الخميس, 08-مايو-2025 الساعة: 09:39 م - آخر تحديث: 08:23 م (23: 05) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الصَّارُوخُ الْيَمَانِيُّ الْعَظِيمُ الذي زَلْزَلَ الكيان
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
فنون ومنوعات
المؤتمرنت -
العندليب.. خلود بين أحضان الحبايب!
حليم قيثارة شجن طربت لها الافئدة وتعاظم شأنها بعظمة أنغامها، وكما كان لها تأثيرها الايجابي على المحبين أوغرت صدور الكارهين بالحقد والضغينة فما من صوت قعيد متواضع إلا واتهم عبدالحليم حافظ بأنه السد المنيع الذي يحول بينه وبين المجد والشهرة، والأمثلة في هذا المضمار كثيرة ولاتزال محل دهشة واستنكار فالبعض الباقي على قيد الحياة الى الآن يعيش مغبوباً مغلولا من ظاهرة عبدالحليم التي مثلت له عقدة لم يستطع تجاوزها برغم مرور ما يقرب من نصف قرن على وفاة المطرب الأسطورة وتغير ملامح الأغنية وتشوهها - ذهب حليم وذهبت سطوته وانتهى نفوذه ولم نر شبيهاً أو نسمع صدى لأصوات أخرى، الشاهد الوحيد لغيابه ودلائل الفراغ هي تلك الأجساد العارية والإيقاعات السريعة، لقد أصيبت الأغنية بذات التحولات التي اصابت المجتمع ففقدت توازنها بعد ان كانت أداة من أدوات التغيير في فترات الحراك الثوري، حيث الصلة بينها وبين الجماهير قوية ودورها قائم على قدم وساق فهي شريك في بناء السد العالي وتأميم قناة السويس وحرب الاستنزاف وانتصار أكتوبر، غير أنها ضمدت الجراح، إبان وقوع النكسة ورفضت الاستسلام وألهبت القلوب بالحماس عبر صوت العندليب الأسمر الذي غنى' خللي السلاح صاحي، إبنك يقولك يا بطل، عدى النهار، البندقية'، تعبيرا عن التمسك بالنصر حتى في لحظات الإنكسار وبالطبع لم تصدر تلك الأغنيات القتالية من فراغ، ولكنها كانت ترجمة لإيمانه المطلق بحق الشعب المصري في تحرير أراضيه وتقرير مصيره.
ولم يقتصر دور الأغنية الوطنية التي ازدهرت في عهد عبدالحليم حافظ على القضايا المحلية وإنما شملت كل القضايا العربية ودقت ناقوس الخطر على كل أبواب الأقطار العربية وعملت على دعم وإشعال ثورات التحرير في شتى البلدان المحتلة فغنى حليم كلمات عبدالرحمن الابنودي ومحسن الخياط وعبدالرحيم منصور وشدا بألحان كمال الطويل وبليغ حمدي ومحمد الموجي عشرات الملاحم والأغنيات يأتي من بينها أغنية 'المسيح' عن القدس المحتلة وأرض 'الجزاير' ولثورة اليمن جاءت أغنية 'يا حبايب بالسلامة' للعائدين من الثورة المظفرة، لم يغفل أي من الشعراء وعلى رأسهم صلاح جاهين الذي كتب' بالأحضان، وصورة، ويا أهلا بالمعارك' الواجب القومي تجاه كل أشقاء العروبة فقد كان عبدالحليم حافظ بمثابة 'المارشال' حتى أنه مُنع ذات يوم من دخول بريطانيا في واحدة من رحلات العلاج المكوكية واحتجز في المطار بحجة انه يحرض على مناهضة بريطانيا العظمى في أغانيه وأخبره أحد المسؤولين بالمطار أن اسمه وارد في القائمة السوداء، كان ذلك في أعقاب العدوان الثلاثي على مصر عام 56، فقد فطنت القوة الاستعمارية الإمبريالية الى تأثيره الجماهيري - الشعبي الخطير فأرادت أن تعاقبه وتثنيه عن مهمته الثورية - الوطنية التي نذر صوته لها وهو الذي اقسم ان يغني في لقاء له أغنيته الشهيرة 'أحلف بسماها وبترابها' حتى تُمحى آثار العدوان وظل كما قال الإذاعي الكبير الراحل جلال معوض وفياً باراً بالقسم.
فالأخير أيضا ابن الثورة وشريك في معارك النضال والشرف والمذيع المعتمد من القيادة السياسية والذي شارك الرئيس عبدالناصر كل رحلاته من أجل القضايا العربية، ففي مؤتمر باندونغ حملت الجماهير سيارة الزعيم من فوق الأرض لتأكيد تأييدها وولائها للرجل الاستثنائي في تاريخ مصر الحديث، تلك كانت ملامح المشهد السياسي كله في مرحلة الخصوبة الثورية - مرحلة الخمسينيات والستينيات قبل بداية حكم 'كامب ديفيد' وعصر الانفتاح وما تلاه من عصور الخصخصة التي أفرزت ثقافة أغاني المناسبات والاحتفال بالشخص لا بالنصر والتركيز على ملهاة البطولات الكروية كبديل لفن البطولات الحقيقية الذي سردنا بعضا منه فيما سبق من سطور، وعودا على ذي بدء تتحتم المقارنة في هذا المقام بين مطرب كان يحمل على كاهله أعباء المسؤولية الوطنية ومطرب شبابي آخر يحمل في بوسترات الدعاية أثقالاً لإبراز عضلاته المفتولة باعتباره مصارعا قويا في حلبة غنائية امتلأت بالفتوات وخلت من المطربين.
رحم الله عبدالحليم حافظ

القدس العربي








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "فنون ومنوعات"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025