الخميس, 08-مايو-2025 الساعة: 09:40 م - آخر تحديث: 08:23 م (23: 05) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الصَّارُوخُ الْيَمَانِيُّ الْعَظِيمُ الذي زَلْزَلَ الكيان
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
جميـل الجـعدبي -
قمة الدّوحة والضيق بقضايا الأمة..!
* تبذل دولة قطر جهوداً حثيثة لترقيع الجسد العربي وإحياء روح التضامن والعمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الراهنة في المنطقة من خلال سعيها الدائم لاستضافة اللقاءات التشاورية الوزارية العربية وتوفير البيئة المناسبة لإنجاح أي عمل عربي ، وحرصها على حشد اكبر عدد ممكن من الزعماء العرب في اللقاءات على مستوى القمة والتي كان آخرها قمة الاثنين الماضي والتي اختتمت في اليوم الذي بدأت فيه وتم اختصارها ليوم واحد وعقد على هامشها قمة ( عربية – لاتينية ) في تطور ملحوظ بتاريخ القمم العربية .

*ومع تأكيدنا بأن الشعوب العربية لم تعد تعول كثيراً على نتائج مثل هذه القمم التي تكشف مسيرتها التاريخية انها ليست أكثر من حبر على ورق ، و تدرك الشعوب العربية فشل نتائجها مسبقاً ،وعجزها عن خلق ولو بصيص أمل بإيجاد حالة من الإجماع السياسي العربي حول أي قضية ، تبدو قمم الدًوحة تحديدا حافلة بالمتناقضات والإشكاليات الثانوية ذات النزعات الشخصية بين بعض الزعماء والملوك والقادة العرب ، وهى القضية التي باتت تعرف بقضية (الخلافات العربية -العربية) والتي استمدت القمة العربية الحادية والعشرين اسمها من هذه القضية فسميت بـ(قمة المصالحة ) ،، وهذا التطور في توسيع القضايا المطروحة على جدول اعمل القمة جاء بالطبع على حساب هموم الشعوب العربية والقضية العربية الاستراتيجية (القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائلي) والتي كانت على الدوام تحتل رأس جدول أعمال القمم العربية.


* وخلافا لمستوى حجم التحضيرات للقمة لوحظ اختصار ها ليوم واحد بدلا عن يومين دونما مبرر يذكر ،واستهلك زمنها المضغوط الى ادنى حد.في قراءة ثماني عشرة كلمة ، استغرقت أكثر من 6 ساعات و كررت في مجملها إنتاج ماهو معروف ومشهور من المضامين منتهية الصلاحية ،في حين كانت الدوحة -العاصمة العربية المزدحمة بالقمم - ضيقة بما لايسمح بتمديد زمن قمتها بضع عشرة دقيقة لقراءة ومناقشة مبادرة نوعية كمبادرة إنشاء اتحاد عربي والتي أقرها ممثلوا الأمة العربية في البرلمان العربي في اجتماع دورتهم الأخيرة بدمشق ودعا رئيس البرلمان العربي في كلمته القادة العرب لإقرارها وتهيئة أسباب النجاح لإخراجها إلى النور .

* ومن نوادر هذه القمة مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة / بان كي مون والذي دعا في كلمته الرئيس السوداني عمر البشير الى التراجع عن طرد منظمات دولية كانت تعمل في دارفور ،رغم ان البشير أكد في كلمته ضلوع إسرائيل بتدريب ومساعدة متمردي دارفور وكشف خروج تلك المنضمات عن مهامها الانسانية.

* مفارقات قمم الدوحة تتجلى بوضوح في دعوة إسماعيل هنيه – رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة – عشية القمة الزعماء والقادة والملوك والأمراء العرب لتنفيذ قرارات القمة العربية السابقة بشأن غزة ورفع الحصار عنها وفتح المعابر وكسر الحصار الجائر على فلسطين.. وتتواصل تلك المفارقات لتطال في البيان الصادر عن القمة قضية محكمة الجنايات والرئيس البشير –احدث القضايا بإعلان القمة رفضها قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس /عمر البشير دون وضع او تحديد آليات مقنعة لتفعيل هذا الرفض وتسجيل مواقف لفظية كالتعبير عن التضامن وغيرها من ردود الأفعال التي يستطيع ابسط مواطن عربي القيام بها بتلقائية ونوايا أكثر مصداقية من وفود القمة،

