البشير إلى اسطنبول لحضور قمة افريقية تستضيف تركيا هذا الأسبوع قمة للزعماء الأفارقة طغت عليها التوقعات بحضور الرئيس السوداني عمر حسن البشير في أول رحلة له إلى الخارج منذ أن طلب الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية إصدار أمر باعتقاله لاتهامات بالقتل الجماعي. وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية إن من المقرر أن يصل البشير الذي سيرأس الوفد السوداني إلى اسطنبول في وقت لاحق اليوم للمشاركة في القمة التركية - الافريقية التي تعقد يومي 19 و20 آب (أغسطس). وفي الشهر الماضي طلب لويس مورينو أوكامبو كبير المدعين في المحكمة الجنائية الدولية إصدار أمر باعتقال البشير لاتهامات بالقتل الجماعي وارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور قائلا إن جهاز الدولة في عهده قتل 35 ألف شخص بشكل مباشر وما لا يقل عن 100 ألف آخرين بشكل غير مباشر. وقال البشير انه لن يتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية واعتبر تحرك المحكمة جزءا من جدول اعمال استعماري جديد لحماية مصالح الدول المتقدمة. وعندما سئل مسؤول بوزارة الخارجية التركية عن احتمال إصدار أمر الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية أثناء وجود البشير في اسطنبول رفض التكهن بكيفية تصرف تركيا إزاء هذا الموقف. وقال المسؤول 'دعي البشير لحضور القمة كزعيم دولة افريقية وليس هناك أمر اعتقال ضده في الوقت الحالي. إذا صدرت أي طلبات فسوف نقيمها في ذلك الحين'. ولم تصادق تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي على المعاهدة التي تشكلت بموجبها المحكمة الجنائية الدولية ولكنها تتعرض لضغوط لتصبح عضوا في إطار المفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وربما يستغرق إصدار أمر الاعتقال من قضاة المحكمة الجنائية الدولية أسابيع أو شهورا ولكن لم يحدث قط أنهم توانوا عن إصدار أمر اعتقال بعد طلب الادعاء ذلك. واستأنفت المحكمة أعمالها أمس بعد عطلة. ويقدر خبراء دوليون أن نحو 200 ألف شخص قتلوا وان 2.5 مليون نزحوا عن ديارهم منذ حمل متمردون أغلبهم من أصول غير عربية السلاح في أوائل عام 2003 متهمين الحكومة المركزية في الخرطوم بتجاهل منطقتهم القاحلة. ويلقي السودان باللوم على الإعلام الغربي في المبالغة في حجم الصراع ويقول إن عدد القتلى عشرة آلاف. وقالت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) ومقرها نيويورك يوم الجمعة إنها 'قلقة' من قرار تركيا استقبال البشير الذي من المتوقع أن يعقد اجتماعات ثنائية مع الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب إردوغان على هامش قمة تركز أساسا على الطاقة والتجارة. وقالت المنظمة في بيان 'على الحكومة التركية أن ترفض جهود الرئيس السوداني عمر البشير لضمان تعليق تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية ضده'. وأضاف البيان 'على تركيا أيضا أن تنقل رسالة واضحة وهي أنه يجب ألا يكون رد الخرطوم على التحقيقات هو الانتقام من المدنيين أو قوات حفظ السلام أو عمال الإغاثة الإنسانية'. ومن المتوقع أن يحضر زعماء 40 دولة افريقية القمة التي ستعقد في اسطنبول في الوقت الذي تسعى فيه تركيا التي تعاني نقصا في الطاقة إلى الاستفادة من الموارد الهائلة للقارة الافريقية. وافادت تقارير اعلامية ان رؤساء وزراء اثيوبيا والمغرب والنيجر وتوغو ورواندا واوغندا سيشاركون في القمة. وتسعى تركيا التي وقعت اتفاقيات مع الجزائر للحصول على الغاز المسال أن تزيد من استثماراتها وتجارتها مع منطقة افريقيا جنوب الصحراء بعد خطوات مماثلة من قوى صاعدة مثل الصين والهند. ونقلت وكالة انباء الاناضول الحكومية عن وزير التجارة كورساد توزمن قوله ان التجارة بين تركيا والدول الافريقية ارتفعت الى 13 مليار دولار العام الماضي من 5.4 مليار دولار في 2003 . واضاف انه يعتقد ان التجارة سترتفع الى 50 مليار دولار في 2012 . |