السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 12:01 م - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
دين
المؤتمر نت -
د. عائض القرني* -
لا تقتلوا خطبة الجمعة
خطبة الجمعة عبادة مقدّسة لا يستطيع أحد أن يلغيها من حياة المسلمين؛ لأنها كالصلاة لها هيئة خاصة ومكان خاص وزمان خاص، وإنما شُرعت خطبة الجمعة للوعظ والتذكير وزيادة إيمان الناس بربهم وتفقيههم في الدِّين ووصيتهم بتقوى رب العالمين، وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم إذا خطب هزّ القلوب، وأبكى العيون وسافر بالأرواح إلى العالم العلوي، كما قال شوقي يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:
* وإذا خطبتَ فللمنابر هزّةٌ ـ تعلو النديّ وللقلوب بكاء.

وقال الزبيري يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
* ما بنـى جملة من اللفظ إلا ـ وابتنى اللفظ أمة من عفاءِ.

وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بالإيجاز في الخطبة، وسار على ذلك خلفاؤه الراشدون والأئمة المصلحون، فخلف من بعد ذلك خلف أطالوا الخطبة وأماتوها وخرجوا بها عن مقصدها، فجعلوها ثقافيّة فكرية سياسية لا روحانيّة ربّانيّة شرعيّة، فجرّدوها من الأدلة وأسهبوا في الحديث، واشغلوا الناس بقضايا لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ولا يستطيعون تقديم شيء، إنما حرموهم من الاستفادة، فبعض الخطباء يقرأ في أوراقه بصوت ضعيف ولحن ظاهر مع كثرة التنحنح والسعال والشهيق والزفير والعطاس، فلا ينتهي إلا وقد نكّل بالناس وأزعجهم، وبعضهم إذا سمعته كأنه يقرأ من صحيفة، إذ يلقي كلاماً بارداً سامجاً ثقيلاً مملاً يدخل به في كل موضوع، ويعالج مشكلات كثيرة مع الإسهاب والإطناب دون مراعاة لحالة السامعين، فيتكلم في المدينة عن مشكلات البادية، ويخطب بالقرية عن الغزو الفكري، ويحدث الأعراب عن حوار الأديان، وهذا من ضعف البصيرة وضحالة العلم وقلّة الفقه، وبعض الخطباء يخطب وهو غضبان على المصلين زعلان منهم طفشان حاقد على تصرفاتهم، يتهددهم ويتوعدهم من على المنبر، ويدعو عليهم بالويل والثبور وعظائم الأمور وقاصمة الظهور وكأنه التقيّ وحده المنزّه المعصوم المجتبى وما سواه مذنب مخطئ ضالّ، وبعض الخطباء لا يحضر الخطبة ولا يستعد للمقام، فيرتجل ويأتي بالعجائب، ويتكلم عن حقوق الجار، ثم حسن الخُلُق، ثم فضل تلاوة القرآن، ثم ضرورة فتح بيت المقدس والإشارة إلى السلام مع إسرائيل، والتنديد بالدنمارك، وذكر مناقب عمر بن الخطاب والدعوة لتيسير مهور الزواج.

إن حاجتنا ماسة إلى معاهد لتعليم الخطابة في كل مدينة، وقد فعلتها مصر وتركيا وإندونيسيا، أما أن نترك منابرنا حقول تجارب للأميين وأشباه المتعلمين يعجنون عليها الكلام ويطحنون الحديث، فيعذبون عباد الله، فهذا خطأ منهجي.

لا بد من إعادة الدراسة لخطبة الجمعة؛ لتؤدي رسالتها ويحصل الانتفاع بها وتكون مناسبة إسلامية لزيادة الإيمان بتهذيب النفس وتطهير الضمير وإصلاح المجتمع، ونصيحتي للخطباء أن يتحدثوا فيما ينفع السامع ويعظم التقوى عنده ويزيد من طاعته لربه وعبادته لمولاه، ويتركوا الحديث عن مشكلة دارفور جنوب السودان، وأزمة لبنان ومشكلة الحوثيين في اليمن، يتركوها لمؤتمرات القمة العربية المباركة، أما إشغال الناس بدهاليز السياسة وفتات الثقافة وهذيان الفكر فهذا هوس، ونصيحتي للخطباء أن يبسِّطوا العبارة ويسهّلوا الكلام ويبتعدوا عن التّشدّق والتفيهق والتّعمق، كقول أحدهم في عبارات سامجة سخيفة: إن الدعوة إلى الله تنطلق من أُطر وتنبثق من بوتقة الوعي الذي ينصهر في ذهنية المتلقي مع قدر مشترك من عقلية متناغمة بين المتحدث والسامع، وأقول: الحمد لله على نعمة العقل.
*الشرق الاوسط








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "دين"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024