الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 03:45 م - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
أخبار
المؤتمر نت - وصف  الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية العلاقات اليمنية الالمانية بانها علاقات صداقة جيدة ومتميزة ومتطورة، وان هناك تشابه في العلاقات بين البلدين في تجربتهما الوحدوية.. مشيرا الى ان كل من البلدين استعاد وحدته بعد سنوات من التشطير في وقت زمني متقارب، وعلى وجه الخصوص بعد انهيار المنظومة الاشتراكية. جاء ذلك في محاضرة القاها  الرئيس مساء أمس بمقر منظمة فريدريش إيبرت الألمانية
المؤتمرنت -
رؤية اليمن حول الارهاب والسلام في محاضرة للرئيس بالمانيا
وصف الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية العلاقات اليمنية الالمانية بانها علاقات صداقة جيدة ومتميزة ومتطورة، وان هناك تشابه في العلاقات بين البلدين في تجربتهما الوحدوية.. مشيرا الى ان كل من البلدين استعاد وحدته بعد سنوات من التشطير في وقت زمني متقارب، وعلى وجه الخصوص بعد انهيار المنظومة الاشتراكية.

جاء ذلك في محاضرة القاها الرئيس مساء أمس بمقر منظمة فريدريش إيبرت الألمانية في برلين بحضور عدد من الفعاليات السياسية والثقافية والأكاديمية وأعضاء جمعيتي الصداقة العربية الالمانية، واليمنية - الالمانية ورجال الأعمال والاعلام والسفراء العرب وعدد من السفراء الأجانب المعتمدين لدى ألمانيا .

وقال الرئيس في مستهل محاضرته :" يسعدني ان اتحدث اليكم من برلين عاصمة الوحدة والحرية والديمقراطية حول المستجدات في الساحة اليمنية واستعرض الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط .

وأضاف:" نحن في اليمن استعدنا وحدتنا في عام 1990م بطرق سلمية ديمقراطية رغم مارافقها بعد ذلك من احداث وأزمات في الأعوام 1992 - 1993م وانتهت بحرب عام 1994م ، التي دامت 77 يوماً ودفعنا ثمناً باهضاً لهذه الوحدة دماء زكية وغالية علينا وأسفر ذلك عن تدمير للاقتصاد اليمني الذي تكبد خسائر بأكثر من 11 مليار دولار في بلد فقير ودخله متواضع وعدد سكانه يتزايد.

وأدرف قائلا :" ولكن مع ذلك فقد انتصرت الحرية والديمقراطية وانتصرنا على قوى الردة والانفصال وترسخت الوحدة وترسخ النظام السياسي التعددي’وحيث قام هذا النظام بعد 22 مايو 1990م على الحرية والديمقراطية ومشاركة المرأة واحترام حقوق الانسان وحرية الصحافة وكانت هذه المبادرة تمثل خطوة غير مألوفة في المنطقة .. ولذلك جاءت تلك الأحداث والأزمات التي واجهناها خلال أعوام 92 - 93- 94م ،ولكن بحمد الله ترسخ نظام الجمهورية اليمنية، والذي هو محصلة ماكان يسمى الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية وهو نظام قائم على التعددية السياسية والديمقراطية, وحيث يوجد في اليمن اليوم حوالي 22 حزبا ومستقلين وتوجد في اليمن مؤسسة ديمقراطية حقه تتنافس في ظلها الاحزاب تنافسا مشروعا وحقيقيا وليس بنسبة 99.9 بالمائة ولكنها ديمقراطية شفافة وحرة تتنافس في ظلها الاحزاب عبر البرامج .

وقال " وقد جرت في اليمن 3 دورات انتخابية برلمانية تعددية بعد الاستفتاء الذي جرى على دستور الجمهورية اليمنية وانتخابات رئاسية مباشرة لدورتين في اطار تنافسي بين حزبي المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة والموجودة في البرلمان وأخرها الانتخابات التي جرت عام 2006م..وكانت انتخابات حرة وشفافة في ظل وجود رقابة دولية شاركت فيها أكثر من منظمة دولية.

