الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 05:23 ص - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
أخبار

لأول مرة – تكشفها خديجة السلامي

المؤتمر نت - مواكب الأحرار لا يضنيها تاريخ بعينه، أو تستوقفها محطات سقم مكفهرة.. فهي وحدها من يكتب أسفار التاريخ، وينتفض على الحقب العليلة، وتنتزع سرطانات الأوطان حتى وأن كلفها الأمر بذل العمر ثرى طاهرة لوجه الأرض الجديد، تستوقفنا اليوم لسكب العبرات في محراب "المتوكل" بعد أن عادت (خديجة السلامي) من غربتها مثقلة بـ(دموع سبأ) لتقرأ على مسامعنا ابتهالات مسيرة الكفاح ، والنضال في موكب رجل مازال يحيا في الذاكرة، ويتربع الأفئدة....
ترجمة وتعليق: نزار العبادي -
(يحيى المتوكل).. سيرة طفولة الحرمان ورجولة الكفاح (الحلقة الأولى)

مواكب الأحرار لا يضنيها تاريخ بعينه، أو تستوقفها محطات سقم مكفهرة.. فهي وحدها من يكتب أسفار التاريخ، وينتفض على الحقب العليلة، وتنتزع سرطانات الأوطان حتى وأن كلفها الأمر بذل العمر ثرى طاهرة لوجه الأرض الجديد، تستوقفنا اليوم لسكب العبرات في محراب "المتوكل" بعد أن عادت (خديجة السلامي) من غربتها مثقلة بـ(دموع سبأ) لتقرأ على مسامعنا ابتهالات مسيرة الكفاح ، والنضال في موكب رجل مازال يحيا في الذاكرة، ويتربع الأفئدة.
لقد احتل يحيى المتوكل حيزاً كبيراً من ذاكرة اليمن التاريخية، حتى بات قدوة الكثير من اليمنيين. وعلى هذا الأساس نجد أن الأستاذة خديجة السلامي – المستشارة الثقافية بسفارة اليمن بباريس- أفردت لسيرة حياته (رحمه الله) فصلاً كاملاً في كتابها الأخير (دموع سبأ) الصادر باللغة الإنجليزية في ديسمبر الماضي.. ولربما لن نجد وقتاً أكثر من الذكرى السنوية الأولى لوفاته استحقاقاً لسرد سيرة حياة المتوكل – كما روتها خديجة السلامي= إذْ أنها استهلت الأسفار من رحلها الأول قائلة:(ولد يحيى المتوكل في ربيع عام 1942م في مدينة نائية لا تتعدى منازلها الحجرية العتيقة المائة منزل. وتقع في واحدة من أكثر البقاع اليمنية وعورة، بمسافة 35 ميل شمال غرب صنعاء – إذا ما قطعنا المسافة بخط مستقيم.
فقد كانت قرية "شهارة" تتربع قمة جبل بارتفاع 8000 قدم، وكان أئمة اليمن يلوذون بأنفسهم فيها في كلا الإحتلالين العثمانيين لليمن جاعلين منها معاقلاً لتنظيم صفوف كفاحهم ضد الغزاة؛ حيث أن "شهارة" أُعمرت معظم أجزائها على أيدي أسر من السادة الذين حضيوا بنصيب وافر من حكم اليمن عبر القرون، إذْ كان من المؤمل أن يجد الإمام ترحيباً مؤازراً من سكان "شهارة" في مناهضته للغزاة)
وتنقل –خديجة السلامي عن يحيى المتوكل – قوله:(أن أول إمام من أسرتي كان الإمام القاسم الملقب بالمنصور في القرن السادس عشر الميلادي الذي طرد الأتراك من اليمن هو وأبنائه، فصار إمسه – المتوكل على الله.
وكانت صفة –سيد- تضفي على يحيى بعض الامتيازات منذ طفولته – باستثناء أن يراوده الحلم ذات يوم- بأن يتبع أثر بني القاسم ليصبح إمام).
وتنقل خديجة عن يحيى قوله أيضاً:( لقد عشت في الطابق العلوي من بيت الأهل الحجري المؤلف من طابقين، والذي يشاطرنا إياه عدد من الأعمام، وأسرهم) ويضيف:(كان معظم أهالي شهاره يعملون في مناصب بالإدارات الحكومية بالمناطق الخارجية للبلد. وكان الكثير من أبناء القبائل الذين يقطنون حول القرية يتوجهون إلى صنعاء بحثاً عن فرص عمل في الحرس الإمامي الخاص، ولهذا فإن شهارة كانت –تقريباً- تكاد تخلو من الذكور الذين هم في سن العمل- باستثناء أيام الإجازات عندما يعود الكثير منهم لزيارة أسرهم.
