روسيا "سترد عسكريا" على امريكا والتشيك هددت روسيا برد عسكري، إذا ما صودق على اتفاق بين الولايات المتحدة وجمهورية التشيك يسمح لواشنطن بإقامة محطة رادار في الأراضي التشيكية في إطار منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية. وصدر الرد الروسي الرسمي بعد ساعات من توقيع وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس ونظيرها التشيكي كارل شفارزينبرج على هذا الاتفاق اليوم الثلاثاء بالعاصمة التشيكية براغ. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشرته على موقعها على شبكة الإنترنت: "إذا ما نشر الأمريكيون صواريخ استراتيجية قريبا من حدودنا، فسنضطر إلى الرد ليس بالوسائل الدبلوماسية بل بواسطة التقنية العسكرية." واعتبرت روسيا أن توقيع هذا الاتفاق يزيد الوضع الأمني في اوروبا والعالم تعقيدا. وأضاف مسؤول في وزارة الخارجية قائلا إن الاتفاق يلغي بدوره المشاورات الروسية الأمريكية في هذا الصدد. لكن وزارة الدفاع الأمريكية سعت إلى التهدئة معتبرة أن بسط المنظومة إلى جمهورية التشيك لا يستهدف روسيا، وقالت إنها عرضت التعاون في هذا المجال على موسكو. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية برايان ويتمان في تصريحات أوردتها وكالة رويترز: "كنا واضحين بخصوص الخطر المتنامي للشرق الأوسط والذي نعتقد أنه لا يهدد الولايات المتحدة وحسب بل حتى حلفاءنا في أوروبا. وقد استفادت روسيا من ارتفاع عائدات أسعار النفط مؤخرا حيث خصصت مبالغ كبيرة لتعزيز قوتها العسكرية لكنها رغم ذلك تبقى اقل بكثير من قوتها إبان المرحلة السوفييتية. وكانت الولايات المتحدة وجمهورية التشيك قد اعلنتا في شهر أبريل/نيسان الماضي أنهما توصلا إلى معاهدة تقضي بالسماح للولايات المتحدة ببناء وتشغيل قاعدة أجهزة رادارات وذلك كجزء من منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية في مناطق مختلفة من العالم. لكن لن تدخل المعاهدة حيز التنفيذ مالم يوافق عليها البرلمان التشيكي الذي يعارض عدد من أعضائه بشدة المعاهدة مع الولايات المتحدة. وأظهرت استطلاعات الرأي أن نحو ثلثي التشيكيين لا يرغبون في إقامة محطة رادارات أمريكية على أراضي بلدهم. وطالبت أحزاب المعارضة كذلك بتنظيم استفتاء على المعاهدة قبل اعتمادها. ويُشار إلى أن المباحثات لا تزال جارية بشأن التوصل إلى معاهدة أخرى تخص وضع القوات الأمريكية المقرر نشرها في القاعدة. "لن نستأذن روسيا" وكان رئيس الوزراء التشيكي، ميرك توبولانك، قال في شهر فبراير/شباط الماضي إنه لن يطلب من روسيا إذنا لإقامة محطات أمريكية رادارية في بلاده. وقال توبولانك إن جمهورية التشيك تعاونت مع روسيا في مواضيع كثيرة، لكنها هي التي تملك وحدها القرار فيما يتعلق بشؤونها الداخلية. وتريد واشنطن نشر صواريخ اعتراضية في بولندا وإقامة محطات رادار في جمهورية التشيك وذلك ضمن منظومة دفاعية تقول الإدارة الأمريكية إن هدفها إقامة درع ضد الصواريخ التي قد تطلقها "دول مارقة"، وذلك في إشارة إلى إيران وكوريا الشمالية |