وأضاف الرئيس: " رغم أن بلدنا بلد فقير إلا أننا أغنياء بثروتنا البشرية والزيادة السكانية تشكل مشكلة بالنسبة لنا ، حيث يزيد معدل النمو السكاني عن 3 بالمائة وهذا الانفجار السكاني يلتهم كل مواردنا المحدودة من النفط والغاز والضرائب والجمارك بالاضافة إلى صادراتنا من الثرة السمكية والعسل, وتعددانا السكاني يزيد عن 22 مليون مواطن وكلما تحسنت الموارد التهمها الانفجار السكاني " .

وتابع رئيس الجمهورية قائلا "نحن نبذل جهدا مع أشقائنا وأصدقائنا وعلى وجه الخصوص في الخليج لمساعدتنا, وقد عقد مؤتمر لندن للمانحين في نوفمبر وأبرز من ساهم فيه دول الخليج وفي المقدمة السعودية.. وبعض الدول الصديقة من الاتحاد الأوروبي ومنها فرنسا وبريطانيا والمانيا وهولندا وحصلت اليمن على حوالي 5 مليارات دولار ولمدة خمس سنوات من أجل تنفيذ مشروعات انمائية وعلى وجه الخصوص ما يخص البنية التحتية في إطار مكافحة الفقر وانهاء البطالة في صفوف الشباب وقد بدأ التنفيذ بنسبة 30 في المئة من هذه المنحة التي حصلنا عليها والبقية تحت الدراسة والبحث وفي مقدمة الدول المانحة هي المملكة العربية السعودية وهي اكبر دولة مانحة يليها قطر والإمارات وعمان والكويت والبحرين.

وأضاف " كما تحدثنا فان التزايد السكاني يمثل بالنسبة لنا مشكلة كبيرة على مواردنا.. ولقد كنا ننتج قبل عام مضى 400 ألف برميل ولكن بدأ الانتاج يتضاءل شيئاً فشيئاً ولم ننتج سوى 300 ألف برميل وجزء منه يذهب للاستهلاك المحلي وبقية الانتاج نتقاسمه بين الحكومة والشركات المستثمرة العاملة في انتاجه" .

وقال: " ان الشركات العاملة في مجال النفط تبلغ 32 شركة ومن جنسيات مختلفة ، بريطانية وكندية وأمريكية وفرنسية وغيرها، ونحن ندعو الدول الشقيقة والصديقة للاستثمارات في اليمن ونحن نعتقد انه اذا جاءت الاستثمارات فان ذلك سيخفف علينا في الجانب الاقتصادي ونحن لانريد ضخ أموال في البنك المركزي بل نريد استثمارات توفر فرص عمل للشباب،ولدينا مناطق واعدة بالنفط والمعادن ونحن ندعو أيضا للاستثمار في المناطق الصناعية وخاصة في المنطقة الحرة" .

وقال الرئيس : لقد تحدثنا كثيرا عن الارهاب وفي أكثر من مقابلة ولقد قلنا بأن الحملات العسكرية والامنية لايمكنها أن تستأصل الارهاب .. فالولايات المتحدة الامريكية وهي دولة كبرى والقطب الكبير في هذا العالم لم تستطع أن تستأصل الارهاب من أفغانستان معها حلفاء من الاتحاد الاوروبي ومنها ألمانيا".

وأضاف " وجهة نظرنا في اليمن أن استئصال الارهاب يأتي من خلال مقارعة الفقر وأن تأخذ الدول الغنية بيد الدول الفقيرة ليس في اليمن فحسب بل في العديد من الدول النامية في آسيا وأفريقيا وفي موريتانيا والمغرب والسودان ومصر وغيرها من البلدان, فإذا تحركت الدول الغنية بإرادة قوية لمحاربة الارهاب فإن عليها أن توجه استثماراتها نحو الدول الفقيرة من أجل إيجاد تنمية وفرص عمل وهذا هو الذي يثبت الأمن ويقضي على الارهاب" .

