الالاف يشاركون في احتجاجات عيد العمال بأوروبا شارك مئات الاف الاشخاص في التجمعات الحاشدة في عيد العمال في أنحاء أوروبا يوم السبت حيث احتج معظمهم على سياسات التقشف الحكومية بعد الازمة المالية العالمية. وفي اليونان حيث تعهدت الحكومة تحت وطأة الديون بتقليص الميزانية لتأمين الحصول على صفقة انقاذ من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي أحرق المحتجون صناديق القمامة وأضرموا النيران في حافلة للبث التلفزيوني الخارجي. وأغلقت المحال التجارية وخلت شوارع العاصمة اليونانية على غير العادة من المارة باستثناء مسيرات احتجاج كانت في طريقها الى البرلمان الذي يبعد بضعة أمتار من وزارة المالية حيث يجتمع مسؤولون من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي منذ أيام للاتفاق على مجموعة جديدة من اجراءات التقشف. وهتف المحتجون "لا للمجلس العسكري لصندوق النقد الدولي" في اشارة الى الديكتاتورية العسكرية التي حكمت اليونان في الفترة من 1967 حتى 1974. وتهدف خطة المساعدات الى اخراج اليونان من أزمة ديون قاسية دفعت اليورو للهبوط وهزت الاسواق في أنحاء العالم ولتجنب انتقال الازمة الى دول أخرى في منطقة اليورو. وكان المتظاهرون يهتفون في طريقهم الى البرلمان "ارفعوا أيديكم عن حقوقنا ليخرج صندوق النقد والمفوضية الاوروبية " وفي احدى المسيرات أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مجموعة من المحتجين كانوا يحاولون الوصول الى البرلمان. ويزعج احتمال وقوع أي اضطرابات شعبية جديدة في اليونان المراقبين خصوصا بعد أن أظهر استطلاع للرأي نشر في أثينا يوم الجمعة أن أكثر من نصف اليونانيين قد ينزلون الى الشوارع اذا ما أقرت الاجراءات الجديدة. وفي ألمانيا وهي مساهم رئيسي في خطة انقاذ اليونان قالت الشرطة انها احتجزت ما يقرب من 250 شخصا من المتطرفين اليمينيين الذين اقتربوا من جماعات من الاجانب في حي تجاري في غرب برلين ورشقوا قوات الشرطة بالحجارة والزجاجات. وفي احتجاج أخر في عيد العمال قام ما يقرب من عشرة الاف متظاهر من المناهضين للنازية بمحاولة اعاقة مسيرة تضم 500 يميني. وفي فرنسا خرجت أعداد من المتظاهرين قدرت بحوالي 300 ألف شخص الى الشوارع في عدة مدن في منتصف يوم السبت في اطار مظاهرات عيد العمال التقليدية التي تنظمها النقابات العمالية دائما يوم الاول من مايو ايار في العديد من الدول. وكانت خطط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لاصلاح نظام المعاشات على رأس الموضوعات التي يحتج عليها المتظاهرون الى جانب المخاوف العامة بشأن ضمان وظائفهم في ظل الازمة المالية. وفي روسيا اجتذب تجمع حاشد في عيد العمال الالاف من أنصار الشيوعية الذين خرجوا الى شوارع موسكو حاملين لافتات حمراء وصورا للدكتاتور السوفيتي الراحل جوزيف ستالين. وفي مظاهرة منفصلة وقفت قوات شرطة مكافحة الشغب تشاهد مئات الناشطين المعارضين وهم يتظاهرون ضد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مشبهين حكمه بحكم ستالين في مظاهرة نادرا ما تسمح بها السلطات. وهتف المتظاهرون ومن بينهم لاعب الشطرنج السابق جاري كسباروف وهو واحد من أشد منتقدي الكرملين "بوتين هو ستالين. بوتين هو بريجنيف. روسيا بدون بوتين." وتتهم المعارضة بوتين باخراس المعارضين وتقييد الحريات عندما كان رئيسا للبلاد بين عامي 2000 و2008. كما تلقي المعارضة باللوم على بوتين أيضا في انتهاج سياسات اقتصادية عمياء تشبه سنوات الركود في عهد الرئيس السوفيتي ليونيد بريجنيف في الوقت الذي يواصل فيه الهيمنة على السياسات الروسية بعد اختياره لخليفته ديمتري ميدفيديف وتوليه منصب رئيس الوزراء تحت رئاسته. وفي تركيا احتشد أكثر من 100 ألف عامل في ساحة بوسط اسطنبول يوم السبت للمشاركة في الاحتفالات بعيد العمال التي تقام هناك للمرة الاولى منذ أواخر السبعينات حينما ارتكب مسلحون مجهولون مذبحة راح ضحيتها العشرات. وتدفقت مجموعات من ستة اتحادات عمال وأحزاب سياسية على ساحة تقسيم وهم ينشدون ويرددون شعارات مثل "عاش عيد العمال." ولوحت الحشود بالاعلام التركية ذات اللونين الاحمر والابيض وبرايات أحزاب. رويترز |