السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 03:59 م - آخر تحديث: 03:57 م (57: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت - مطهرالإرياني
أروى عثمان* -
مطهر الإرياني.. ذاكرة غيث(2)
دايم الخير دايم:
(2) المفردات الفلكلورية في شعره

في الحيد يا تالقة يا اللي ظلالش برود
وقت الحمى رفرفي بالطل فوق الجنود
وان جاء المطر والزوايب والبروق والرعود
فكنّنينهم وكوني فوقهم حامية
ويا حنايا الضياح من لفح برد الرياح
ومن صقيع الصباح كوني لهم حامية
من قصيدة "فوق الجبل".


يشكل مطهر الإرياني في الذاكرة اليمنية ذاكرة خضراء، ذاكرة من غيث وكِنان، ذاكرة من "علاَّن " ورزفاته من بلابله وشقشقاته، من فجر ندي، وشفق الأصيل عند رواح الرعيان ودندناتهم في طرق الجبال والخبوت، من "معينات" تلثم خدود الفلاحات وتسكب على غررهن اللامعة المجعدة مشاقر بلون الصبح، فيهجلن:
"يا معين، يا معين، كيف حال الرجال؟".


هذا هو الشاعر الكبير مطهر الإرياني الذي استلهم مفردات الريف اليمني لمنطقته (إب) ومسقط رأسه (إريان)، حيث حفل قاموسه المعرفي شعراً ونثراً وفلكلوراً متنوعاً، ثراؤه من ثراء "إب": الإنسان والطبيعة والفنون، أكانت شفاهية أم مادية.
هذا التنوع والتعدد والمختلف شكل لوحة فنية لكثير من الطقوس والموتيفات الشعبية التي تتميز بها "إب"، وبالأحرى المناطق الوسطى عموماً. وتتوجت المفردات الشعبية، مكونة اللوحة الفلكلورية المتنقلة في الكثير من قصائده، أهمها "ملحمة الريف" و"هيا نغني للمواسم". سنجد الأمثال والتعابير الشعبية على سبيل الذكر: "في البكور الفلاح". وكذلك المعتقدات الشعبية من تعاويذ وتمائم: "واقر عين كل عين، عنهم صرف كل شيطان"؛ ومن استهلالات ولازمات لتعابير غنائية لمهاجل ومغارد، يفتتح بها الإنسان اليمني في الريف والحضر يومه:
" يا الله رضاك ارضى علينا برضاك"، "دايمة والخير دايم، يا الله اليوم دلنا"، "واحنا طلبنا الله عظيم الشأن، كريم يفتح لنا ابوابه"...
نجد أيضاً الكثير من الاستهلالات الجماعية والفردية للرجال والنساء تخص الزراعة بكل مواسمها ومواقيتها:
وارد الماء واردية
حل يا ما يورد
يا هلا يا وارديه
يا الله اليوم يا معين!


أما اللازمات الغنائية لبعض الأهازيج والمغارد أو الزوامل في نصوصه الشعرية فمثل: "يا البالة والليلة البال"، "أمان يا نازل الوادي أمان"، "يا دايم الخير دايم"، "سيلاه وا مدرب السيل"، "عذيب اللمى".

سينهج أديبنا مطهر الإرياني خطا خاصا به في مشواره المعرفي، مطعماً الأدبي بالتاريخي بالشعبي، فلا يخلو بيت من قصائده، أكانت حماسية أم حميمية، من مفردة من مفردات التراث الشعبي؛ مفردات موسم الحصاد مثل "ذو صربان" في أحد أبياته الشعرية:
عبر كل العصور ما زال "ذو صربان"
رمز انتصار جهد الرجال.

ويشير إليها بأن "ذوصر بان" اسم موسم حصاد في اللغة الحميرية، وتعني "الصراب" في لغتنا اليوم. أو نرى في مستهل قصيدته الشهيرة "فوق الجبل" التي قالها في أحداث أغسطس 1968 المؤلمة بين الإخوة في اليمن، حيث حاول اللجوء أو بالأحرى العودة إلى روح التاريخ اليمني وحضارته لقصيدته الشهيرة: "يا قافلة بين امسهول وامجبال". ولفظة "ام" من اللغة الحميرية، وأصبحت فيما بعد عربية فصيحة كما وردت في الحديث الشريف "... من امبر امصيام في امسفر"، وما زال بعض سكان اليمن يستخدمونها حتى يومنا هذا.
ولا ينسى أستاذنا الجليل مطهر الإرياني أن يستدعي العديد من أبطال اليمن الراسخة أسماؤهم وأعمالهم في الذاكرة الجمعية (أسعد الكامل، مثلا)، وحكماء اليمن مثل علي ولد زايد:
سلام آلاف ما سال وادي
لزارع الأرض في ريف اليمن والبوادي.


والحُميد بن منصور:
امطري يا غوادي
ما دام في أرضنا الفلاح فالخير دايم


وسيُدخل شاعرنا مطهر الإرياني في قصائده بعض الأبيات الغنائية الشهيرة التي تتناقلها النساء في معظم اليمن، وكل بلهجتها مثل:
يا احباب يا احباب لا جاكم مطر بالليل
لا تحسبوا انه مطر، هو دمع عيني سيل.


أو
يا ليت والله وربي ما خلق لي روح
إلا حجر صم وسط السايلة مطروح.


سيدوم الخير ودائمه، لشاعر استنطق مفردات الريف بكل تفاصيله، استدعاها بقوة في متون قصائده الوجدانية والوطنية، مفردات لغيث وخضرة، وقلوب أكثر اخضراراً.
نـــــــــــــــداء:
المراسلة:
خطوة أولى لحماية تراثنا الشعبي، اجمع ودوِّن ما تستطيع جمعه من تراث، وأرسله إلى بيت الموروث الشعبي، صنعاء، باب البلقة، ص. ب: 33081. فاكس/ 482178.
[email protected]
*عن السياسية









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024