وتابع " نحن نقول لهذه الدول تعالوا واستثمروا وهذه هي الشراكة, أن نكون شركاء في الشرق الأوسط وأفريقيا ، لاشركاء فقط في استلام منتجاتكم وسلعكم ونكون سوقا لها.. فمن أجل أن يكون هناك أمن واستقرار وسلم عالمي فان هذا يتطلب جهد الاسرة الدولية .. ذلك أن الحملات العسكرية وكما قلت لن يكتب لها النجاح فلم تنجح أمريكا وحلفائها في أفغانستان والعراق".



وقال رئيس الجمهورية " أفغانستان هي المحطة الرئيسية التي جاء منها الارهاب الذي نعاني منه اليوم في اليمن والعراق والصومال، وذلك بعد ان شجعت بعض الدول ومنها امريكا حكومة طالبان من أجل الاستيلاء على السلطة وقبل ذلك عندما كانت امريكا ومعها دول اوروبا تدفع بالشباب للتوجه الى افغانستان لمحاربة المد الشيوعي هناك ، وهؤلاء الشباب هم الذين عادوا بعد ذلك إلى بلدانهم بأفكارهم المتشبعة بالعنف والتطرف وها نحن اليوم نعاني في المنطقة كما تعاني فرنسا وبريطانيا واسبانيا وفي أماكن كثيرة نتيجة تلك القناعات التي ترسخت لدى هؤلاء الشباب العائدين من افغانستان.. ثم جاء بعد ذلك نظام طالبان وطلبت منا بعض الدول ومنها امريكا الاعتراف بهذا النظام وقلنا لهم حينها ان هؤلاء شباب وليس لديهم تجربة ولكنهم للأسف شجعوا هذا التطرف الآن كل الدول تجني هذا العنف نتيجة هذه السياسة"..

واضاف " في حقيقة الأمر نحن تعلمنا من امريكا وأوروبا الحرية والديمقراطية ونتكلم بشفافية ودون زعل.. هذه السياسات نحن ندفع ثمنها جميعاً.. فلقد انتهت طالبان في افغانستان وجاء التحالف وهو موجود داخل افغانستان لإستئصال الارهاب" ..
وتابع قائلا : بالنسبة للوضع في العراق نحن نقول دوماً لقوى التحالف المتواجدة في العراق .. لماذا لايدعون للحوار بين كل القوى السياسية مثلما دعت المانيا لحوار بين القوى السياسية الافغانية وكانت خطوة صحيحة نسبياً وضعت لبنة صحيحة للنظام الافغاني.. صحيح ان هذا لم يحل مشكلة لكنه أرسى قاعدة لنظام سياسي يتم التعامل معه ونحن نقول للدول المتواجدة.. لماذا لاتدعون كل الاطراف السياسية في العراق سواء مذهبية أو غيرها للحوار وباعتبار ان من يحل مشاكل العراق هم أبناؤه.. ونقول لهم تحاوروا فييما بينكم من أجل وطنكم ووقف العنف والمشاركة في بناء العراق.. وإذا كنتم تقولوا بأن النظام السابق في العراق كان يذهب فيه المئات من الضحايا، الآن الآلاف من الضحايا يسقطون في ظل العنف الموجود لكن الاعلام الدولي لايتناول ذلك مثلما كان يتناول الأوضاع في عهد النظام السابق الذي أسموه بالنظام الديكتاتوري..

وقال " اننا نتحدث عن الصراع في منطقة الشرق الأوسط ،ورؤيتنا في اليمن ان السلام في الشرق الأوسط مفتاحه بيد اسرائيل اي بتنفيذ اسرائيل لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض ماقبل 5 حزيران عام 1967م وفي اعتقادي ان هناك إرادة دولية ونية للسلام وليس لإشعال الحرائق من أجل مبيعات الاسلحة، لأن هناك للأسف دول وشركات لاتريد ان تنطفئ بؤر التوتر في العالم ويمكن لهذه الشركات أن تحقق مصالحها في إطار السلام وبدون ان تكون صادراتها هي الاسلحة.. إذا علينا كمجتمع دولي ان نضغط من أجل قيام الدولة الفلسطينية الى جانب الدولة الاسرائيلية.

