![]() تسلم رفات الجنديين الاسرائيليين والاسرى اللبنانيين في اطار عملية تبادل الأسرى والرفات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، تسلم الوسيط الدولي من الاخير رفات الجنديين الاسرائيليين الموجودين في حوزته منذ حرب يوليو/ تموز عام 2006 تمهيدا لتسليمها الى الجانب الاسرائيلي. وقال مراسل الـ(بي بي سي) ان الوسيط الدولي تسلم من جانبه الاسرى اللبنانيين الخمسة، تمهيدا لتسليمهم الى الجانب اللبناني. وتمت عملية التبادل عند نقطة الناقورة الحدودية جنوبي لبنان التي تشرف عليها الامم المتحدة، وهي المعبر الوحيد القائم حاليا بين لبنان واسرائيل. وقد اعلن لبنان اليوم الأربعاء عطلة رسمية لمناسبة الافراج عن هؤلاء الأسرى وفي مقدمهم سمير القنطار، الأسير اللبناني والعربي الأقدم في السجون الاسرئيلية، والذي اسر في عملية في نهاريا شمالي إسرائيل عام 1979. وقد اصدر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس عفوا عن القنطار الذي كان يقضي عقوبة السجن المؤبد لمشاركته في الهجوم الذي شنته جماعة فلسطينية، وقتل فيه شرطي إسرائيلي ورجل آخر وابنته التي تبلغ من العمر اربع سنوات. وقال بيريس في بيان صدر عنه انه "اتخذ قرارا صعبا على الرغم من الالم الذي لا يطاق"، معتبرا أن القرار "ليس غفرانا" عن القنطار. واضاف بيريس قبيل تصويت الحكومة ان "هذا ليس يوما سعيدا بالنسبة لأي منا.. لكننا امام التزام اخلاقي ومعنوي ان نعيد جنودنا الى بلدهم". وكان حزب الله قد اعلن انه، لتسهيل الإفراج عن القنطار، قدم معلومات عن الطيار الاسرائيلي رون اراد، والذي لا يزال في عداد المفقودين منذ ان سقوط طائرته في الاجواء اللبنانية عام 1986. وذكر مراسل بي بي سي في بيروت نقلا عن مصادر لبنانية ان الجانب الاسرائيلي سيؤخر عملية تبادل الاسرى ثلاث ساعات لتكون في التاسعة صباحا بتوقيت جرينتش بدل السادسة. تبادل في الناقورة وقد اطلق الحزب على عملية التبادل اسم عملية "الرضوان" نسبة الى الاسم المستعار للقيادي في حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق مؤخرا. وتشمل الصفقة بالاضافة الى الاسرى الاحياء تسليم رفات مقاتلين من حزب الله قتلوا في حرب يوليو/ تموز 2006، ورفات 199 لبنانيا وفلسطينيا سقطوا في عمليات ضد القوات الاسرائيلية داخل الاراضي اللبنانية او انطلاقا منها. وستنقل رفات هؤلاء بناقلات خاصة جهزها حزب الله وتسير على طول الخط الساحلي من الناقورة باتجاه بيروت حيث ستكون هناك عدة محطات تكريمية في مدن رئيسية مثل صيدا عاصمة جنوب لبنان. اما الاحياء، ومنهم سمير القنطار، فسينقلون من نقطة الناقورة بطائرة هليوكوبتر تابعة للجيش اللبناني الى مطار بيروت حيث اعد لهم استقبال رسمي بمشاركة العديد من ابرز الزعامات السياسية في لبنان. الافراج عنهم اعتبر نصرا لحزب الله ومن المتوقع أيضا ان يقيم حزبا الله احتفالا في ملعب رياضي يلقي فيه الأمين العام للحزب حسن نصر الله خطابا. احتفالات وقد زين مناصرو حزب الله باقواس النصر ولافتات الترحيب الطرق في جنوب لبنان والتي تؤدي الى قرى تتهيأ لاستقبال االسجناء المطلق سراحهم، او لاحتضان رفات من قضى منهم في مواجهة القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان لاعوام طويلة. وامتلأت بلدة عيتا الشعب بلافتات الترحيب والاعلام الحزبية واللبنانية. وتبعد عيتا الشعب امتارا قليلة عن الحدود مع اسرائيل. ويسميها الاهالي "عاصمة الوعد الصادق" وهو اسم عملية خطف الجنديين الاسرائيليين في يوليو 2006. وفي بلدة الناقورة الحدودية، التي سيصل اليها رفات نحو 200 جثة من لبنانيين وعرب قتلوا منذ عام 1978 فقد رفعت يافطتان ضخمتان كتبت عليهما عبارتا "نحن قوم لا ننسى اسرانا في السجون" و "تحرير الاسرى والجثامين انجاز الله على ايدينا". اما في اسرائيل فقد كانت اسرتا الجنديين الاسرائيليين المحتجزين لدى الحزب (او رفاتهما) قد اسهمتا في اطلاق حملة واسعة داخل البلاد لدفع الحكومة الى التصويت على الصفقة. الا ان هناك في اسرائيل من يعارضها، وبخاصة بعد ان تحدثت تقارير صحفية عن امكانية ان يكون الجنديين الاسرائيليين قد قتلا خلال عملية حزب الله . ونشطت اسر الاسرائيليين الذين قتلوا في العملية التي نفذها القنطار عام 1979 ضد الافراج عنه لكنها فشلت *المصدر: بي بي سي |