خبيرقانون:نظام الانتخابات بالقائمة النسبية لا يناسب اليمن والمطالبه به مزايدة سياسية

أكد الأكاديمي وأستاذ القانون الدولي في جامعة صنعاء الدكتور ياسين الشيباني عدم صلاحية الأخذ بنظام الانتخابات بالقائمة النسبية في اليمن ،معتبراً أن مطالبة أحزاب اللقاء المشترك العمل بهذا النظام إما أنها ناتجة عن جهل به ،أو أنها عبارة عن مزايدة سياسية .
و يفسرالدكتورالشيباني أسباب مطالبة المشترك بهذا النظام من وجهة نظر قانونية محايدة بإحتمالين ،قائلاً : إما أن قادة المعارضة ومنظريها يجهلون هذا النظام القانوني ومتطلبات تطبيقه جهلا كاملا ( وهو ما ننزه بعضهم عنه خاصة الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي نكن له كشخص تقديرا خاصا ) ، أو أنهم يتبنونه القائمة النسبية من قبيل المزايد السياسية .

مردفاً :غير أن المزايدة الحزبية ، حين تتصل بقضايا مصيرية ، تصبح حماقة سياسية لا يترتب عليها سوى فقدان مصداقية المعارضة .

ويفند الخبير في القانون الدولي الدكتورالشيباني في مقال له ينشره المؤتمرنت أسباب عدم صلاحية نظام الانتخابات بالقائمة النسبية لليمن بالإشارة إلى سلبيات هذا النظام من حيث انه لا يتناسب مع المجتمعات والدول ذات الكثافة السكانية العالية والمساحة الجغرافية الواسعة ، بل تطبقه بعض الدول ذات المساحة الصغيرة ، ولاعتبارات – سياسية واجتماعية - شديدة الخصوصية ولصيقة بتلك المجتمعات ( إسرائيل ، سويسرا ) متسائلاً:إذا كان نظام الانتخابات بالقائمة النسبية أكثر ديمقراطية وعدالة من نظام الانتخابات القائم على أساس الدائرة الفردية ، فلماذا لم تأخذ به أعرق الديمقراطيات في العالم حتى الآن ؟؟ لماذا لم تأخذ به بريطانيا ، ولا أمريكا ولا الهند ولا كندا ؟؟.

ويؤكد الدكتور الشيباني أن هذا النظام يتعارض مع أهم المبادئ الدستورية ( مبدأي الحرية الفردية وحرية الاختيار ) وذلك بإقصائه لفئة المستقلين وحرمانهم من المشاركة في الانتخابات كمرشحين أو إجبارهم على الانضواء تحت إحدى القوائم الحزبية.

وقال: لا يمكن الالتفاف على ذلك بالقول أن المستقلين يمكنهم أن يتقدموا ضمن قائمة خاصة بهم ، فهذا ضد مبدأ الاستقلالية وضد مبدأ الحرية الفردية معا .
ويشير الخبير في القانون الدولي وأستاذه في جامعة صنعاء إلى أن نظام القائمة النسبية لا يتناسب مع البناء الحزبي لكثير من الأحزاب اليمنية ، مشيراً إلى انه باستثناء حزبي المؤتمر والإصلاح فان بقية الأحزاب اليمنية لاتستطيع تقديم قوائم بمرشحيها على مستوى البلد كله ، أو حتى على مستوى كل محافظة على حدة .

ويضيف الشيباني أن نظام الانتخابات بالقائمة النسبية يقوم على المفاضلة بين البرامج الحزبية وليس بين الأشخاص ، وهذا يتطلب وعيا سياسيا متقدما ، وتنظيما عاليا للمجتمع ، بينما تصنف اليمن بأنها ضمن الديمقراطيات الناشئة أو المجتمعات التي تخطو خطواتها الأولى في التحول نحو الديمقراطية ،بالإضافة إلى عدم تناسب هذا النظام مع التركيبة الاجتماعية اليمنية ، ولا مع البناء النفسي والثقافي للشخصية اليمنية ، ولا مع درجة تنظيم الأحزاب السياسية في المرحلة الحالية ولا في المستقبل المنظور .

ويتساءل أستاذ القانون الدولي فإذا كان بعض قادة المعارضة ورموزها يجهلون المضمون القانوني والسياسي لهذا النظام ، فكيف يمكن أن يفهمه الناخبون العاديون وكثيرون منهم أميون أبجديا وسياسيا .

ويؤكد في مقاله : لكل ذلك ولكثير غيره مما لا يتسع المجال هنا لذكره ، يبدو موقف أحزاب المعارضة اليمنية غريبا في تبنيها لنظام الانتخابات بالقائمة النسبية على ما فيه من عيوب تجعل تطبيقه مستحيلا ، أكرر مستحيلا ، في المرحلة الراهنة من التطور السياسي في اليمن .

نــــــــص المقــــــــال