وأضاف : ليس صحيحاً بأن العرب والمسلمين ضد الديانة اليهودية بل يجب ان يكون هناك حوار بين الديانات والحضارات من أجل التعايش السلمي وكل انسان يؤمن بالآخر ، بمعنى ان تؤمن بوجودي كمسلم وأؤمن بوجودك كيهودي أو كمسيحي ولا ينبغي ان تعتدي على معتقداتي كما تنشر بعض الصحف في الدنمارك ولا نرى استنكاراً من أحد في أوروبا حول ذلك.

وأستطرد االرئيس قائلا :" إنهم يمسون بمعتقداتنا وبنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام, وهو خاتم الأنبياء، الأمر الذي يستفز مشاعر أكثر من مليار مسلم .. وهذا يولد عوامل الصراع بين معتنقي الأديان وبين الحضارات, ولهذا نؤكد على أهمية احترام الأديان والمعتقدات وأن نحرص على إرساء جسور التواصل والحوار ونبتعد عن مثل هذه التصرفات المسيئة التي لا تخدم التعايش السلمي بين معتنقي الأديان وتزيد الهوة بين الحضارات ".

ومضى قائلا :" لقد تحدثت مع أصدقائنا في الاتحاد الأوربي وأبلغناهم أن ما تنشره بعض الصحف من إساءة لمقدساتنا أمر سيء، ويسيء إليهم في المقام الأول, وطبعا هم يرتبطون بمصالح مع الأمة الإسلامية ونحن كذلك نرتبط بمصالح معهم ولهذا ينبغي أن نقول للدانمرك, هذا أسلوب خاطئ وينبغي أن نقف جميعا ضده ".

وتطرق الرئيس, إلى الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية التي تتبناها اليمن والنجاحات التي حققتها في هذا الجانب ..وقال :" لدينا برنامج للإصلاحات الشاملة, وحققنا فيه نتائج متميزة على صعيد تعزيز بناء الاقتصاد الوطني ومقارعة الفساد, والفصل بين السلطات و تشجيع مؤسسات المجتمع المدني على المشاركة الفاعلة في خدمة التنمية في إطار النهج الديمقراطي الذي تتبعه اليمن ,فضلا عن ذلك لدينا سلطة محلية أسهمت في تعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار".

وأضاف :" ولدينا توجهات جادة حاليا لإجراء بعض التعديلات الدستورية لمنح مزيد من الصلاحيات للسلطة المحلية وانتخاب المحافظين ورؤساء الوحدات الإدارية مباشرة من قبل المواطنين ورفد مجالس الحكم المحلي بالمزيد من الموارد المحلية ولن تبقى سوى الموارد السيادية .. كما تستهدف التعديلات إيجاد الثنائية البرلمانية من خلال مجلسين للنواب والشورى ينتخب أعضائهما من الشعب وهذا من شأنه توسيع المشاركة
الشعبية, وطبعا مجلس النواب يشمل 301 عضوا منتخب بحسب الدوائر الانتخابية التي تم تقسيمها وفقا للكثافة السكانية في حين سيتم انتخاب أعضاء مجلس الشورى وعددهم 151 من خلال توزيع العضوية بالتساوي بين المحافظات وهذه من التوجهات التي نحن قادمون عليها".

