انتشال 23 جثة جديدة يرفع الشهداء إلى 1133 انسحب الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة 16-1-2009، من حي تل الهوى، والرمال الجنوبي غرب مدينة غزة، مخلفا دمارًا في البنية التحتية والمباني، في حين تمركزت الدبابات خارج التجمعات السكنية على أطراف الحي. وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي عن تعليق عملياته العسكرية لـ4 ساعات (تنتهي عند الـ12 بتوقيت غرينتش) لأسباب وصفها بـ"الإنسانية"، وقال الناطق باسم الإدارة العسكرية بيتر ليرنر إن إسرائيل "أعطت الضوء الأخضر لمرور 130 شاحنة تنقل مؤنا وأدوية وفيول". وبعد التراجع الإسرائيلي، تم انتشال 23 جثة من تحت أنقاض تل الهوى، ما رفع حصيلة ضحايا الهجوم إلى 1133 قتيلا فلسطينيًّا، وأكثر من 5150 جريحًا، بحسب المصادر الطبية الفلسطينية. ووصف شهود عيان، تابعوا الانسحاب، حجم الدمار الذي طال شبكة الهاتف والمياه والشوارع، وعددًا من الشقق السكنية التي احترقت بفعل القذائف الفسفورية"، موضحين أن "آثار إطلاق النار والقذائف المدفعية ظاهرة على واجهات المباني"، وأكدوا أن "عددا من القذائف سقطت في داخل الشقق ولم تنفجر". وقال شهود "إن الطيران الحربي (الإسرائيلي) قام بتقطيع الطرق الرئيسة للحي من خلال قصفها بقنابل وأحدث حفرًا عميقة لا يستطيع أحد ينتقل عبرها بينما قامت الجرافات العسكرية الإسرائيلية بإغلاق بعض الطرق بالسواتر الترابية"، وأشاروا إلى أن "مئات من المواطنين تدافعوا إلى حي تل الهوى لنقل ما تبقى من ملابسهم وممتلكاتهم رغم إطلاق القذائف المستمر خوفا من عودة الدبابات التي تتمركز على أطراف الحي من العودة". مع مواصلة قصف غزة، قررت إسرائيل إغلاق الضفة الغربية يومي الجمعة والسبت، تحسبًا لدعوات فلسطينية إلى التظاهر رفضًا للحرب الإسرائيلية. فقد دعت حركة حماس الفلسطينيين إلى جعل اليوم الجمعة "يوم غضب" جديدًا مع مظاهرات معادية لإسرائيل، وهي دعوة تبنتها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، والتي شجعت على المشاركة في المظاهرات. وشهد قطاع غزة هدوءًا نسيبًّا صباح الجمعة، بعدما اقتصرت الليلة الماضية على عدد محدود من الغارات، خلافًا لليالي السابقة التي شهدت توغلات برية واشتباكات عنيفة تزامنت معها غارات جوية ومدفعية مكثفة. وسادت هذه الحال من الهدوء النسبي في أعقاب اغتيال الطائرات الحربية الإسرائيلية القيادي البارز في حركة حماس ووزير الداخلية في حكومتها سعيد صيام مع 9 فلسطينيين آخرين، بينهم 5 من عائلته، في قصف على منزل سكني وسط غزة. وفجرًا، أصيب 4 فلسطينيين على الأقل بجراح ما بين خطيرة ومتوسطة، أثر قصف مدفعي إسرائيلي على منزل سكني في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، في وقت مبكر، مركز شرطة تابع للحكومة المقالة في مدينة خانيونس جنوب القطاع مما أدى إلى دمار كامل للمقر الذي يضم 5 بنايات. كذلك استهدف قصف مدفعي إسرائيلي 3 منازل سكنية شمال شرق بلدة القرارة في خانيونس ودمرها بالكامل دون أن ترد تقارير عن وقوع إصابات. احتراق مستشفى وشبت النيران، مساء أمس، في مستشفى غزة، أثر إصابته بصاروخ إسرائيلي، بينما يحاول مئات الأشخاص الهرب في فوضى عارمة، ووسط حالة من الهلع، كان فلسطينيون يقومون بإجلاء مرضى أو جرحى على أسرة أو أطفال رضع في حاضنات، إلى الشارع هربا من ألسنة اللهب. وفاقم إطلاق النار الإسرائيلي حالة الفوضى، بينما انبعثت من المبنى سحابة من الدخان الأسود. وقال الجراح الفرنسي ريغيس غاريغ الموجود في غزة في إطار بعثة طبية إن 200 شخص على الاأقل تمكنوا من الخروج إلى الشارع، بينهم مرضى وفلسطينيون كانوا قد لجأوا إلى المستشفى هربًا من المعارك، وأكد أن "الوضع خطير جدا"، خصوصا أن ثلاثة من المرضى الذين تم إخراجهم سريعا كانوا في غرف الإنعاش. وكان حريق آخر اندلع، في وقت سابق، في مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني وفي مكاتبه الإدارية بعدما أصيب بقذيفة إسرائيلية في حي تل الهوى، وأكد مسؤولون في المستشفى أن الحريق نتج عن "قذيفة فوسفورية"، وتمكن عناصر الإطفاء من احتواء الحريق الذي اندلع في مبنى المستشفى، ولكن ليس في مكاتب الإدارة. |