الدكتور الإرياني : اختيار اليمن لهذا الحدث الهام باعثه الثقة بالوضع العام قال الدكتور عبد الكريم الإرياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية :إن هناك تناقضا مطلقا بين ترسيخ الديمقراطية بالعمل العسكري وبين الديمقراطية المتبناة من الشعوب التي تتيح للشعب ممارسة كافة مظاهر العمل الديمقراطي والتعبير عن حقوقه في اختيار الحاكم وصيانة الحقوق . واكد الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام في حديث مباشر بثه التليفزيون اليمني الليلة عدم نجاح أي تجربة ديمقراطية مفروضة بالقوة العسكرية متمنيا أن يزول هذا النوع من التفكير من قاموس العالم. وقال الدكتور عبد الكريم الإرياني :إن الأبعاد السياسية لاختيار اليمن لاستضافة المؤتمر الإقليمي للديمقراطية وحقوق الإنسان لا تتمثل في الثقة الحقيقة للمجتمع الدولي بالنظام الديمقراطي في اليمن فحسب بل وبالوضع العام اليمني، وهو ذو دلالة وطنية لا حدود لها، فلو كان هناك قلق من الوضع العام في اليمن لما تم اختيارها لاستضافة المؤتمر . واضاف الإرياني : كما أن أداء القيادة السياسية الفاعل والمؤثر على المستوى الدولي كان عنصراً هاماً في اختيار اليمن لاستضافة المؤتمر. واكد الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام أن اختيار الاتحاد الأوروبي لليمن نتيجة معايشتهم للتجربة الديمقراطية اليمنية منذ عام 90 وهناك منظمات أوروبية عايشت التجربة اليمنية واقتنعت بها مما جعلها تقول للعالم هذا بلد ديمقراطي وبلد آمن واوضح الإرياني أن أي ديمقراطية في العالم لابد أن تشمل على العديد من المفردات ومنها حقوق الإنسان، والمساواة أمام القانون، وتكافؤ الفرص في خدمة الدولة،مشيراً الى أن التجربة الديمقراطية اليمنية ورغم عمرها الذي لا يتجاوز 13 عاماً إلا أنها تتمتع بكل ذلك فالمساواة موجودة أمام القانون وقانون الانتخابات يكفل للجميع حقوقهم دون استثناء. واوضح الإرياني أن نسبة مشاركة المرأة اليمنية في الانتخابات لا يوجد لها مثيل حتى في بعض الدول المتقدمة . مشيراً الى تقاعس الأحزاب السياسية والمجتمع في تشجيع المرأة على التواجد في البرلمان، لكنها تشارك في العمل السياسي وفي مجال حقوق الإنسان وفي منظمات المجتمع المدني . وواصل الدكتور الإرياني : في بريطانيا لم تصل المرأة الى مجلس العموم الا في وقت متأخر. واكد أن التطور الذي حدث في مجال حقوق الإنسان وإنشاء مؤسسات معنية بالدفاع عن الحقوق والحريات من قبيل من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الى وزارة حقوق الإنسان بالإضافة الى مؤسسات مدنية أخرى ناشطة هو اكبر دليل على ديمومة واستمرار التجربة الديمقراطية اليمنية . وقال الإرياني: ومادام هناك ديمومة واستمرارية فيجب أن نثق بان التجربة ستصل الى مرحلة الرشد وبلوغ الأداء الكامل واشار الى أن الوعي الشعبي بالديمقراطية هو الأساس الأول لدعم ومساندة السلطات في أي توجه ديمقراطي ، معتبرا أن تفاعل السلطات العربية مع التوجهات الديمقراطية إيجابي وهذا سيؤدي الى مزيد من الوعي بأهمية المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار . وحول الآليات التي يمكن من خلالها دعم الممارسة الديمقراطية أوضح الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام بان كل مجتمع له خصوصيته ولكنه اشترط لنجاح الممارسة الديمقراطية الديمومة والاستمرار والتطور مدللا على ذلك بالتطور الذي شهدته الانتخابات البرلمانية اليمنية منذ عام 93 الى 2003 حيث تعاظمت المشاركة الشعبية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بشكل كبير . وقال الإرياني: الشيء الثاني هو مستوى التعليم إضافة الى ضرورة عدم حدوث انتكاسات في طريق التجربة مشيرا الى أن النمو الديمقراطي اليمني لم يواجه أي نكسة . واخيرا لابد من توعية الناس بممارستهم لحقوقهم الديمقراطية كما تكفله القوانين وهو اكبر الية تولد الثقة بالديمقراطية. |