نجاد يعلن تقدما جديدا في البرنامج النووي افتتح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الخميس في اصفهان اول مصنع لانتاج الوقود النووي لمناسبة 'اليوم الوطني للطاقة النووية'، معلنا اختبار نوعين جديدين من اجهزة الطرد المركزي وتركيب سبعة الاف جهاز جديد. وبافتتاح هذا المصنع، تكون ايران قد انجزت دورة تصنيع الوقود النووي. وقال احمدي نجاد في خطاب في اصفهان ان ايران 'اختبرت نوعين جديدين من اجهزة الطرد المركزي تفوق قدرتهما بأضعاف قدرة الاجهزة العاملة حاليا'. من جهته، قال رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية غلام رضا اغا زاده 'نصبنا في نطنز نحو سبعة الاف جهاز طرد مركزي وهذا العدد سيبلغ خمسين الفا خلال البرنامج الذي يمتد خمسة اعوام'. وابدت الولايات المتحدة 'شكوكا' في التقدم الجديد الذي اعلن عنه الرئيس الايراني حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية روبرت وود خلال لقاء مع الصحافيين حول اعلان ايران انها تمتلك سبعة الف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم 'من المؤكد اننا نأخذ هذا الامر في الاعتبار ولكن بتشكك'. واضاف 'سبق ان اعلنت ايران انها تشغل عددا من اجهزة الطرد المركزي لا يتفق مع تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية'. واوضح 'اذن، هذا الامر ليس واضحا'. وفي تقريرها الصادر في 19 شباط (فبراير) الماضي، اعلنت الوكالة الدولية ان ايران تقوم بتشغيل 3964 جهاز طرد مركزي وتختبر 1476 جهازا، وقد تم تركيب نحو 125 جهاز طرد مركزي من دون ان يتم تشغيلها حتى الان. ونقلت وكالة 'مهر' للانباء ان القدرة الانتاجية للمصنع تبلغ سنويا عشرة اطنان من الوقود النووي مخصصة لمفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والذي لا يزال قيد البناء في المحافظة المركزية (وسط)، اضافة الى ثلاثين طنا من الوقود للمفاعلات المقبلة التي ستعمل بالمياه الخفيفة. وتشمل دورة الوقود النووي خصوصا مصنع 'يو اف6' في اصفهان الذي يستخدم انتاجه في الحصول على اليورانيوم المخصب لمصنع نطنز. ولاحقا، يستخدم اليورانيوم المنتج في نطنز في مصنع اصفهان الجديد بهدف انتاج الوقود للمحطات النووية المقبلة في البلاد. ويأتي اعلان هذه المعلومات في وقت اعلنت فيه الولايات المتحدة والدول الخمس الاخرى الاعضاء في مجموعة الست (المانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) الاربعاء انها ستدعو ايران الى لقاء مباشر لبحث برنامجها النووي. ووصف علي اكبر جفانفكر وهو مستشار قريب من احمدي نجاد هذا الاقتراح بانه 'بناء'. وتشتبه الدول الغربية في سعي ايران الى امتلاك سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن جفانفكر قوله 'ينبغي درس هذا الاقتراح. لكنه اقتراح بناء (...) الجمهورية الاسلامية في ايران ستدرس هذا الاقتراح وتعطي ردها'. واضاف 'نأمل ان يظهر هذا الامر تغييرا في الموقف نحو مقاربة اكثر واقعية'. من جهته، اعلن احمدي نجاد الخميس ان 'ايران تسعى دائما الى حوار منطقي'، لكن اي حوار ينبغي ان 'يستند الى احترام متبادل وعدالة'. مشيراً الى أن طهران تعتبر نفسها قوة سلام وانسانية نابعة من الثقافة والحضارة والمحبة للبشرية، وليس من السلاح والعنف. واعتبر أن 'التناقضات والنزعة الانانية لدى ادعياء نزع السلاح فيما هم يريدون الاحتفاظ بقنابلهم واسلحتهم هي التي تقف حائلا امام حل القضايا العالمية'، داعياً هذه الدول لأن تبدأ أولاً بنزع سلاحها 'نحن جاهزون لنعلمهم الطريق والمنطق'. وتابع نجاد 'انتهى عصر القوة والتباهي الجاهلي وجاء عصر الشعوب والثقافة والمنطق والمحبة... ولو اتخذ البعض الخطى بصدق لرحب بها الشعب الايراني'. وعن الانفتاح الأمريكي الذي عبر عنه الرئيس باراك أوباما تجاه ايران، قال نجاد 'هل تغيرت السياسة ام ان قرارا بيرا قد اتخذ؟ عليهم ان يتعلموا اسلوب الحوار وان يغيروا ادبياتهم، ونحن بانتظار التغيير'. وكانت الدول الست رحبت بانفتاح واشنطن على ايران وتصميمها على 'المشاركة في اي لقاء مقبل مع ممثلين للجمهورية الاسلامية في ايران'. واضافت في بيان 'نحض ايران بقوة على انتهاز هذه الفرصة لتعمل بجدية معنا جميعا في روح من الاحترام المتبادل'. واعربت وزارة الخارجية الامريكية الاربعاء عن املها ان تقبل ايران دعوة مجموعة الست. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية روبرت وود ان 'الحل الدبلوماسي يتطلب رغبة في حوار مباشر على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة'. لكن ايران اكدت تصميمها على مواصلة برنامجها النووي مشددة على طابعه السلمي، وذلك رغم قرارات عدة اصدرها مجلس الامن تتضمن ثلاثة منها عقوبات. |