*ورغم ضيق جدول أعمالها تتسع الدوحة لقمة أخرى تعقد على هامش القمة العربية كمؤشر واضح ودليل ناصع البياض على فقدان الثقة بين الدولة المستضيفة وأعضاء الجامعة العربية ،هذا الخلل استوجب إيجاد قمة أخرى كبديل احتياطي في حال فشل عقد القمة الأصل - وفرك الأعضاء بالدولة المستضيفة – هي القمة العربية الأمريكية اللاتينية والتي عقدت الثلاثاء الماضي بمشاركة زعماء الدول الأعضاء في الجامعة العربية مع نظرائهم في (12) دولة من أمريكيا اللاتينية .

*ومن مفارقات قمم الدوحة أتساع أهدافها من جانب ،وضيقها من جانب آخر, فهي مثلاً تسعى من خلال القمة (العربية-اللاتينية) إلى تحسين وتطوير العلاقات التجارية والسياسية بين البلدان العربية ودول أمريكا اللاتينية ، لكنها تضيق في نفس الوقت من مناقشة تطوير العلاقات التجارية والسياسية بين البلدان العربية ذاتها ، ولا يسمح جدول أعمالها حتى بقراءة مبادرة تستهدف معالجة حالة الوهن والضعف التي تعيشه الأمة العربية في الوقت الراهن وتسعى لمجابهة التحديات الراهنة ومواكبة التطورات الجارية في العالم من خلال إستراتيجية سياسية واقتصادية ودفاعية وأمنية واجتماعية شاملة ، مبادرة تنطلق من مبادئ راسخة وثابتة وتستند إلى كون الأمة العربية قادرة على إعادة تنظيم وتنسيق وتوحيد قدراتها وإمكانياتها لتحقيق التكامل السياسي والاقتصادي العربي الشامل ، وحماية الأمن القومي العربي وتعزيز العلاقات (العربية- العربية )

*ومن عجائب القمة ايضا استحواذ العوارض والذكريات غير المحببة بين بعض الزعماء والملوك العرب على أجواء القمة بدلا من القضايا الهامة ، وهو استحداث موفق لخلق نوع من الإثارة والتشويق على مسرح القمة، وقتل الملل لدى المتابع ،فعلى غير عادة الالتزام بنظام التحدث في مؤتمر القمة جاء حديث الزعيم الليبي / معمر القذافي مقاطعا المتحدثين ،وكان دخوله ذلك أشبه بالفصل الترفيهي ان لم نقل انه كان كفيلا بتفجير القمة لولا سماحة وحلم وصبر خادم الحرمين الشريفين الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز الذي ظل كل اهتمامه منصبا بقضايا شعبه وهموم أمته.

*ونظراً لضيق قمم الدوحة يكتفي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في موضوع الصومال بالترحيب بالرئيس الصومالي الشيخ شريف أحمد لحضوره الأول للقمة العربية متمنياً له ولبلاده كل التوفيق في إعادة بناء الدولة .، دون مناقشة تداعيات الوضع في الصومال وواجب الدول العربية نحو هذا القطر الشقيق .

*كذلك في موضوع القضية الفلسطينية والذي يجري تقزيمها من قمة لأخرى انتهت قمة الدوحة بإعلان خال من أي التزام تجاه القضية الفلسطينية بقول الأمين العام للجامعة العربية في المؤتمر الصحفي الختامي أن حل القضية الفلسطينية بيد الفلسطينيين أنفسهم وعليهم أن يحلوا مشاكلهم الداخلية.

* وهكذا تعجز القمة العربية الحادية والعشرين كسابقاتها عن إشباع بطن جائعة في الصومال ،او إيواء أسرة مشردة في فلسطين ، او إيجاد فرصة عمل لعاطلين في دارفور, لكنها على النقيض من ذلك تنجح نجاحا منقطع النظير في إنفاق ملايين الدولارات لجمع الزعماء والملوك والقادة العرب فيما يشبه سوق عكاظ حيث استعراض الألقاب والبحث عن أمجاد مزيفة ،ومحاولات لعب ادوار ينقصها فقط صدق النوايا ، في زوايا (قاعة) ضخمة لـ(قمة )عربية أصبح الأمل المرتجى منها وانجازها الأول والأخير (تفادي تفجيرها).!

*[email protected]
*نقلا عن الميثاق








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025