الأربعاء, 29-مايو-2024 الساعة: 04:14 ص - آخر تحديث: 02:26 ص (26: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المستقبل للوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الاحتفاء بـ22 مايو تجسيد للصمود
د. علي مطهر العثربي
الوحدة اليمنية.. بين مصير وجودها الحتمي والمؤامرات التي تستهدفها
إبراهيم الحجاجي
الوحدة.. طريق العبور الآمن إلى يمن حُر ومستقر
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬ قاسم‮ ‬لبوزة‮*
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي
المؤتمر نت -

المؤتمرنت -
غزة تتشح بالأسود بعد نعي أسطول الحرية
لم يعد بحر غزة مثلما كان من قبل، أو لعل الأمر خيل هكذا للغزيين الذين تأملوه بعد مأساة "مجزرة أسطول الحرية"؟ فقد بدا يوم الواحد والثلاثين من شهر أيار/مايو 2010 بالنسبة لهم هادئا وكئيبا على غير عادته...

كأنه أب مكلوم فُجع بـ"شهدائه" على متن أسطول الحرية، راح يستجمع شتات "نفسه" من بين حطام المأساة، وراح يحصي وسط شعوره بمزيج عجيب غريب من مشاعر لا تحصى احتوى الغضب والذهول والحزن أعدادهم المتتابعة في الارتفاع: واحد.. ثلاثة..ستة..عشرة..ستة عشر.. و الآن تسعة عشر.. فيما كانت غزة تتأمله في صمت أم ثكلى اتشحت باللون، وراحت تنتظر بقلق أي أخبار عمن بقي حيا من "زوارها" البؤساء.


"بركان الغضب"
كنت أشبه بـ"ترمومتر حي" يقيس حرارة الغضب الذي راح يتنامى حتى عند أكثر الناس برودا ولامبالاة في غزة: جاء أمس كيوم حار شديد الوضوح ليكشف عن مدى الثورة التي تشتعل في كل ركن.

لو طفت شوارع غزة من الشرق إلى الغرب، ثم اتجهت من الجنوب إلى الشمال، لرأيت ذات المشهد في محلات البقالة والحلاقة ومحلات بيع المأكولات الشعبية والأدوات الكهربائية والمقاهي على اختلاف روادها: "تظاهرات صغيرة" استدارت جميع رؤوس أصحابها نحو جهاز التلفاز أو الراديو، فيما كانت علامات القلق والترقب على وجوههم واضحة لا تحتاج للترجمة.. حتى عندما تسير في الشوارع، فإن أصوات أجهزة التلفاز العالية ستصل أذنيك دونما أي عناء .

عندما تصل الميناء تجد أن أعلام "الفرح" وشعارات الترحيب قد استبدلت على عجل بـ"لافتات غاضبة"، وشعارات تطالب بالثأر لـ"شهداء المجزرة"، فيما بدأ "المعزون" والمتظاهرون الغاضبون يأتون تباعا إلى المكان.

متضامن أمريكي يدعى "بيترسون"، ويعمل بإحدى المؤسسات غير الحكومية بدأ حديثه بكيل من "شتائمه المقذعة" على الإسرائيليين و "سيل" آخر من السخط الجارف بشكل "أكثر تهذيبا"، فيما كانت ملامحه الشقراء الممتعضة تشي بما يشعر به.

ويضيف لـ"فلسطين":" يا له من يوم قاتم! هل تعتقد بأن دماء من سقطوا ذهبت هدرا؟ أؤكد لك بأنها ستكون "شرارة" لعنة ستستعر حتى تحرق الإسرائيليين. والنصر في النهاية سيكون حليف غزة..وسترى!

الطالب أدهم جمال (18 عاما) التقته"فلسطين" أيضا على الميناء وعن شعوره يقول: لقد أتيت هنا لأعبر عن استنكاري لما حدث أسوة بالبقية، من زملائي الذين جاؤوا لذات المكان فقد أردت أنا وزملائي أن نثبت أننا كبار بما فيه الكفاية لنتضامن ونعبر عن شعورنا بالغضب تجاه ما حدث.

