الأحد, 21-سبتمبر-2025 الساعة: 11:05 م - آخر تحديث: 11:01 م (01: 08) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
بالوحدة تسقط كل الرهانات
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الشهيد المناضل محسن الشكليه الحميري
أبوبكر محمد حسين الشكليه
في ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة
توفيق عثمان الشرعبي
آن أوان تحرير العقول
أحمد أحمد الجابر*
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
الوحدة اليمنية عهد لا ينكسر وأمل لا يموت
عبد السلام الدباء*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
نصر طه مصطفى -
الدين..الصحابة.. السياسة«2»
هناك مشكلة كبيرة نتوارثها في فهومنا تجاه الدين والسياسة والعلاقة بينهما على مدى أجيال عديدة فالدين هو المنهج السماوي المقدس الذي يجب إبعاده عن كل ما يمكن أن يدنسه وبالذات السياسة التي هي رجس من عمل الشيطان... ولاشك أن هذا الفهم صحيح بالنسبة للدين لكنه بالتأكيد ليس كذلك بالنسبة للسياسة، فالسياسة ليست نهجا شيطانيا بالضرورة والسياسي ليس شيطانا بالنتيجة... وقد شهد التاريخ مئات من الساسة الشرفاء الذين قدموا أروع النماذج في التضحية والدفاع عن حقوق شعوبهم وبلدانهم، كما شهد عالمنا المعاصر كذلك الكثير من هؤلاء المناضلين العظماء من أقصى الكرة الأرضية إلى أقصاها، وأكثر هؤلاء ليسوا مسلمين بمعنى أنه ليس بالضرورة أن يكون السياسي النزيه والمناضل الشريف مسلما بقدر ما ينبغي أن يكون متشبعا بقيم الخير والصدق والصبر والشجاعة وسلامة النفس وقوة الشكيمة والرغبة في العطاء والتضحية أيا تكن ديانته، ولاشك أن أمثال هؤلاء هم الذين قادوا شعوبهم للظفر والتحرر والانعتاق من كل أشكال الظلم والاستبداد.
إذن فليس بالضرورة أن يكون السياسي الحاذق والداهية متخليا عن كل الأخلاقيات النزيهة، لأن الكثير من المفكرين اليوم نجدهم للأسف يعتقدون أن السياسة هي الوجه الآخر للدناءة والخسة والكذب والنفاق وغير ذلك من الأخلاق المتردية وهو فهم إما أن يكون ناتجا عن فهم غير سوي للدين ووظيفته في المجتمع وإما أن يكون متأثرا بما نعيشه من حولنا – في العالم كله – من ممارسات سياسية مبتذلة... بل إن السياسي النزيه حتى لو كان داهية فإن الكثيرين يقدمونه ويتعاملون معه كما لو أنه أبله لا يفهم الحياة من حوله مع أنه – لعمري – أكثرهم فهما وعمقا وبعد نظر لأنه أكثرهم صدقا وبذلا وخلودا في ضمائر وقلوب الناس... وعلى كل حال فإن هذه الإشكالية في فهم السياسة والتعامل معها ستظل قائمة ويبدو من الصعوبة بمكان أن يقتنع أغلب الناس بفهم أفضل لها خاصة بعد أن راجت كتب مثل (الأمير) وما شابهها وأصبحت تقدم كما لو أن كل من قرأها وتمثل أفكارها وسلوكياتها هو من يمكنه أن يصبح سياسيا حقيقيا صاحب شأن ومكانة!
ومثلما كانت المعركة بين مفهومي (تسييس الدين) و(تديين السياسة) قديمة فإن المعركة بين مفهومي (السياسي الميكيافيللي) و(السياسي المستقيم) قديمة ومستمرة، وستظل المعركتان مستمرتان ولا أظنهما من المعارك التي يمكن أن تنتهي بالحوار والنقاش والمجادلة... ولذلك لازال الكثيرون يتناقشون حتى اليوم حول ما جرى في (سقيفة بني ساعدة) غداة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولا أظن هذا الجدل سينتهي يوما ما، فهناك من صوره وسيستمر بأنه انقلاب على وصية مزعومة من النبي للإمام علي بأن يتولى قيادة الأمة من بعده، وهناك من صوره بأنه انقلاب من المهاجرين على حق أصحاب المدينة المنورة بتولي القيادة بعد النبي الكريم، ولذلك يتعامل معه كثير من المثقفين اليوم إما باستمرار الحديث عن حق مسلوب للإمام علي وابنيه رضوان الله عليهم ومن بعدهما لذريتهما حتى يوم الدين، وإما بالحديث عن الانقلاب على القيم النبوية بالتنافس السياسي الدنيوي البحت بين المهاجرين والأنصار منذ اللحظة الأولى لوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، والمحصلة في الحالتين تبدو وكأن الصحابة رضوان الله عليهم تخلوا عن قيم الدين وتمسكوا بقيم السياسة بمفهومها اللاديني واللاأخلاقي وهذا افتراء خطير وبشع ومدمر ضد هذا الجيل الذي تشرب معاني الإسلام وقيمه الأخلاقية العظيمة من النبي الكريم مباشرة وأثبت هذا الجيل من الصحابة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم أنه أهل لحمل الرسالة والأمانة بكل طبائعهم البشرية وما يعتورها من نقص هو أمر طبيعي واعتيادي باعتبار أنه لا يوجد بشر كامل على وجه الدنيا منذ خلق الله سيدنا آدم عليه السلام وحتى اليوم بما في ذلك جميع الأنبياء عليهم السلام الذين كانوا معصومين بالوحي السماوي فقط الذي كان يسددهم ويصحح مواقفهم...
وللحديث بقية...








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025