![]() صحف أميركية: حوار وإغراء إيران هو الأفضل علقت صحيفتا نيويورك تايمز وبوسطن غلوب في افتتاحيتهما على الحراك الذي تشهده ساحة السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران ومحاولة تقريب وجهات النظر بين البلدين. فقد رأت نيويورك تايمز أن الرئيس الأميركي باراك أوباما انتهج نبرة جديدة بناءة في محاولة للتعاطي مع إيران عندما قال في أحد لقاءاته "إذا كانت هناك دول مثل إيران مستعدة لإرخاء قبضتها، فستجد أيدينا ممدودة لها. فالأميركيون ليسوا أعداءكم، ونحن أحيانا نقترف أخطاء". وقالت الصحيفة إن السياسات الفاشلة للرئيس السابق بوش قد جعلت إيران تنشط في المهارات المطلوبة لبناء سلاح نووي وزادت من نفوذها الإقليمي، وإن على الإدارة الجديدة أن تتعامل مع إيران من منظور أوسع، ليس فقط فيما يتعلق بالمسألة النووية بل أيضا بالنسبة لأفغانستان والعراق. وأضافت أن المطلوب ليس فقط مباحثات مباشرة، بل أيضا تقديم حوافز دبلوماسية أكثر إقناعا بما في ذلك عرض موثوق بتحسين العلاقات وتقديم ضمانات أمنية. وأشارت الصحيفة إلى صعوبة استقراء سياسات طهران خاصة بعد إطلاقها قمرا صناعيا، وأكدت أن المتشددين سيحاولون إجهاض أي فرصة ملائمة لتقديم تنازلات، وأن الوقت قد حان لاختبار نوايا طهران على كل الجبهات. وعقبت بأن أوباما لا يسلم جدلا بحسن نية طهران وأنه أقنع وزير الخزانة الأميركية، الذي فتش عن وسائل إبداعية لتنفيذ سياسة العقوبات لبوش بالإبقاء على العقوبات. ومن جهتها عقبت بوسطن غلوب على إطلاق إيران قمرا صناعيا محلي الصنع بأنه خطوة مستقبلية لاحتمال إرسال رؤوس نووية على صواريخ بالسيتية عابرة للقارات. وقالت الصحيفة إنه مهما كان التأثير على الرأي العام الإيراني أو الجيران القلقين فإن هذا الإطلاق ينبغي ألا يوقف المراجعة الحالية لخيارات سياسة إدراة أوباما تجاه إيران، وإن التحديات الأساسية والفرص التي تواجه الرئيس أوباما ومستشاريه هي نفسها الآن كما كانت قبل إطلاق القمر الصناعي الإيراني في الفضاء. وأشارت إلى ما قاله أوباما بأنه ينوي تجربة النهج الذي رفضه سلفه: التعاطي الدبلوماسي غير المشروط. وأضافت أن الأمر يستحق التنقيب عن بعض المقايضات والإغراءات كأفضل طريقة لتقليل الخطر القادم من جهود إيران النووية ومن الوكلاء المسلحين، حزب الله اللبناني أو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة وإيران تربطهما مصالح متشابكة. فكلاهما لديهما نفس الأعداء في أفغانستان: طالبان والقاعدة. وفي العراق أيضا أيدت أميركا وإيران حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي رغم اختلاف الأهداف البعيدة المدى. وختمت بوسطن غلوب بأن على أوباما الآن أن يزن حكمة مباشرة مفاوضات مع إيران قبل الانتخابات الرئاسية القادمة. ولتفادي تعزيز قبضة الرئيس أحمدي نجاد قد يكون أوباما حصيفا في إعلان عزمه بدء مباحثات عالية المستوى في الصيف القادم. وعندئذ يمكنه أن يؤكد أنه مستعد لتحول في العلاقات مع إيران، وأن عليه أن يفتح قسما للمصالح الأميركية في طهران كبادرة على استعداده لإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين. |