الخميس, 08-مايو-2025 الساعة: 06:24 م - آخر تحديث: 05:47 م (47: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الصَّارُوخُ الْيَمَانِيُّ الْعَظِيمُ الذي زَلْزَلَ الكيان
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
أخبار
المؤتمر نت -  الضحية نايف

المؤتمر نت - احمد غيلان -
الطفل نايف .. رقم جديد في سجل ضحايا الكهرباء وتيار (الضغط العالي )
هذا هو الطفل / نايف محمود الذي لا يزال جسده يحتفظ بآثار الكارثة، و آلامه و جراحاته و مواجعه تخلد جريمة من جرائم العبث التي تطال الكبار و الصغار ..
نايف ليس أوّل - و قد لا يكون آخر - ضحية ماس الكهرباء .و جسده المتفحم ليس أول جسد بشري يلتهمه تيار الضغط العالي ، الذي يفتقده المواطنون ( المظلمة دورهم ) . و تسأل عنه المرافق الخدمية التي تتعطل فيها مصالح الناس بسبب انقطاع التيار . فيما الكابلات التي تحمل التيار مبعثرة في شوارع المدن ، تتصيد أرواح المارة ...

نايف محمود .. طفل لم يتجاوز السابعة من عمره حين خرج بصحبة والدته صباح يوم 24 / أبريل 2007 م لتقوده قدماه إلى ساحة قريبة من المنزل الذي يسكنه ،
كانت تلك الساحة ممراً يفصل بين شارعين تم دفنها بأكوام من التراب الذي أراد نايف تجاوزه ، لكنه لم يكن يدرك أن كابل الضغط العالي ينتظر مروره ليلتهم جسده الطري أمام عيني أمه ، التي لم تتمالك نفسها و هي تسمع و ترى جسد ابنها ينفجر بصعقة لم تتبين منها إلا أن طفلها الذي ارتفع من الأرض ثم ألقي به مرة أخرى قد تحول إلى جثة متفحمة لا تكاد تتنفس .

الشيء الوحيد الذي فعلته أم نايف حينها أنها صرخت مستغيثة ، و لم تعد تتذكر كم مرة استغاثت قبل أن تفقد وعيها ، و ينقلها فاعلو الخير على متن سيارة واحدة مع طفلها إلى المستشفى .
حين وصل والد نايف المستشفى اتجه إلى قسم الحروق ليجد طفله جسدا متفحماً بين يدي الأطباء ،
فيما زوجته في قسم آخر من المستشفى فاقدة الوعي ،

ها نحن نقترب من 24 أبريل 2009 م ، و هو ما يعني اكتمال عامين من الجحيم الذي تجرعه نايف في غرف العمليات ، و عامين من العذاب الذي كابده والد ه في أروقة المستشفى ، و عند أبواب الصيدليات ، و شوارع العاصمة ، بل و دهاليز أقسام الشرطة و مكاتب النيابة و قاعات المحكمة .
تصوّروا أباً يعالج و ينفق و يبحث عن مُعين أو حتى غريم ..

رغم أن المسألة سهلة ، و جميع التقارير الأمنية و القضائية و الطبية تقول أن نايف تعرض لماس كهربائي من تيار ضغط عالي ، لكن مؤسسة الكهرباء لم تأبه بذلك ، و مسئوليها لم يفكروا بإنسانية في حال نايف و حياته ، بل ذهبوا بعيداً عن كل هذا .. و استخدموا إمكانات الكهرباء و نفوذ مسئوليها ، (و ضغوطاتها العالية )لإشباع ملف القضية بما يبعد عنهم و عن مهندسيهم و عن مؤسسة الكهرباء المسئولية التي يتحملونها عُرفا و شرعاً و قانونا .

واتخموا ملف القضية بأوراق و محاضر و دعاوى غايتها إلقاء المسئولية على المواطن صاحب الأرضية التي مر منها نايف ، و اصطاده تيار الضغط العالي فوق ترابها .

نعم فعل مسئولو الكهرباء كل هذا باحثين عن براءة من جريمة أساسها و أسها عبث موظفيهم و استهتارهم بحياة الناس ... لكن كل ذلك لم و لن يبرئهم إلاَّ من البراءة نفسها .

قد يصدر اليوم أو غداً – إن لم يكن قد صدر – حكم قضائي يحصر المسئولية على صاحب الأرض لأنه دفن أرضه بتراب و لم يمنع مؤسسة الكهرباء من أن تمد كابلات الموت فوق أرضه . لكن هذا الحكم - إن صدر - فسيكون بعده عن العدالة و المنطق بعد السماء عن الأرض .

قضية نايف محمود لم تكن بحاجة إلى محكمة بقدر ما تحتاج إلى قيمة إنسانية يتحلى بها أصحاب القرار في مؤسسة ووزارة الكهرباء ، تدفعهم لتبني علاج الطفل نايف إن لم يكن بدافع تحمل مسئولية ما اقترفت أياديهم العابثة ، فبدافع الإنسانية و الشفقة ، لكن مثل هذه المعاني و معها كل القيم الإنسانية و الأخلاقية غابت و تبعثرت بين أوراق ملف لا يزال في دهاليز المحكمة منذُ عامين ،،

و خلال هذين العامين كانت - و لا تزال - أعباء و مترتبات ما حدث حملاً ثقيلاً على كاهل محمود والد فهمي ، الذي باع كل ما يملك ، و استدان فوق ذلك ما يقارب المليون ريال ، و عجز أخيراً عن توفير تكاليف عملية قررها أطباء المستشفى الجمهوري لنايف ، بل و أصبح مهددا بالمقاضاة و السجن من قبل أولئك الذين اقترض منهم على مدار العامين ، ليعالج ولده نايف ، ووالدته التي لم تغادرها نوبات الضغط و السكر منذُ لحظة الحادثة .


ما الذي يمكن أن يأتي به حكم القضاء في قضية هذه تفاصيلها؟
و متى تنتهي المقاضاة التي غدت مأساة فوق المأساة ؟
و أية شريعة يمكن أن تقبل بمثل هذا العبث بأرواح الناس ؟
و أي قيم يحملها من يقول أن مسار قضية بهذه التفاصيل يسير بشكل طبيعي ؟
و هل ثمة يد عادلة رحيمة يمكن أن تمتد لتنهي هذه المأساة و هذا العبث ؟

هذه الأسئلة نضعها مشفوعة بالتفاصيل الموثقة بين يدي من يستشعر المسئولية ... و يشعر بالمأساة ... و يحس بآلام الناس ... و يمقت الظلم الذي وصفه الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم بأنه :
( ظلمات يوم القيامة ) ...؟








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "أخبار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025