![]() المزايدون للأسف أن البعض ممن يفترض فيهم أن يكونوا على درجة من الوعي والمسئولية يشطحون في مواقفهم ومزايداتهم إلى درجة الإساءة للآخرين والإضرار بمصالح الوطن وعلاقاته مع أشقائه. ولعل التصريح غير المسؤول الذي أطلقه البعض إزاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزيارته لليمن تمثل قمة المزايدة والنفاق السياسي، مع أن مثل هؤلاء أصحاب الوجوه المتلونة يعلمون يقيناً بأن الرئيس محمود عباس لم يطلب زيارة اليمن وليس في جدول أعماله القيام بمثل هذه الزيارة على الأقل خلال الفترة القليلة المقبلة، وحتى وإن كان يرغب في القيام بمثل هذه الزيارة فهو مرحب به وفي أي وقت يشاء من قبل كل أبناء الشعب اليمني وقيادته الذين يكرمون ضيوفهم وتتسع صدورهم لكل أشقائهم، ناهيك عن أن الرئيس الفلسطيني يمثل رمزاً فلسطينياً كبيراً يحظى بكل التقدير والاحترام. ومثل هؤلاء المزايدون الذين يعرف شعبنا حقيقتهم، لا يمثلون إلا أنفسهم في شططهم وتطرفهم وانسياقهم وراء ثقافة الخداع والتضليل التي تستوطن عقولهم وهم يستمرأون الإساءة لوطنهم وشعبهم وللآخرين. لقد غاب على هؤلاء بأن اليمن مع وحدة الصف الوطني الفلسطيني وهي تقف على مسافة واحدة ومتساوية من كافة أطراف العمل الوطني الفلسطيني دون تمييز انطلاقاً من حرصها على دعم قضية الشعب الفلسطيني ومناصرة نضاله المشروع من أجل استرداد حقوقه وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف. ولهذا فقد ظلت اليمن على الدوام تدعو إلى تجاوز الخلافات ورأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها السبيل الأمثل لمواجهة الغطرسة الصهيونية التي تُمارس على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.. وما من شك فإن الكيان الصهيوني يستغل مثل هذه التصريحات والمواقف الهوجاء التي يعبر عنها البعض بجهل أو سوء نية أو بحثاً عن الشهرة أو المال والهادفة إلى زرع الفرقة وتعميق الخلافات وشق الصف الوطني الفلسطيني بما يحقق أهدافه ومراميه في إثارة الفتنة وخلق الصراعات بين أطراف العمل الوطني الفلسطيني، وذلك ما ينبغي التنبه له وعدم الانسياق وراءه وتفويت الفرصة على الكيان الصهيوني من الوصول إلى أهدافه العدوانية ومخططاته الشريرة. ومرة أخرى نؤكد أن اليمن كانت ولا تزال مع فلسطين القضية والشعب، ومع كل ما يحقق للشعب الفلسطيني الشقيق تطلعاته في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته الوطنية المستقلة وأنها ستبقى كما هو عهدها داعمة ومساندة لكل ما يصون وحدته الوطنية. وانطلاقاً من هذا الموقف المبدئي فقد احتضنت أرض اليمن كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني وأتاحت لها العمل بكل حرية من أجل خدمة قضية الشعب الفلسطيني وأهداف نضاله. وستظل اليمن دوماً أرض العروبة وقلبها النابض المنتصر لقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حتى يتحقق لها النصر الشامل بإذن الله. ومرة أخرى نقول لفخامة الرئيس محمود عباس وكل القيادات والرموز الفلسطينية أهلاً وسهلاً بكم في أرض اليمن وطن كل العرب ومهد عروبتهم الأصيل في أي وقت وحين. |