الخميس, 01-مايو-2025 الساعة: 06:08 ص - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
في ذكري وفاة الأخ والصديق الدكتور/ يسلم بن حبتور
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
أخبار
المؤتمر نت-ترجمة وتعليق: نزار العبادي -
( يحيى المتوكل)..سيرة طفولة الحرمان ورجولة الكفاح ( الحلقة السادسة)
تواصل خديجة السلامي في كتابها ( دموع سبأ) سرد قصة اعتقال المتوكل في سجون القاهرة مع آخرين ضمن الوفد اليمني قائلة: ( امتدت الأيام وصارت أشهر، وأخذ الوفد اليمني ينتابه اليأس حتى ظنوا أنهم لن يروا الحرية أبدا. وعندما نزل برد الشتاء كان يحيى يحاول أن يبقى في نشاط من أجل أن يحضى بالدفء، حيث أن الجو كان حارا جدا في اليوم الذي تم اعتقاله فيه، ولم يكن يلبس سوى سروال قطني خفيف وقميص نصف كم. وكان يحيى يعمل في كل ليلة لساعات بكشط مونة جدار زنزانته الذي كان يفصله عن صديقه الحميم علي المؤيد، مستخدما في ذلك ( الابزيم) المعدني للحزام، رغم مشقة ذلك.
وهنا تنقل خديجة على لسانة قوله: ( بعد أسابيع من الحفر تمكنت من نزع طابوقة وكنت أرفعها كل ليلة بعد إنقضاء الجولة التفقدية الأخيرة للحرس، ليتسنى لي الحديث عن الأفلام التي شاهدتها لصديقي علي، وليتسنى له بالمقابل قراءة الشعر لي. وفي النهار كنت أعيد الطابوقة إلى مكانها وأحكم إغلاقها بزيت الطبخ، لذلك كان الذباب يتجمع على الدهن بأعداد هائلة حتى يبدو ذلك الموضع كما لو أنه طلي بصباغ أسود، ولهذا لم يكن بوسع الحراس ملاحظة أن مونة الجدار قد تم إزالتها).
وبعد أن تصف المؤلفة حال السجون المصرية التي كانت يقبع بها يحيى ورفاقه تتحول إلى القول: ( كان اليمنيون المعتقلون ينتابهم الإحساس بالاقتراب من قبضة الموت طالما وأن مسألة إطلاق السراح كانت تبدو احتمالا يزداد بعدا عن المنال. فالأخبار القليلة جدا والنادرة التي كانوا يتدبرون التقاطها عن العالم الخارجي لم تكن تطمئنهم بقدر كبير، حيث أن أحد اليمنيين الذي أنتهى به الأمر إلى السجن بعد شهور من اعتقال الوفد أنبأهم جميعا بأخبار محزنة تفيد بأن الرئيس اليمني يقود حملة دموية في بلاده لتطهيرها من المناوئين لحكمة، وكجزء من الحملة طالب السلال بتسليمه الوفد اليمني المعتقلين في القاهرة، وتبجح أمام الملأ بأنه سيعدمهم حال عودتهم إلى اليمن.
إلا أن يمنيين متعاطفين مع المعتقلين ناشدوا بإلحاح القادة العرب بإقناع عبدالناصر بالعدول عن رأيه في إرسال المعتقلين إلى موت مؤكد في بلدهم ونجحت تلك الجهود لكن المعتقلين لم يكونوا على دراية بذلك آنذاك، وكانوا في كل يوم يتوقعون أن يسحبون من زنزاناتهم ويسلمون إلى رجالات السلال الذين ينتظرونهم. ولم يكن كل اليمنيين قادرين على التغلب على ذلك الشد الذهني الذي يفوضه واقع الحالة القلقة.
فيذكر يحيى المتوكل- بحسب رواية الكتاب- ( في صباح أحد الأيام تم إخراج أحد اليمنيين من زنزانته ليذهب إلى الحمام، وكان بملابسه الداخلية فقط، أما بقية ثيابه فقد لفها على رأسه كما العمامة الكبيرة، فكان بكل خطوة يخطوها يبدو كما لو أن الثقل الذي على رأسه سيطيح به أرضا. نحن جميعا تمالكنا الأسى على حالته، لكن جعلتنا نضحك كثيرا)
ثم تعرج خديجة السلامي على تطورات الأمور مع الجيش المصري في اليمن.
وكذلك نكسه حزيران/ يونيو، واستقالة عبدالناصر، وصولا إلى انسحاب القوات المصرية من اليمن، لتعود بعدها لمتابعة سيرة يحيى ورفاقه قائلة: ( وأخيرا أطلق عبدالناصر سراح الوفد اليمني المعتقل بالقاهرة في 10 أكتوبر 1967م فمكثوا في مصر لـ 12 يوم أخرى لمناقشة الوضع اليمني، لكن المسئولين المصريين هذه المرة باحترام بكثير مما عرفوه في الأشهر الـ 13 الماضية).
ويقول يحيى المتوكل متذكرا: ( في الثاني والعشرين من أكتوبر سافرنا بالطائرة من القاهرة إلى الحديدة، وفي تلك الآونة تماما شاهدنا آخر الجنود المصريين وهم يحملون على ظهور السفن شادين الرحال إلى وطنهم، وعندما نزلنا من الطائرة قام أحد أفراد لجنة التشريفات باعلا صوت الراديو ليتسنى للجميع سماع خطاب عبدالناصر الذي كان يبث من القاهرة، إذ اعترف فيه: لقد ظلمنا الناس الخيرين في اليمن وآزرنا الناس السيئين في شعبهم) فضحك يحيى وبقية اليمنيين الذي كانوا معه.
تضيف خديجة : ( توجه السلال بكل شجاعة إلى الحديدة للقاء اليمنيين العائدين ومحاولة مصالحتهم فانسحاب المصريين قدم السلال كرجل مكشوف تماما لكل من الملكيين، والمناوئين ضمن النظام الجمهوري على حد سواء.
لقد أخبر الوفد بأنه سيسافر إلى بغداد لبضعة أيام، ومن ثم يتوجه إلى موسكو بحثا عن مساعدات عسكرية تدعم الجمهورية بوجه الاعتداءات الملكية التي لا مناص من حدوثها عقب رحيل المصريين) ويتذكر المتوكل قائلا: ( أنه حتى كان يما زحنا عندما كنا على طريق الحديدة وقال لنا: أتمنى أن لا يفكر أي واحد منكم بأخذ مكاني أثناء غيابي).
وتذكر المؤلفة ( بعد أن كان يحيى يحتل مركز مساعد قائد معسكر العمرى خلال حصار السبعين يوما على صنعاء، أصبح في عام 1968م مدير مكتب رئيس الوزراء، ثم تمت ترقيته إلى نائب القائد العام للقوات المسلحة في العام التالي، ولم يكن عمره سوى 27 عاما)

البقية في الحلقة القادمة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "أخبار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025