السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 02:07 م - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
افتتاحية الثورة -
هل يتعلم هؤلاء؟!
ماذا يعني النجاح الديمقراطي الكبير الذي حققته الانتخابات التكميلية لملء المقاعد الشاغرة في مجلس النواب في الوقت الذي كانت فيه بعض القوى السياسية حتى آخر لحظة تراهن على فشل هذه الانتخابات وانتكاستها وعدم اكتمالها؟.
المفارقة الواضحة في هذا لا تحتمل أكثر من تفسير، هو أن تلك القوى التي جاء هذا النجاح مخيباً لآمالها، إما أنها قد عزلت نفسها عن الواقع وصارت غير قادرة على استيعاب الحقائق وفهمها، أو أنها التي أصبحت تبني مواقفها من منظور ما تطلقه من شعارات عنترية وضجيج إعلامي وزيف خطابي إلى درجة أنها تطلق الأكاذيب والأراجيف وتصدقها مما جعلها أسيرة لهذا المفهوم الذي صار بالنسبة لها هو المعيار الحاكم الذي تنظر من خلاله للمشهد السياسي والديمقراطي.
وميزة النجاح الذي حققته الانتخابات التكميلية البرلمانية أنها التي كسرت تلك الحالة الذهنية المسيطرة على هذه القوى السياسية وكشفت حجم الضبابية التي تحيط بمواقفها لتستمر في تكرار الأخطاء مرة تلو الأخرى بفعل طابع العناد والمكابرة التي تحول دون استفادة هذه القوى من كل دروس الماضي وإجراء مراجعة عقلانية ورصينة لتعاملاتها وتوجهاتها ومعرفة أبعاد أين أصابت وأين أخفقت والخروج برؤية تجعلها قريبة من الواقع واستيعاب أن الخيار الديمقراطي ليس مجرد هدف بل هو فلسفة سياسية وخيار استراتيجي اختاره المجتمع اليمني لتحقيق الاستقرار وتعزيز جهود التنمية وتكريس التداول السلمي للسلطة والانتقال من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية التي ينتظم في إطارها هذا التداول، بعيداً عن دورات العنف والصراعات الدموية، بعد أن أصبح الشعب مالك السلطة ومصدرها، يمنح ثقته لمن يشاء في صناديق الاقتراع ويختار من يرى فيه الصلاح للتعبير عن تطلعاته في التقدم والرخاء والتطور والازدهار.
وهنا يكفي التذكير في الرسالة التي أفضت إليها الانتخابات التكميلية والتي أكدت على أن من يعاني تمزقاً في أجندته السياسية هو وحده من سيبقى يستنزف حضوره بين صفوف الجماهير طالما عزل نفسه عنها، ولا يمكن لأي نخبة سياسية مهما كانت رؤاها وتصوراتها وقناعاتها أن تصبح ذات فاعلية ما لم تحرص على المشاركة والتواجد في كل الفعاليات الديمقراطية، مدركة أن الغياب لن يزيدها إلا انقطاعاً وتهميشاً وتلاشياً حتى تغيب كلياً عن الساحة الوطنية.
ولا تبدو الطريقة التي تعتمدها بعض القوى السياسية والحزبية مجدية على الإطلاق ولا نظنها ستجدي أيضاً مستقبلاً باعتبار أن الديمقراطية والانتخابات هي حق للشعب قبل أن تكون حقاً للأحزاب.
ونعتقد أن من المفيد لهذه القوى السياسية - التي ظلت تشكك وتسعى إلى إفشال الانتخابات التكميلية - أن تتعامل مع نتائج هذا الاستحقاق الديمقراطي بمنهجية عقلانية ومتبصرة تقودها إلى التعلم بدلاً من إضاعة وقتها وجهدها في المناكفات وإثارة الزوابع والأزمات التي تقابل باستهجان أبناء الشعب الذين بلغوا قدراً عالياً من الوعي، مما يصعب معه إلهاؤهم بذلك المنطق الممجوج واللعبة المكشوفة التي يغلب عليها الشطط والاندفاعات غير المسؤولة.
وما ينبغي التأكيد عليه مجدداً أن النجاح الديمقراطي الجديد قد أظهر أن الشعب الذي انتصر للديمقراطية لن يسمح بأي اختراق ينال من خياره الديمقراطي، ولن يسمح أيضاً بالمساس بثوابته الوطنية والمتمثلة بالنظام الجمهوري والوحدة الوطنية وأمنه واستقراره من أي كان.
وهو ما يتطلب من أولئك الذين يشعلون الحرائق والنزعات السيئة والممقوتة بغية التكسب من ورائها وممارسة الابتزاز، مراجعة أنفسهم والفهم جيداً أنهم بتماهيهم وصمتهم حيال الأعمال الخارجة على النظام والقانون سيكونون أول المتضررين وأول من سيدفع الثمن لتلك الأعمال التي يقترفها البعض تنفيذاً لأجندة خارجية مدفوعة الثمن.
ومن مصلحة هذه القوى السياسية إعادة النظر في سلبياتها وتقويم تصرفاتها والتمييز بين خلافها مع الحزب الحاكم وخلافها مع الوطن.
فلا يجب أن يكون الاختلاف في الآراء والأفكار والتصورات دافعاً للخصومة مع الوطن، فالوطن هو وطن الجميع ومسؤولية الحفاظ على أمنه واستقراره تقع على عاتق كل أبنائه دون استثناء سلطة ومعارضة أحزاباً وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني وغيرهم من فئات وشرائح المجتمع الذين هم في الأساس شركاء في هذا الوطن ويتقاسمون خيره وثماره، وذلك ما يتعين أن يكون حاضراً في الوعي العام، فالوطن عنوان عزتنا وكرامتنا وهويتنا التي نفاخر بها بين الأمم.
ومن يهن عليه وطنه يهن عليه دينه وعرضه ونفسه، وأسهل الطرق للسقوط في أن يصبح الإنسان منقاداً لنزواته وأهوائه ومصالحه الضيقة.
ومن الدرس الديمقراطي الجديد يجب أن يتعلم أولئك المراهقون الحمقى الذين يبنون بيوتهم فوق الرمال، فالعيب ليس أن يخطئ المرء ولكن العيب كل العيب أن يكرر الأخطاء وأن يستمر متشبثاً بغبائه وأهوائه وغرائزه وتعرجاته التي تقذف به إلى المهالك ليبقى غارقاً في الأوحال إلى ما لا نهاية.









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024