وأشار ا الرئيس إلى أن اليمن يعاني من الارهاب كما هو حال كثير من الدول كون الأعمال الارهابية الحقت أضرارا فادحة بالاقتصاد اليمني خاصة وموارد اليمن محدودة.
وقال :" عندما يحدث عمل إرهابي في منطقة يمنية تتوقف السياحة ويؤثر سلبا على تدفق الاستثمارات, على الرغم من أن الأجهزة الأمنية استطاعت ان تتصدى بقوة للإرهابيين".
وتابع قائلا :" لمسنا إشادات عالمية بالنجاحات التي حققها اليمن على الصعيد الديمقراطي وعلى صعيد شراكته في مكافحة الارهاب ولكن نأمل يثمر هذا التقدير في تقديم الدعم للجهود التنموية في اليمن, وتشجيع المستثمرين للتوجه نحو القطاعات الواعدة المتاحة لدينا ومنها النفط والغاز وغيرها ".

وأضاف: اليمن والحمد لله حلت مشاكل الحدود مع جيرانها وباسلوب حضاري عبر التفاوض الثنائي والتحكيم الدولي, وكانت لدينا قضية حدودية مع المملكة العربية السعودية تعد أطول مشكلة حدود, ولكن عندما توفرت الإرادة السياسية بين البلدين حلت المشكلة , حيث التقينا مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد وحسمنا هذا الأمر, رغم أنه كانت هناك قوى مستفيدة من عدم حل مشكلة
الحدود سواء كانت تلك القوى دولية أو إقليمية أو محلية ولكن توفرت الارادة السياسية لدى قيادتا البلدين وتحدثنا بشفافية ومصداقية وأنهينا المشكلة وفق قاعدة " لا ضرر ولا ضرار " وانعكس ذلك إيجابيا في تطور العلاقات بين بلدنا والمملكة وزادت الثقة فيما بيننا بشكل جيد.

وأردف قائلا :" كذلك كانت لدينا مشكلة مع سلطنة عمان وحليناها وفق مبدأ لاضرر ولا ضرار وطرأت مشكلة في عام 1995م وهي احتلال ارتيريا لجزيرة حنيش اليمنية الكبرى جنوبي البحر الأحمر وكان هناك حشد اقليمي ومحلي من أجل شن الحرب بيننا وارتيريا ولكن لم تؤثر علينا تلك العواصف وقلنا نذهب إلى التحكيم الدولي ونحتكم للعقل والمنطق ولا يمكن حل كل شيء بالقوة العسكرية لان ذلك سيؤدي إلى حرب وتنزف دماء ثم نجلس بعد ذلك على طاولة المفاوضات وفي كل الصراعات يحدث مثل هذا.. حيث يتحارب الناس ويتصارعون ثم يجلسون في النهاية على طاولة المفاوضات".

وتساءل الرئيس " لماذا إذاً لا نجلس على طاولة المفاوضات منذ البداية والاحتكام للعقل وبالعقل، كما حصل فيما يتعلق بجزيرة حنيش الكبرى اليمنية ".

وقال:" عندنا حالياً مشاكل في الاقتصاد ومع ذلك نحن في اليمن نستقبل آلاف اللاجئين من الصومال الشقيق الذين يتدفقون الى اليمن، والمنظمات الدولية للاسف غائبة لأن هؤلاء اللاجئين يصلون عبر سواحل اليمن التي يبلغ طولها اكثر من 2200 كم وينتشرون في كل القرى والأرياف اليمنية على الرغم من أننا خصصنا مناطق لتجميعهم من أجل ان تقدم لهم المنظمات الدولية والانسانية الرعاية والمساعدات.. ولدينا اليوم الآلاف المؤلفة
من هؤلاء اللاجئين وهم يشكلون بالنسبة لنا عبء اقتصادي واجتماعي وأمني"

وأضاف:" نحن ندعو الاتحاد الأوروبي وكل الدول الاخرى الى الأخذ بيد الحكومة الصومالية الانتقالية من أجل بناء الدولة الصومالية وحتى لايكون الصومال وكراً او محطة أخرى مثل افغانستان لتصدير الارهاب.. وعلينا ان نعالج مشكلة الصومال وهي في البداية قبل أن تتفاقم وكثير من الدول تتقدم بخطوة في هذا المجال وتتأخر للوراء اكثر من خطوة" .

