الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 09:14 م - آخر تحديث: 04:16 م (16: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د/ سعاد سالم السبع
د/ سعاد سالم السبع -
اختبارات الثانوية ... لم يعد الوضع يسمح بمزيد من الأخطاء!!
لا شك أن التوتر بدأ يسيطر على كثير من الأسر نتيجة قرب الاختبارات النهائية لمرحلة الثانوية العامة، التي تعد أهم مرحلة في حياة الطلبة؛ كونها توجه مسيرتهم الدراسية في المستقبل، فمازال معدل الثانوية مطلوبا في كل الدراسات الجامعية، وبناء عليه إما أن يلتحق الطالب أو الطالبة بالكلية التي يفضلها، ويعد نفسه للوصول إليها، أو تحشره درجاته في كلية ليست لها علاقة بميوله واحتياجاته، فيظل يتجرع تخصصا لا يحبه،أو ينوي العمل به، وبالتالي قد يتعثر فيه، أو يجتازه بلا حماس فيتكبد هو وأسرته والمجتمع خسائر إضافية، أو يتوقف عن الدراسة ويتجه للعمل ..

اختبارات الثانوية مازالت معيار التميز والتمييز العلمي للأبناء والبنات؛ لذلك لا بد من الاهتمام بتوفير الأمن النفسي والبيئي والقانوني عند إجرائها، لا بد أن يثق المجتمع بنزاهتها ، لا بد أن تتعامل الجهات المسئولة عنها مع ظروف إجرائها بحزم وقوة ونظام يشعر المجتمع ألا مكان فيها للتزوير ولا للرشوات ولا للتهديدات ولا للمفاوضات، ولا للمجاملات...

نتائج اختبارات الثانوية هي حصيلة جهد (12) سنة من الدراسة العامة، تمثل عمرا من الجهد والعناء قضته الأسر مع أبنائها وبناتها ، ودفعت الدولة والأسر اليمنية أموالا لا تعد ولا تحصى في سبيل توفير الإمكانيات ليتعلم الطلبة طوال كل هذه السنوات ، ويكونوا مستعدين لبناء المجتمع ، وتحقيق طموحاتهم؛ فلابد أن نتعامل مع هذه الاختبارات بوصفها قضية أمن مجتمع لا تهاون فيها، ولا تسامح مع من يتلاعبون بها ..

لا بد أن توجد الوزارة آلية رقابة حازمة ودقيقة على اللجان الاختبارية ولجان الكنترول لرصد كل ما يدور فيها أولا بأول، وعلى مدار الساعة، وأن تتوفر لهذه الرقابة السرية التامة، وأن يتم التعامل مع نتائج الرقابة السرية فورا، بحيث تتخذ إجراءات لحماية اللجان من الاختراقات غير الشريفة قبل حدوثها، وإذا حدثت يتم التعامل معها فورا قبل امتدادها.

ما سمعناه من قصص تجري أحداثها في بعض اللجان الاختبارية ولجان الكنترول لا شك قد وصل إلى مسامع المسئولين، فلا ينبغي أن تمر عليهم مرور الكرام، بل أن يأخذوها على محمل الجد ، فلا دخان من غير النار..

من هذه القصص؛ ما يحدث في بعض اللجان الاختبارية فقد شاعت أساليب غير أخلاقية جديدة وغريبة على مجتمعنا لم تكن معروفة، أخذ يتبعها ضعفاء النفوس للتلاعب بمستقبل الأجيال منها مثلا؛ فرض مبالغ مقطوعة كمقاولات على كل مادة يريد الطالب أن يجتازها، ومنها السطو على إجابات الطلبة الجادين والمتميزين وتبديل دفاترهم مع بعض الطلبة المهملين، ويختلف سعر الدفتر باختلاف شهرة الطالب وتميزه، ومنها فرض رسوم يومية على كل طالب وطالبة يدفعها قبل دخوله الاختبار ثمن الغش، ومنها إغراء المراقبين و الاتفاق المسبق معهم لأجل تمرير دفاتر جاهزة لبعض الطلاب، ومنها الوعود الوردية أو التهديدات الحديدية التي يمارسها بعض أولياء الأمور النافذين على المراقبين لممارسة الغش، ومنها التعاطف غير الإيجابي من قبل بعض اللجان مع الطلبة ليمارسوا الغش على سبيل الرحمة، وكأن الغش جهاد في سبيل الله..

تلك أساليب يعرفها كل الناس وعلى رأسهم المسئولون عن التربية والتعليم ، وأخطر ما في الأمر أن الطلبة الجادين يرون ما يحدث، في الاختبارات ويتحسرون، لكنهم لا يستطيعون فتح أفواههم للاحتجاج خوفا من الانتقام منهم وتبديل أو سرقة دفاترهم، وبدلا من أن يخرجوا من اللجان الاختبارية متفائلين يخرجون محبطين..
وما يحدث بعد الاختبارات لا يقل خطورة عما يحدث أثناء الاختبارات؛ فاختيار لجان التصحيح ينبغي أن توضع له معايير، وأن يتم التصحيح في ضوء نماذج إجابات واضحة، وأهم من ذلك أن يكون لدى عضو لجنة التصحيح ضمير حي يجعله يفكر بما يحدث في المجتمع حينما يرى نتائج متميزة لطلبة وطالبات لا يملكون من الجدية ولا المستوى التحصيلي ما يقنعهم حتى هم أنفسهم بمجرد النجاح في أدنى مستوياته!! ويتخيل ماذا سيحدث لطلبة قضوا معظم أوقاتهم في التحصيل، وألغوا كلما له علاقة بغير التحصيل الجاد من حياتهم على أمل أن يكونوا في القمة، ويفاجئون بأن نتائجهم قد ضربتهم في مقتل!! ..

نتائج الثانوية لا بد أن تكون مؤشرات واقعية لمستويات الأبناء والبنات، فالاختبارات ليست عشوائية ولكنها تبنى على معايير علمية تقيس مستوى الطلبة، وحينما يفاجأ الناس بنتائج غير واقعية، لا شك لا يعيدونها لصعوبة أو رداءة الاختبار، وإنما إلى ما يحدث من سلوكيات غير أخلاقية أثناء العملية التعليمية وأثناء الاختبار وأثناء التصحيح..
لا بد أن نواجه أنفسنا بأخطائنا ، ونعمل على تجنبها قبل حدوثها ،فلم يعد الوقت ولا الوضع يسمح بمزيد من الأخطاء في حق أبنائنا وبناتنا..
جميل أن نسمع بأن وزارة التربية والتعليم بدأت بأولى خطوات الحد من التلاعب بمستقبل أبنائنا وبناتنا حينما أعلنت عن اتخاذ إجراءات قانونية مناسبة ضد بعض الفاسدين الذين يسهمون في تجهيل ومسخ الأجيال بإهمالهم وبفسادهم، ويتطلع كل أبناء اليمن إلى مزيد من تكثيف الجهود لتطهير التربية والتعليم من كل أشكال الفساد، فهي الوزارة المعنية ببناء نوعية الإنسان، وهي الجهة المسئولة مسئولية مباشرة عن القيم التي توجه سلوك الأبناء والبنات وتتحكم في حاضر اليمن ومستقبله...

[email protected] بكلية التربية - جامعة صنعاء









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024