مدير مؤسسة I.H.H الإنسانية التركية، محمد كايا بدا في أسوأ حالة من التأثر والثورة وله كل الحق: أليس جل الشهداء من أبناء بلاده؟ اقتربت إليه طالبا منه حديثا صحفيا فنظر إلي بوجهه الأشيب الذي ضاعف الإعياء والأسى الشديدين عدد التجاعيد فيه، قبل أن يرد علي بعربية متكسرة: أعذرني يا أخي.. لكنني لا أستطيع فعل ذلك الآن! لا زلت تحت الصدمة كما ترى..

المزيد من "السخط"..
كان هدير آخر غير هدير البحر يصم أذني: إنه هدير المولدات الكهربائية التي تراصت جنبا إلى جنب لتمد بالكهرباء المحلات التجارية المختلفة في منطقة الجندي المجهول، نقطة المرور الرئيسية لأي مظاهرة في غزة..

فيما كان أبو خالد (45 عاما)، سائق سيارة الأجرة التي أقلتني إلى المنطقة، يطلق العنان لغضبه هو الآخر: لعن الله الإسرائيليين! لقد قتلوا فرحتنا يا أخي، إذ أن جميعنا يعلم بأن ما سيجلبونه من مساعدات سيكون رمزيا، لكنهم لم يريدوا أن يرفع أحدهم معنوياتنا في هذا السجن البائس الذي يحتوينا! لكن ما يثير جنوني هو الموقف العربي الباهت تجاه هذه المأساة، مقابل المواقف الغربية القوية..

وسط تأملي لحالة الغليان في غزة، رحت أتابع تطورات قضية أسطول الحرية بسرعتها "الصاروخية"، من خلال أسئلة الجالسين والمتناقشين في منطقة الجندي المجهول: " أسمعت؟ تركيا استدعت سفيرها في (إسرائيل).. اليونان أيضا.. لحقتها السويد الآن.."، في تفاعل سريع وغريب مع الأخبار العاجلة في وسائل الإعلام، فيما كانت منصات وسرادقات تقام قبالة المجلس التشريعي، مع لافتات باللغتين العربية والإنجليزية تعبر عن استنكارها للحدث، فيما كان ينادي أحد العمال زميله: لقد نصبنا اللافتات والأعلام الفلسطينية بشكل جيد، والآن بقيت أعلام تركيا. كم علماً لدينا منها حتى الآن؟- ثلاثة فقط؟! نحن بحاجة إلى المزيد!

حقيقة (إسرائيل)
في أحد محلات بيع الأجهزة الكهربائية، وجدت أحمد الأشقر ( 25 عاما)، يتأمل إحدى المحطات الإخبارية العربية، نظر إلي بعينين مليئتين بالشجن، قبل أن يقول: فلتذهب المساعدات إلى الجحيم! ما أحزنني بشدة هو سقوط هذا العدد من الشهداء والجرحى، والذي أعتقد أن أيا منا لم يتوقعه، لكنني متأكد من أن (إسرائيل) ستدفع ثمناً ما ارتكبته غاليا، كما أن الأسطول نجح في كشف حقيقة الإسرائيليين، وهو من وجهة نظري "نصر مهم بكل المقاييس..

في مظاهرة متجهة للميناء، وجدت ناهض مروان (50 عاما) بمأساته الخاصة، فقد كان ينعى "شهداء الأسطول" و"حُلمه" الذي قتله الإسرائيليون أيضا! إذ كان يمني نفسه بالحصول على كرسي كهربائي وعدته به إحدى الجمعيات الخيرية حال تسلمها إياه من قبل منظمي الأسطول، إلا أن مصير ذلك الكرسي التعس كان "مخازن ميناء اسدود"!

يقول ناهض: " أصبت عام 2004 بصاروخ من طائرة "أباتشي" أفقدني ساقي اليمنى، اعترف الإسرائيليون فيما بعد بأنه أطلق خطأ علي!! ورحت أجوب الجمعيات الخيرية بحثا عن كرسي كهربائي ييسر أمور حياتي، خاصة وأن أطفالي صغار ولا يستطيعون دفع كرسيي العادي بسبب وزني الثقيل. وأنا أمامك لا زلت أعاني بانتظار هذا "الكرسي" الذي قد لا أراه أبدا لأظل أسير معاناتي! ".

المصدر: فلسطين أون لاين








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024