وتابع " نحن نتساءل اليوم ايهما أفضل نظام سياد بري الذي تصفونه بالظالم ام هذا الانفلات الأمني وحيث يدور القتال بين الاخوة من قرية الى قرية ومن شارع الى شارع ،وهو ما رغبت ان اتحدث به مع السيدات والسادة الحضور وانا على استعداد للإجابة على أي اسئلة مقدمة منكم" ..

بعد ذلك اجاب رئيس الجمهورية على مجموعة من التساؤلات المطروحة من المشاركين في اللقاء وفي مقدمتهم السيد اوكشيلي رئيس مؤسسة فريدريش إيبرت الذي وجه لفخامته مجموعة من الاسئلة ، فحول سؤال عما تم بحثه مع المستشارة والرئيس الالماني من قضايا وموضوعات قال الرئيس " لقد كان الحديث مع الرئيس الالماني والمستشارة الالمانية ووزير الدفاع صريحاً وشفافاً وكما هي العادة ووجدنا تفهماً كاملاً حول العلاقات وزيادة المساعدات لليمن .. وبخاصة في مجال التعليم والمعاهد الفنية والمهنية وكذا التعاون في المجال الأمني خاصة في مجال مكافحة الارهاب والمجال العسكري وتقديم عدد من المنح الطبية وتشغيل المستشفيات والمساعدة في مجال التدريس بالمعاهد الفنية العسكرية وبحثنا ما تناولناه في هذه المحاضرة حول التطورات في الشرق الأوسط والإرهاب، وانا أقول باختصار وبقناعة بأن المحادثات كانت ناجحة ومفيدة ونحن استفدنا من حديث الحكومة الالمانية ويمكن ان يكون الالمان قد استفادوا ايضاً حسب تصوراتنا من حديثنا معهم، واعتقد ان الزيارة كانت ناجحة مثلما نجحت الزيارات السابقة .

وأضاف "هناك اساس للعلاقات اليمنية الألمانية وهي مبنية على الثقة ليس لألمانيا أطماع أو رغبة في التدخل في الشؤون الداخلية لليمن وهي تساعدنا على التوجه نحو الديمقراطية والتنمية ونحن نعلق الآمال على مساعدة ألمانيا سواء في الاطار الثنائي أو إطار الاتحاد الاوربي".

وفي رده على سؤال عن فرص الاستثمار في مجال النفط والمعادن في اليمن, وكيف يمكن لليمن أن تواجه الزيادات السكانية الكبيرة والاستفادة من تأهيل الشباب لإيجاد فرص عمل لهم..
قال رئيس الجمهورية : إننا ندعو الدول الصديقة الغنية وكذا أشقاءنا وخصوصا في دول الجوار إلى أن يساعدونا على تطوير التعليم خاصة التعليم الفني والمهني من أجل تأهيل الشباب وتوفير فرص عمل لهم, وبحيث إذا توجهت الأيادي العاملة اليمنية إلى أسواق العمل في الدول المجاورة تكون مؤهلة وتستوعبها تلك الأسواق ولا تكون عبئا على تلك الدول".

وأشار في هذا الصدد إلى أن المستشارة الألمانية وعدته خلال مباحثاته أمس معها بأن تقوم ألمانيا بتمويل بناء عدد من المعاهد الفنية والمهنية, فضلا عن وجود عدد من المعاهد التي يتم بناؤها بتمويل من قبل السعودية واليابان.

وقال :"أما فيما يتعلق بالزيادة السكانية فإن على أجهزة الإعلام وعلماء الدين والسياسيين في اليمن يقومون بدورهم الإرشادي في التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة والمساجد والندوات والمؤتمرات بالمشكلة السكانية ودعوتهم إلى تنظيم الاسرة وفقا لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وليس تحديد النسل ".

