 |
الأدباء يسعرون حرباً على الإرهاب عدتها الكلمات والأفكار حرب ضروس على الإرهاب أسعر أوارها اليوم اتحاد الأدباء اليمنيين بالتحالف مع منظمات المجتمع المدني غير أنها ليست حرباً وقودها الرجال والنساء والأطفال بل حرب مسالمة عدتها الكلمات والأفكار وتقنيتها الحوار والتثقيف. " أسعدتم أمانا وسلاماً وتسامحاً في وطن الحكمة والأفئدة اللينة" بهكذا كلام حيت هدى أبلان أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين حضور الندوة التي نظمها الاتحاد تحت عنوان " دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة الإرهاب" وذلك كرد فعل على السلوك الإجرامي الذي أقدمت عليه فئة ضالة بمحافظة صعده بخطفها أجانب وقتل ثلاث نساء. بجمل مشحونة بالاستفهام الإنكاري استأنفت هدى أبلان -كلمتها قائلة " لا يمكن لنا أن نفهم مالذي تفعله قلة أو جماعة في حق الدم الإنساني الذي منحناه الأمان وحق الحياة في هذه الأرض الآمنة". وتؤكد إنكارها لما يحدث بقولها " لا يمكن لنا أن نفهم كيف تغادرنا الأخلاق والأعراف وما جبلت عليها الحضارة اليمنية من تسامح وصدق وعهد ووفاء" متسائلة " مالذي تفعله بعض الأيدي الآثمة بهذا الوطن وهم في خصومة مع الاستقرار والتنمية والاستثمار". ولأن القتل أحط أنواع السلوك البشري وأشدها بدائية وهمجية وقبحا كان لابد لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بحسب أبلان أن يدعو جميع المفكرين والمبدعين والنقابيين والمواطنين على حد سواء إلى الوقفة الجادة على حقيقة وجوهر ما يحدث بفئة أصابها التفسخ الأخلاقي والفكري وأحكمت نيران الغضب والإرهاب حصارها حولها فأفقدتهما الحلم والرؤية والأخلاق ثم ألجأتهم إلى القتل والموت المجاني في لحظة غاب فيها التفكير في العواقب. تدعو هدى أبلان الجميع في هذا الوطن الذين يحيون على قيم الأمن والسلام ولايجيدون غير الحوار السلمي والوطني الخلاق –تريد منهم جميعاً تفنيد ودراسة ما يحدث في بلادنا من تفاقم لظاهرة الخطف والإرهاب والقتل متخوفة من أن يكون هذا السلوك هوية اليمن وجواز سفره في العالم. واستثنت أبلان مؤكدة أن ما حدث في صعده للأطباء خارج التاريخ وضد قيم الحضارة اليمنية العظيمة وضد الله والدين. وفي ختام كلمتها دعت الحضور -جميعاً من حملة الفكر النير والثقافة المتسامحة الالتفاف والدفاع والتعاضد مع اليمن الذي بحسب هدى أبلان - تتجاذبه الإساءات من كل صوب وحدب راجية الخروج من هذه الندوة بموقف فكري وثقافي يدين مثل هذا التصرفات السيئة. وفي الندوة التي حضرها المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية -الدكتور/ عبدالعزيز المقالح ووزير الثقافة الدكتور/ محمد أبو بكر المفلحي -وممثلين عن السفارتين الالمانية والكورية في صنعاء وجمع كبير من الأدباء والمثقفين والنقابيين وممثلي المنظمات المدنية، كان لابد لاتحاد نقابات الأطباء اليمنيين أن تعبر عن موقفها إزاء ما حدث للأطباء الذين تم اختطافهم بمحافظة صعده وقتل منهم ممرضتين ألمانيتين ومعلمة كورية. حيث ألقى عبدالرحمن الحمادي -الأمين العام لاتحاد نقابات الأطباء اليمنيين كلمته مستهلاً إياها بمقاطع أدبية للشاعرة اليمنية إلهام مانع تجسد معنى الوطنية وضرورة اتخاذ موقف حاسم لكل ما يشين هذا الوطن. الحمادي استعرض في كلمته ضرورة عدم السكوت على عمليات التقطع والخطف والقتل كون ذلك جرائم جسيمة تمس بأمن واستقرار بلادنا. مضيفاً إن هذه الأعمال الإجرامية التي توجت أخير باختطاف الفريق العامل في مستشفى السلام بصعده وقتل البعض منهم هي من قبل أناس لا خلاق لهم ولا ضمير. وأشار أن هؤلاء المجرمين ارتكبوا جريمتهم البشعة ضد من رفضوا أن يتركوا المنطقة عندما تركها الكثيرون حتى من أبنائها خاصة بعد ظهور فتنة الحوثي، فيما أصر أولئك الأطباء على البقاء في خدمة أبناء المنطقة، يحثهم على ذلك ضميرهم الإنساني وقسمهم الطبي، الذين أقسموا بأن لا يحنثوا به مهما كانت الظروف. وأردف قائلاً: من المؤسف له جميعاً أن مثل أولئك المرابطين في صعده في خدمة المرضى والجرحى كان جزاؤهم الاختطاف والقتل.! ثم قال الحمادي إن الإساءة للإسلام تأتي اليوم ممن يدعون أنهم مسلمون منطلقون من منطلقات مذهبية طائفية وفئوية بغيضة. وأشار لقد آن على المسلمين في عصرنا هذا أن يرفعوا شعاراً لهم مضمونه " أن من مذهب لا إيمان له ". محذراً في ذات السياق من زج المذاهب الدينية في القضايا السياسية والاجتماعية لما لها من مردود مدمر على الوطن . مطالباً الجميع بالعودة إلى الاعتصام بحبل الله جميعاً وألا يتفرقوا". هذا وكان أمين عام اتحاد نقابات الأطباء قد طالب في كلمته بإصدار بيان مشترك يدين هذه الجريمة ويطالب الجهات المختصة بسرعة القبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة واتخاذ اللازم لعدم تكرار مثل هذا الفعل الشنيع. واعتبار هؤلاء الشهداء شهداء اليمن وإطلاق أسمائهم على بعض شوارع الأمانة، إضافة إلى مطالبة القيادة السياسية باعتبار يوم مقتلهم يوماً وطنياً ضد الإرهاب والعنف والتقطع. من جهته أصدرت النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية بياناً نقابياً مندداً بالجريمة التي راح ضحيتها ( طبيبتين ومدرسة ). حيث ألقى نصه في الندوة رئيس النقابة -عبدالوهاب الرميم -دعا فيه كل المواطنين الشرفاء إلى التعاون مع الجهات المختصة في الإبلاغ عن هؤلاء المجرمين الخارجين عن الدين والإنسانية. وكذلك دعا البيان الأجهزة الأمنية والقضائية إلى عدم التهاون مع هؤلاء المجرمين ومن يقف ورائهم وتطهير الوطن منهم. إلى ذلك قدم عدد من الأدباء والمفكرين أوراق عمل تناولت الحادثة ودور منظمات المجتمع المدني في مواجهة الإرهاب كما تحللت أعمال الندوة قصائد شعبية قدمها بعض رموز الشعر الشعبي في اليمن. |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 