الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 01:40 م - آخر تحديث: 03:11 ص (11: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
بقلم : محمد احمد الكامل* -
مكتبة وطنية عامة ضرورة ملحة لاستكمال الدور الثقافي التاريخي لليمن
تتميز الحضارة اليمنية عبر عصورها التاريخية المختلفة، بأنها حضارة ذات أبعاد ثقافية عريقة، انتشرت إلى أماكن مختلفة من بقاع المعمورة، وما خلفته الحضارة اليمنية من نقوش كتابية، متنوعة الاتجاهات أثارت أعجاب وانبهار الباحثين الأجانب وغير الأجانب، لما حوته من إبداعات فكرية كثيرة، منها غير مسبوق في بقية الحضارات العريقة، ومنها الجانب المعماري للقصور والسدود والمدرجات وقنوات الري والطرقات وغيرها من المنجزات الحضارية القائمة على أساسات هندسية علمية غاية في الدقة والإبداع، الا دليل على ما تمتع به الإنسان اليمني من وعي ثقافي عريق ضارب بجذوره في أعماق التاريخ.
وكان للفكر اليمني التاريخي اثر كبير في الثقافة التاريخية الإسلامية، واكبر دليل على ذلك هو ان المسلمين عندما أرادوا ان يضعوا تاريخا يؤرخون به شئون حياتهم وتنظيماتهم، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، استمدوا ذلك من التجربة اليمنية، التي كانت عريقة في وضع التقاويم الدقيقة، التي يسيرون عليها في شئونهم الزراعية والتجارية. وتذكر الرويات التاريخية: ان رجلا من اليمن قدم على عمر بن الخطاب، وقال: إني رأيت في اليمن تاريخا يؤرخون به، فأمر عمر بن الخطاب بان يوضع تاريخا للمسلمين، يؤرخون به، وفي روايات ان يعلي بن أمية عندما كان واليا على اليمن كتب إلى عمر بن الخطاب كتب مؤرخة واقترح عليه ان يضع تاريخا، كما يعمل أهل اليمن، ومن المعروف ان هناك تاريخا مشهورا في اليمن يسمى التقويم الحميري الذي يبدأ سنة 115 ق.م .



ثم كان لأهل اليمن دوراً فكرياً بارزاً في الأمصار الإسلامية في تولى الجوانب العلمية والقضائية ، وكثير منهم من رواة الأحاديث، وكان لهم دور كبير في تعزيزا لتاريخ الإسلامي، بكثير من مادته التاريخية من خلال ما يحملونه من علوم تاريخية اختصوا بها بحكم وضعهم الثقافي، ومنهم: كعب الأحبار المتوفى 35هـ وعبيد بن شريه الجر همي الذي روى كثيرا من تواريخ لأمم وكان يرويها معاوية بن أبي سفيان، ونشرت جزء من أخباره ضمن كتاب (التيجان في ملوك حمير) ومنهم: وهب بن منبه ت 114هـ ) الذي كان بارعا في علوم الأوائل ويعرف عددا كبيرا من اللغات القديمة، وله معرفة بالكتب المقدسة... وغيرهم من رجالات الفكر اليمنيين في مختلف الاتجاهات الفكرية، والذين تمتلئ بذكرهم كتب التراجم، وما أبي محمد الحسن الهمداني، ونشوان بن سعيد الحميري وعبد الرزاق الصنعاني، ويحي بن أبي الخير العمراني والمقبلي وابن الجلال وابن الوزير، وا بن الأمير الصنعاني والإمام محمد بن علي الشوكاني، الا نماذج مما زخرت به اليمن من العلماء الذين بلغت كتبهم الأفاق وتمتلئ المكتبات العالمية، والمحلية- الرسمية والخاصة- بمؤلفاتهم في مختلف الشئون العلمية النظرية منها والتطبيقية العلمية.
ومن المعروف أن اليمن أيضا كانت من أهم المراكز العلمية، وكانت مقصدا لكثير من كبار العلماء مثل الإمام الشافعي واحمد بن حنبل، لتلقي العلم عن آكابرعلمائها. والدليل على مكانتها العلمية العالمية، ان قامت بها أول جامعة إسلامية هي جامعة الأشاعرة في زبيد، ثم ما تحتو ية مكتبة المخطوطات في الجامع الكبير، ودار المخطوطات، ومكتبة تريم، وزبيد... وغيرها من نوادر لمخطوطات محلية وإسلامية عامة، ما لا يوجد في غيرها من المكتبات العالمية.
وبعد:
أما تستحق اليمن ان تكون بها مكتبة وطنية عامة في عاصمة الثقافة العربية صنعاء، لتعبر عن المكانة والدور الفكري الثقافي الرائد لليمن الذي خدم العالم عبرالعصورا لتاريخية المختلفة.
ان إنشاء مكتبة وطنية عامة في اليمن مزودة بكافة الوسائل التقنية الحديثة، والتي تجعل مها مكتبة نموذجية عالمية، من شأنه ان يحقق أهدافا كبيرة منا على سبيل المثال:
1- جمع التراث الوطني من النقوش والمخطوطات المتناثرة في كل الأماكن، في الداخل والخارج، وإعادة ترميمها ومعالجتها عبر الوسائل المعملية التي ستتوفر في المكتبة، من خلال متخصصين دُربوا على ترميم وصيانة الآثار والنقوش والمخطوطات. وعرضها عرضا مناسبا بحسب موضوعاتها، وتصوير المخطوطات عبر(الميكروفيلم ) لتمكين الباحثين اليمنيين وغير اليمنيين من الاستفادة منها دون التعرض إلى المخطوطات الأصلية خشية إتلافها.
2- الاستفادة من محتويات المكتبة بأقسامها المختلفة من الكتب المطبوعة في مختلف التخصصات، والدوريات والرسائل العلمية الجامعية، وأقسام خاصة للانترنت والحاسوب.
3- ان إنشاء مثل هذه المكتبة سيحقق الكثير من الأهداف العلمية والاجتماعية، والاقتصادية. بحيث ستحقق أهدافا علمية كبيرة من خلال الاستفادة المباشرة دون الحاجة إلى كثير من حالات الابتعاث إلى الخارج التي تكلف الدولة الكثير من الأموال، إضافة الىان هذه المكتبة ستكون رديفا قويا للجامعات والمؤسسات العلمية، والمراكز البحثية التابعة للوزارات والهيئات والمؤسسات المختلفة. كما ان هذه المكتبة بوسائلها الحديثة ستحقق هدفا اجتماعيا رئيسا طالما عملت الدولة الكثير من اجل تحقيقه دون جدوى، انه القضاء على أوقات فراغ الشباب الذين يملئون فراغهم بتعاطي القات، وسيتم التقليص – إلى حد كبير- من هذه الظاهرة بتحويلهم إلى هذه المكتبة بصورة طوعية؛ ما دامت تتوفر فيها الوسائل العلمية والخدميةالحديثة، وبالتالي ستقلل من معدل ارتكاب الجرائم الناتجة عن الفراغ والاجتماعات السلبية للشباب التي تؤدي بعضها إلى التفكير بالقيام بأعمال مشبوهة.تتنافى مع أخلاقنا وعاداتنا.
4- وأخيرا، فإن أنشاء هذه المكتبة سيحقق لليمن سمعة عالمية، وستجذب إليها الكثير من السياح وطلبة العلم والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* باحث متخصص في التاريخ- جامعة صنعاء-












أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024