ومضى قائلا :" نخاطب الآباء والأمهات بأنه بدلا من أن يكون لديهم عدة أطفال ويكونون عالة عليهم وعلى المجتمع نظرا للأثار السلبية المترتبة على الزيادة السكانية وما تشكله من ضغط على الخدمات المتاحة سواء الصحة او التعليم وغيرها .. فالدين الإسلامي يحث المرأة على أن ترضع طفلها حولين كاملين وتربيته التربية الحسنة, والمباعدة بين فترات الإنجاب تمثل إحدى طرق تنظيم الأسرة و لا تكون بقرار كما حدث في الصين ولهذا نقول لليمنيين ينبغي تنظيم أسركم ،أكتفوا بطفل أو طفلين أو ثلاثة بدلا من عشرة وهذا أمر يحتاج إلى توعية وليس إلى قرار جمهوري أو قانون, ونكثف من حملات التوعية للمواطنين لكي يدركوا أن من الأفضل لهم تنظيم الأسرة من اجل أن يحسنوا تربية أولادهم بدلا من رمي الأطفال إلى الشارع ولا يستطيعون تنشئتهم التنشئة السليمة بجانب ما تشكله زيادة السكان من ضغط على المدارس والصحة والخدمات العامة الأخرى " .

وبشأن فرص الاستثمار .. قال الرئيس : إن الفائدة في الاستثمار ستكون مشتركة ولا يمكن لأي مستثمر أن يرمي رأسماله دون أن يكون هناك مجال لكي يربح أو يستفيد ولا بد أن تكون الفائدة مشتركة" .

وأضاف :" لدينا قطاعات عديدة واعدة وفرص متميزة سواء في مجالات النفط والغاز أو المعادن و الصناعات المختلفة ولدينا منطقة حرة صناعية بجانب ميناء عدن الذي يعد ميناء هام ويعتبر من أهم الموانئ في المنطقة, وكان في الماضي يعتبر ثاني ميناء في العالم ولدينا عدة مناطق صناعية بالمحافظات تستكمل تجهيزاتها حاليا ونحن قريبون من القرن الافريقي وهو سوق كبيرة للدول المانحة ودول الخليج والشرق الاوسط ,ولهذا نجدد الدعوة لكافة المستثمرين للاستثمار في اقامة صناعات ثقيلة ومحلية , ونحن سنقدم لهم كافة التسهيلات بجانب الضمانات التي يوفرها القانون والايدي العاملة الرخيصة لحل مشكلة البطالة.. ايضاً الاستثمار في مجال السياحة وبلدنا متعدد المناخات هناك المنطقة الساحلية والجزر والصحراء والمدرجات الجبلية اليمن بلد سياحي من الطراز الأول.. ولدينا نقص في مجال انشاء المشاريع السكنية لذوي الدخل المحدود وكذا الاستثمار في مجال الفندقة ونحن بحاجة للاستثمار في مجال انشاء المشاريع السكنية لذوي الدخل المحدود وكذا الاستثمار في مجال الصحة ، ولدينا اعداد كبيرة من المرضى يذهبون الى المانيا والأردن وغيرها من الدول وينفقون ملايين الدولارات ونحن ندعو المستثمرين لانشاء مستشفيات تخصصية وسينالون الفائدة..

ومضى قائلا: هناك ايضا الاصطياد السمكي وفي مجال التنقيب عن النفط والغاز والمعادن والاستثمار في هذه المجالات يحتاج الى انفاق ولايأتي من خلال ضربة حظ وأرضنا واعدة بالخيرات ، لدينا نفط ومعادن وغاز ونحن سنصدر الغاز في نهاية 2008م مع شركة توتال الفرنسية، والاستثمار فيه يبلغ حوالي 3 مليارات دولار وعندنا احتياطي من الغاز بحوالي 17 ترليون متر مكعب، هناك مناطق لم يتم التنقيب فيها وهي واعدة بالنفط والغاز والمعادن مثل الجرانيت والرصاص والفضة والزنك والذهب.. والمشكلة ان المستثمرين ينشغلوا بالتنقيب عن الذهب الأسود وتركوا الذهب الأحمر..

