الاسد لا يتوقع سلام مع اسرائيل في ظل ادارة بوش

الأحد, 13-يوليو-2008

المؤتمرنت - رويترز -
الاسد لا يتوقع سلام مع اسرائيل في ظل ادارة بوش
قال الرئيس السوري بشار الاسد إن الرئيس الامريكي جورج بوش غير مهتم بعملية السلام في الشرق الاوسط ونتيجة لذلك فانه لا يتوقع اجراء محادثات مباشرة مع اسرائيل الى ان يترك بوش منصبه في يناير كانون الثاني.

وفي نهاية عزلة فرضها الغرب اجتمع الاسد يوم السبت مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عشية قمة مهمة للاتحاد الاوروبي ودول البحر المتوسط مشيرا الى استعداده لتحسين العلاقات مع كل من اسرائيل ولبنان.

وقال الاسد إنه لا يعتقد ان ايران تسعى الى امتلاك اسلحة نووية لكنه صرح بأنه يريد حلا سياسيا وانه سينقل شكوك ساركوزي بشأن برنامج طهران النووي الى الزعماء الايرانيين الذين تحتفظ سوريا بعلاقات وثيقة معهم.

وقال الرئيس السوري ايضا إنه يريد ان تقوم فرنسا بدور في أي محادثات مباشرة في نهاية المطاف مع اسرائيل لكنه اضاف ان حضور الولايات المتحدة اساسي أيضا.

وقال الاسد في مؤتمر صحفي إن هذه الادارة الامريكية غير مهتمة بعملية السلام لذلك لن تكون هناك حاجة لاجراء محادثات مباشرة قبل وصول ادارة امريكية جديدة.

وتنتخب الولايات المتحدة رئيسا جديدا في نوفمبر تشرين الثاني المقبل ويغادر الرئيس جورج بوش منصبه في يناير كانون الثاني العام المقبل.

وبدأت سوريا محادثات غير مباشرة مع اسرائيل هذا العام بوساطة تركية بشأن استعادة مرتفعات الجولان التي استولت عليها اسرائيل في عام 1967 .

وانهارت اخر محادثات مباشرة بين اسرائيل وسوريا برعاية امريكية منذ ثماني سنوات وكانت واشنطن عازفة عن التعامل مجددا مع دمشق بسبب دورها في لبنان وعلاقاتها الوثيقة مع ايران.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية روب مكنتورف يوم السبت ان الوزارة ليست مستعدة لاستئناف اتصالات كاملة مع سوريا.
وقال "نحن والمجتمع الدولي ننتظر اشارة على ان السوريين مستعدون حقا لنبذ رعايتهم للارهاب وان يفعلوا المزيد لانهاء تدفق المقاتلين الاجانب على العراق وطرد قيادة المنظمات الارهابية الفلسطينية من سوريا ووقف انتهاكات حقوق الانسان."

وكانت فرنسا تعامل سوريا على انها دولة منبوذة بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في عام 2005 حيث كانت باريس تعتقد ان دمشق وراء هذا الاغتيال.

ورفض الاسد الاتهامات وتحسنت العلاقات مع فرنسا هذا العام بعد ان ساعدت سوريا في انهاء ازمة سياسية استمرت طويلا في لبنان من خلال تأييد اتفاق اقتسام السلطة بين الاطراف المؤيدة للغرب والاطراف المؤيدة لسوريا.

وقال ساركوزي انه سيزور دمشق في سبتمبر ايلول المقبل.

وتوجه الرئيس اللبناني الجديد ميشال سليمان الى باريس يوم السبت واجتمع مع الاسد للمرة الاولى. وقال ساركوزي إن الرئيسين اتفقا على فتح سفارتين في البلدين.

وقال ساركوزي "أود ان اقول يالها من خطوة تاريخية للامام بالنسبة لفرنسا ان يكون الرئيس السوري بشار الاسد مصمما على فتح تمثيل دبلوماسي في لبنان وان يفتح لبنان تمثيلا دبلوماسيا في سوريا."

وفتح سفارتين يعادل اعتراف سوريا بسيادة لبنان.

وكانت سوريا لفترة طويلة اللاعب المهيمن في الشؤون السياسية والعسكرية في لبنان لكن البلدين لم يتبادلا السفراء منذ استقلال لبنان في عام 1943 .

وقال الاسد إن ساركوزي طلب منه استخدام نفوذه لدى ايران في المساعدة في حل المواجهة النووية بين طهران والغرب.
وقال الاسد إن الحل الذي يراه هو الحل السياسي ولا يمكن ان يفكر في حل اخر غير سياسي لان العواقب ستكون خطيرة.

وقال إنه سينقل بالطبع الى ايران ما جرى في المحادثات لكنه يعتقد ان ايران ليس لديها النية للحصول على اسلحة نووية.

واعطت قمة الاتحاد الاوروبي ودول البحر المتوسط التي ستعقد في باريس للاسد فرصة للعودة الى اضواء الساحة الدولية لكنه قال انه لن يستخدم اجتماع الاحد ليكون اجتماعا تاريخيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت.

وقال في المؤتمر الصحفي إنه لا يرى جدوى من مثل هذا الاجتماع بينما المحادثات غير المباشرة مستمرة.

ويشارك في المؤتمر الذي يعقد الاحد في باريس أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة ويهدف الى نفخ حياة جديدة في الشراكة الاورومتوسطية الحالية وخلق حوار أكثر ندية بين الدول التي تقع على ساحل البحر المتوسط.