وكان الجامع الرئيسي في "شهارة" لا يتسع إلاّ لعدد محدود من الطلاب الراغبين في إكمال دراساتهم لما بعد مدارس القرآن غير النظامية. إذْ كانت تلك المدارس تتعمق في تعليمها لتشمل على النحو العربي، والفقه الديني مما جعل إكمال الدراسة في المساجد يعني التأهل للعمل بالخدمات العامة.
درس أبي في المسجد، فأصبح قاضي في الحكومة (حاكم) بعد تخرجه ثم صار -لاحقاً- مسئولاً عن تحصيل الزكاة في منطقتنا، وكانت أمي من بني المتوكل – أيضاً- ومن بنات عمومة أبي، وقد توفيت وأنا لم أزل في الخامسة من عمري، وبعد ذلك بفترة وجيزة نقلت الحكومة والدي إلى قرية المحابشة).
وهنا تعلق خديجة السلامي على الحدث:(وكانت "المحابشة" تبعد عن شهارة مسافة رحلة 12 ساعة على ظهور الجمال، وهناك مكث يحيى، وأبوه لثماني سنوات، لكن يحيى كان دائم التردد على قريته الأصلية لزيارة أخوتة الستة، وزوجة أبيه الثانية؛ حيث أنه لم يكن له أخوات – رغم أنه لم يكن على وفاق معها).
وتضيف – متحدثة عن طفولته:( خلال طفولته وفي صبابته كان يحيى لا يتناول إلاّ القليل من وجبات الطعام التي لا تتعدى أن تكون شيئاً من الفول المهروس، وقرص خبز يغتمس به)، ثم تنقل الكلام على لسان يحيى:_( كنا نأكل اللحم مرة في الأسبوع _ أي أيام الجمع- وأحياناً عندما نحتفي بضيف، أو زواج، أو مناسبة دينية، ولم أتذوق فاكهة إلاّ بعد أن بلغت سن الرابعة عشرة، ولا أي خضروات غير البصل الأخضر، والفجل الأبيض الطويل الذي كانت أمي، وكذلك زوجة أبي تخلطه مع الفول).
ثم تعود خديجة للسرد قائلة:(كان والد يحيى قد خطط لحياة أبنائه منذ إن كانوا في مهادهم، فكان عقد عزيمته على تزويج كل واحد منهم بسن السادسة عشرة، ومن ثم اتاحة الفرصة لكل فرد منهم للاستقلال بنفسه في منزل مستقل بالجوار) مضيفة في تعليقها على فرص التعليم:(كان أبو يحيى يخطط لأن يفسح فرصة التعليم لواحد، أو اثنين من أبنائه السبعة ليصبح موظفاً حكومياً مثله، بينما يلتفت الآخرون لأعمال الزراعة في أراضي الأسرة حول القرية).
وتروي على لسان يحيى:(كان أخي أحمد الذي يكبرني بسبع سنوات يتطلع إلى ترك "شهارة" والسفر إلى صنعاء للدراسة، لكن أبي لم يكن سعيداً بذلك، ولم يأذن له به إلاّ بعد توسلات، وكان أحمد يبعث لنا الرسائل بانتظام واصفاً فيها دراسته وعجائب ما احتوت صنعاء، وكان أبي أحس بغربة أحمد، لكن الاستخدام البارع للغة العربية الفصحى في رسائله- التي هي لغة القرآن الكريم، وليست اللغة المحلية التي تستخدمها عامة الناس- جعلته في موضع انبهار وإعجاب).
وتعلق خديجة قائلة:(ومنذ البداية كان أحمد يغرس فكرة الالتحاق معه في رأس يحيى، ومع إن والده للتو قد اختار زوجة ليحيى من "شهارة"، لكن يحيى ما لبث أن تعلق قلبه بفكرة الذهاب إلى صنعاء – أيضاً. إنه كان يود معرفة المزيد عن العالم الخارجي الذي لطالما سمع شيئاً عنه عبر راديو في منزل أحد التجار في شهارة عندما كان أصغر من الآن).
وتستطرد خديجة حديثها في سيرة المتوكل ناقلة على لسانه قوله:(لقد اعتدت وبعض الأصدقاء أن نتجول بالجوار من بيت التاجر، وكنا إذا ما لازمنا الهدوء بالكاد نستطيع سماع صوت الراديوا في داخل البيت؛ حيث أننا لم يكن لدينا المال الذي ندفعه ليسمحوا لنا بالدخول والاستماع مثل الكبار.
وكان معلم الدين في المدرسة يسميه "الصندوق المتكلم" وقال إنه:"من أشكال السحر" وإنه شيء لا ينبغي علينا الاستماع له، لكن بالطبع كان ذلك مدعاة لإثارة فضولنا أكثر).









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "أخبار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024