وجدد رئيس الجمهورية الترحيب بالاستثمار في هذه المجالات .. وقال : هذا جزء كما قلت سابقا من المساعدة للحاق بالركب الحضاري للاقتصاد ومقارعة العنف والبطالة وهذه هي فلسفتنا في هذا الجانب .

وحول سؤال عن البرنامج الذي أعدته اليمن لتأهيل العناصر المتطرفة .. قال الرئيس " نحن بدأنا الحوار مع الشباب الذين غرر بهم وأنتموا الى تنظيم القاعدة والجهاد، وشكلنا منذ ست سنوات فريق من العلماء المعتدلين لإعادة هؤلاء الشباب الى جادة الصواب وعلى أساس ان الارهاب وخطف السواح وقتل الضيوف يضر باليمن ونجحنا في الحوار معهم وبنسبة 97 بالمئة، ولاقينا احتجاجا في البداية من أمريكا وبعض الدول الشقيقة والصديقة، والتي كانت ترى ان لاحل لهؤلاء إلا بالسيف ولاحوار معهم ، قلنا لهم نحن جربنا الحوار وحقق نتائج جيدة، وبعد ثلاث سنوات إذا بالدول التي احتجت علينا بدأت الحوار معهم وحققت نتائج جيدة.

وأضاف : إن وجهة نظر اليمن بأن الحملة العسكرية والأمنية وحدها لاتحقق النتائج المطلوبة والحوار مع من نستطيع اقناعه امر جيد، وجنينا ثماره.. وقد تكون هناك عناصر تظهر ميولها بالحوار وتصبح من الخلايا النائمة، ولكن المهم بالنسبة لنا انهم لايرتكبون اعمال عنف وهم تحت المجهر ومثل هؤلاء بحاجة الى ادماجهم في المجتمع وهذا ما عملناه نحن إذ لابد ان نساعدهم في الحصول على المأكل والملبس والمشرب ونوفر لهم فرص العمل.

ومضى قائلا : نحن دوماً نقول بأن توفير فرص العمل للشباب يحد من استغلالهم من القوى المتطرفة والدفع بهم نحو التطرف .. أيضاً نحن لانغفل الجانب الأمني إزاء من لايقتنع منهم .. وحول سؤال عن الوضع في العراق وهل يمكن لليمن ان يساعد في ذلك الوضع .. قال الرئيس : اليمن موارده بسيطة وقد قلنا ومنذ البداية ان اللجوء الى القوة ليس هو الحل ولكن الحل في الحوار السياسي، وبالنسبة للعراق نحن دعونا وأكدنا أهمية إجراء حوار بين كافة الاطراف السياسية والاجتماعية ،ولكن القوى الدولية المتواجدة في العراق رفضت الاستجابة لوجهة النظر هذه.

وأضاف : قالوا إنهم لا يريدون الجلوس مع جماعة البعث أو الجهاد أو القاعدة، وقلنا لهم إن الانسان عادة يجلس للحوار مع أعدائه أو خصومه وليس مع أصدقائه..والحقيقة أن ما حصل في العراق بعد دخول قوات التحالف ان تلك القوى قامت بتسريح من كانوا جزء من النظام ، حيث وجد حوالي 7 ملايين شخص كانوا مستفيدين من نظام البعث العراقي ، وجدوا أنفسهم في الشارع بدون مأكل أو ملبس فحملوا البندقية..

وتابع فخامته : لو أن تلك القوى اتبعت السياسية الألمانية عندما استعادت وحدتها حيث أقصت الصف القيادي الأول في الحزب الاشتراكي وأبقت على الصف القيادي الصغير لكن ما حدث في العراق أنه تم إقصاء كل القوى السياسية والإدارية وبعضهم كان لايريد القتال ولكنهم وجدوا أنفسهم في الشارع فحملوا السلاح في وجه الاحتلال
*المصدر: سبأ








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "أخبار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024