حماس تعلن المسؤولية عن هجوم القدس

السبت, 08-مارس-2008

المؤتمرنت - رويترز -
حماس تعلن المسؤولية عن هجوم القدس
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الجمعة المسؤولية عن هجوم بإطلاق الرصاص على مدرسة دينية يهودية في القدس مساء الخميس قتل فيه مسلح ثمانية طلاب.

وبعد اكثر الهجمات دموية في اسرائيل منذ عامين وأول هجوم من نوعه في القدس منذ أربعة أعوام فرضت اسرائيل اجراءات أمن مشددة حول القدس والضفة الغربية.

وكانت حماس التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجير انتحاري قبل نحو شهر قد توعدت بالرد على هجوم اسرائيلي على القطاع الذي تسيطر عليه الحركة وقتل خلاله أكثر من 120 شخصا خلال الايام الاخيرة.

ونفذ الهجوم على مدرسة مركاز هاراب مسلح شاب. لكن الحكومة الاسرائيلية قالت انها ستمضي في المحادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقالت واشنطن التي ترعى عملية السلام التي تلقت ضربة بعد مقتل عشرات المدنيين في الهجوم الاسرائيلي الاخير على غزة ان حقيقة أن المحادثات مستمرة هي "الشيء الاهم على الاطلاق".

لكن بعض مشيعي القتلى كانوا أقل ثقة في العملية. ومدرسة مركاز هاراب هي قاعدة ايديولوجية لحركة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية.

وقال وزير الامن الاسرائيلي ان العرب المعادين من أمثال المسلح القتيل ينبغي طردهم من القدس وارسالهم للعيش في الضفة الغربية.

وقال مسؤول في حماس طلب عدم نشر اسمه لرويترز "تعلن حركة حماس مسؤوليتها الكاملة عن عملية القدس." ولم تصدر الحركة بيانا رسميا.

وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس لتلفزيون الجزيرة عن الهجوم "هذا شرف لم ندعيه بعد."

وقال مسؤول اسرائيلي ان تحقيقا في الهجوم لا يزال جاريا.

وقوبل الهجوم واعلان حماس المسؤولية عنه باحتفالات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس. ووصف متحدث باسم البيت الابيض ذلك بأنه "مثير للاشمئزاز".

وتوافد الاف على القدس للمشاركة في جنازة القتلى وتتراوح أعمارهم بين 15 و26 عاما. وأقامت الشرطة المتاريس وشدد الجيش القيود على تنقل الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة الي اسرائيل.

ونفذ الهجوم مسلح عرف بأنه من سكان القدس الشرقية العربية وقالت اسرته انه كان يعمل سائقا في المدرسة وقتله ضابط بالجيش الاسرائيلي يسكن قرب مدرسة مركاز هاراب التي هرع اليها لدى سماعه اطلاق نار من سلاح آلي استخدمه المسلح حين اقتحم مكتبة المدرسة.

وعرف سكان من القدس الشرقية المهاجم باسم علاء أبو دهيم في أوائل العشرينات من العمر ورفرفت رايات حماس وجماعات اسلامية اخرى على منزله.

وأدان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الهجوم بوصفه عملا "وحشيا" لأن الطلبة "لا علاقة لهم بالحرب".

وقد يزيد الهجوم من تعقيد محادثات السلام التي تدعمها الولايات المتحدة بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وكان عباس علق المحادثات مع اسرائيل بعد هجومها على غزة لكنه وعد وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس خلال زيارة لها للمنطقة هذا الاسبوع بأنه سيعود الى المفاوضات في الوقت المناسب.

وقد يقوض اعلان حماس المسؤولية محادثات تجريها مصر وتشجعها واشنطن من اجل تهدئة بين الحركة واسرائيل.
وقالت اسرائيل انه ينبغي لعباس ان يفعل المزيد لكبح النشطين. لكن ابو دهيم كان يعيش في القدس الخاصعة لسيطرة اسرائيل الكاملة. ولا توجد قيود على وصول السكان العرب الى المناطق اليهودية في المدينة أو الى باقي اسرائيل.

وصرح نبيل عمرو مساعد الرئيس الفلسطيني انه اذا كانت اسرائيل ترغب في حل كل تلك المشكلات فيتعين عليها الاهتمام بالمفاوضات.

ونشرت اسرائيل الالاف من الشرطة في القدس وقيدت وصول الفلسطينيين الى المسجد الاقصى.

وقال مساعد لعباس ان رايس أبلغت الرئيس الفلسطيني في اتصال هاتفي يوم الجمعة بأن جهودها للتوصل الى "تهدئة بأسرع ما يمكن" مع اسرائيل ستتواصل.

وتريد واشنطن أن تتوسط مصر للتوصل الى اتفاق تكف بموجبه حماس والنشطاء الاخرون في غزة عن اطلاق الصواريخ. وفي المقابل ستوقف اسرائيل هجماتها على القطاع. وقالت اسرائيل ان هجومها على القطاع كان بهدف محاولة وقف اطلاق الصواريخ.

كما تضغط واشنطن على اسرائيل لتخفيف القيود على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية. ورغم أن منفذ هجوم القدس لم يأت من الضفة الا أن الحادث يجعل من المستبعد تخفيف تلك القيود قريبا.

ولم تنفذ اسرائيل حتى الان التزاماتها بموجب خطة "خارطة الطريق" للسلام المتعثرة منذ فترة طويلة بوقف جميع الانشطة الاستيطانية وازالة مواقع استيطانية في الضفة الغربية المحتلة.