العاصمة بغداد . وتتعرض الولايات المتحدة إلي انتقادات لعدم اكتراثها بأعداد القتلي من المدنيين العراقيين عكس اهتمامها بالجنود الأمريكيين. وقال الجنرال توم فرانكس: نحن لا نحصي القتلى, أما الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الذي ترتبط حرب العراق عام 2003 باسمه مع نتائجها المدمرة فقد قدر عدد قتلى العراق بحوالي ثلاثين ألفاً فقط. لكن متحدثا باسم البيت الأبيض اضطر إلى تصحيح هذه المعلومة وقال: إن التقدير غير نهائي. وهذا رأي صائب وفي محله إذ أن حرب العراق التي بدأت يوم عشرين مارس 2003 لم تنته بعد كما لا يمكن الحصول علي أرقام مؤكدة أو تقريبية حول عدد القتلى بين المدنيين العراقيين من خلال وسائل الإعلام العالمية لأنها تعتمد في بياناتها على ما تذكره التقارير الواردة من العراق عن عدد القتلى وليس لها مصادر رسمية تستطيع الاعتماد عليها. أما الدراسة الثانية فصدرت عن جهة غير رسمية يشار بأنها مبادرة خاصة تطلق علي نفسها (مشروع إحصاء القتلي العراقيين) تأسست في بريطانيا وتتوخي الدقة والحياد في ما تنشره وتعتبرها أكثر الجهات أكثر صدقا وموضوعية لاعتمادها وسائل محايدة وعدم وجود أهداف سياسية أو إيديولوجية من وراء عملها. لكن هذه الجهة أيضا تواجه صعوبات في حصر عدد القتلى بين المدنيين العراقيين نظرا للصعوبات الأمنية. وذكرت في تقريرها الأخير أن 25 ألف شخص قتلوا بسبب العنف الذي اندلع في العراق بعد غزو الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة في مارس عام 2003. واعتمد فريق الباحثين على حوالي عشرة آلاف تقرير صحفي وكانت هذه أول دراسة تشير إلى وقوع هذا العدد الكبير من القتلي بين المدنيين العراقيين، لكن الملاحظ أن عدد القتلى العراقيين الذي ورد في دراسة منظمة العفو الدولية أكبر بكثير عن عدد القتلى منهم الذي جاء في تقرير (مشروع إحصاء القتلى العراقيين). وقال جون سلوبودا أحد الذين ساهموا في وضع تقرير المبادرة البريطانية أن عدد القتلى العراقيين هو ثمن غزو العراق وأضاف استنادا لمعلوماته: يلقي 34 عراقيا حتفهم يوميا منذ الغزو ، وأعرب عن أسفه الشديد لأن الحكومتين الأمريكية والبريطانية لا تعيران لهذه القضية أهمية. وتطالب هذه المبادرة التي يعمل فيها خبراء وأكاديميون بإنشاء لجنة مستقلة للقيام بإحصاء أفضل للقتلى المدنيين وأن تدرج قضية القتلى المدنيين بين النتائج المدمرة لهذه الحرب. وتتهم منظمات حقوق الإنسان قوات التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة بالفشل في أداء واجبها المتمثل في القيام بإحصاءات دقيقة ووثيقة للضحايا المدنيين في العراق. لكن القوات الأمريكية والبريطانية تتذرع بالفوضى السائدة في العراق دون أن تشير إلى مسئوليتها في إشاعة الفوضى. وتعتبر منظمات حقوق الإنسان أنه من حق العراق أن يعرف عدد قتلاه ويستغرب سلوبودا عدم قيام الولايات المتحدة حتى اليوم بالتحقيق لمعرفة عدد ضحايا غزو أفغانستان. لكنها بعد أيام علي وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 سارعت إلى الإعلان أن عدد القتلى بلغ أكثر من ثلاثة آلاف قتيل. ويقول كين روث رئيس منظمة حقوق الإنسان الأمريكية (هيومان رايتس ووتش) أن المحصلة النهائية لعدد القتلي من المدنيين العراقيين مفيدة عند وضع أرقام وحقائق عن هذه الحرب وذكر أرقام ضحاياها من العراقيين في كتب التاريخ والإشارة إلي أن المدنيين هم الذين يدفعون أغلى ثمن للحروب. بينما قتلى الولايات المتحدة يدفنون في قبور وسط وداع وتكريم وثلة من حرس الشرف فإن ضحايا حرب بوش في العراق يدفنون في كثير من الأحيان في قبور جماعية وأحيانا دون أسماء ولا مكان للقبر. باستثناء موقع (المختصر العربي) الذي تخصص في إحصاء عدد القتلي العراقيين ليس هناك جهة عربية واحدة تهتم بإحصاء القتلى من المدنيين في العراق لكن جميع الأطراف متفقة رغم خلافاتها متفقة علي أن ما يحدث في العراق، كارثة إنسانية تتحمل مسؤوليتها الولايات المتحدة وبريطانيا ودول التحالف المصدر: الملف نت |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 