الجمعة, 14-نوفمبر-2025 الساعة: 11:31 م - آخر تحديث: 11:28 م (28: 08) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
الثورة اليمنية.. وأخطار اللحظة التاريخية
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
قراءة لمقال بن حبتور في الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر
محمد الجوهري
الشَّهِيدُ هَاشِم الغُمَارِي سَيَظَلُّ قِنْدِيلاً مُتَوَهِّجاً فِي مَسِيرَتِنَا
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
موسوعة البروفيسور بن حبتور... حين يُرمم الفكر وجعَ الوطن المكلوم
عبدالقادر بجاش الحيدري
شجونٌ سبتمبرية وأكـتوبرية
حمير بن عبدالله الأحمر*
في ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة
توفيق عثمان الشرعبي
آن أوان تحرير العقول
أحمد أحمد الجابر*
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
د/ سعاد سالم السبع -
متى سيشعر الأستاذ الجامعي بالأمان في جامعته؟!
تعد الجامعات الحكومية الصرح الأساس الذي يناط به تحمل أعباء التنظير والتخطيط للتنمية المستدامة في البلد؛ ويعني هذا أن جامعاتنا الحكومية تحتاج إلى إثبات وجودها وتفوقها من أجل أن تظل هي الأقوى بين المؤسسات الأخرى، وبخاصة في ظل تحديات الجامعات الأهلية والخاصة.
ولأنني ابنة إحدى الجامعات الحكومية فإنني أتمنى دائما أن تبقى الجامعات الحكومية المرجعية الأولى للجامعات الأهلية، وبيت الخبرة العريق لكل مؤسسات المجتمع الحكومية والمدنية.
أعرف أن المسئولين في وزارة التعليم العالي وفي الجامعات الحكومية يجتهدون بشكل واضح من أجل تطوير الجامعات، ولكن يبقى التطوير حبرا على ورق إذا لم تتخذ آليات سريعة لتنفيذ عمليات التطوير، وستبقى عمليات التطوير أوهاما ومجرد شعارات إذا لم يكن عضو هيئة التدريس متواجدا بقوة في برامج التطوير بحيث يتفاعل مع عملية التطوير، ويتحمل الجزء الأكبر فيها، لأن أساتذة الجامعة هم العمود الفقري لعملية البناء الحقيقي لمستقبل الجامعات بالدرجة الأولى ، وميزان تغيير الأمة إن أحسنت الجامعات استثمارهم...
وجامعاتنا الحكومية تمتلك رصيدا ضخما من الأساتذة العظماء الذين يمثلون النخبة العلمية المتميزة في المجتمع؛ من حيث العلم والمهارات والأخلاق والصبر والحكمة والتسامح والتفاني في خدمة البلد والإبداع في تخصصاتهم , ولكنهم محتاجون إلى تفعيل قدراتهم، وإشراكهم في كل خطوات التنمية والتطوير، لأنهم بيوت الخبرات المتعددة وقد كلفوا الدولة كثيرا لتأهيلهم؛ فينبغي استثمارهم في تطوير الجامعة أولا والمجتمع ثانيا...أما إذا بقي الأستاذ الجامعي رقما عاديا في عناصر العمل الجامعي فلن تثمر جهود التطوير مهما طال الزمن ومهما كانت التكاليف..
ويبدأ تطوير الجامعة الحقيقي بتحسين ظروف أستاذ الجامعة ليخلو ذهنه من كل مشاغل الحياة العادية، ويتفرغ لأدواره الجامعية الأساسية (التدريس-البحث العلمي- خدمة المجتمع).
استثمار الأستاذ الجامعي من قبل جامعته واجب وطني، واقتصادي سوف يرفع شأن الجامعة، وسيغنيها ماديا ومعنويا إذا أحسن استثماره في تطوير الجامعة؛ فقد قضى ما يقارب العشرين سنة في البحث والتحصيل والتدريب على قيادة المجتمع، ومن الخسارة أن تستنفد طاقة الأستاذ الجامعي -الذي كلف البلد كثيرا- في توفير العلاج أو لقمة العيش له ولأسرته، أو أن يبقى الأستاذ الجامعي جامدا مهمشا لا تذكره الجامعة إلا في صفحات النعي، أو أن يُدفع عمدا ليتحول –رغما عنه- إلى مناهض لعملية التطوير، أو أن تُستثمر جهوده جهات أخرى أكثر من جامعته..
لن يحدث تطوير في الجامعة إذا ظل الأستاذ الجامعي محتاجا لما يشبعه من جوع ويؤمنه من خوف, الأمن الغذائي والسكن والتأمين الصحي وإشباع الاحتياج المعرفي هي الأسس المهمة التي تعيد للأستاذ الجامعي حيويته وتوهجه وتدفعه بصدق للاهتمام بأداء الأمانة التي حملها على عاتقه وهو يستعد لنيل شرف الانتساب للجامعة..
ستضيع كل الجهود التي بذلتها وتبذلها الدولة لتطوير الجامعات إن لم يشعر أعضاء هيئة التدريس أن لديهم حماية نفسية وصحية وغذائية في جامعاتهم، وستتجمد قدرات أعضاء هيئة التدريس وينطفيء انتماؤهم الوطني إن لم يجدوا فرصا غنية داخل جامعاتهم ليبدءوا تغيير أنفسهم ومعارفهم ومهاراتهم، بحيث يرتبطون بكلياتهم، ويشعرون بالانتماء للمؤسسة التي يعملون فيها، فيشاركون في تطوير البحث العلمي من كلياتهم، ويساهمون في خدمة المجتمع باسم جامعتهم، ويجددون في أساليب تعاملهم مع الطلبة، ويحرصون على بناء شخصيات طلبتهم بناء سويا متكاملا بعيدا عن العقد النفسية والتطرف.
عمل أستاذ الجامعة لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه عمل عادي يمكن أن يؤديه عضو هيئة التدريس في ساعات المحاضرات، ثم يتفرغ ليلتحق بعمل آخر يحسن من خلاله دخله وصحته، عمل الأستاذ الجامعي عمل متواصل طوال الأربع وعشرين ساعة( يطلع ويبحث ويخطط ويدرِّس ويرشد ويؤلف ويقدم المشورات العلمية، ويقيم الواقع، ويتواصل مع زملائه ومع طلبته علميا ويشارك في أنشطة التطوير، ويتفاعل مع قضايا المجتمع ويتنبأ،ويواكب التطورات والأحداث) ، ولا أبعد عن الحقيقة إذا ماجزمت أن الأستاذ الجامعي لم يعد يعيش حياة طبيعية في محيط أسرته، فهو مثقل بدوره الجامعي حتى في ساعات منامه، ولذلك لا بد أن يعاد النظر في كيفية تفعيل دور الأستاذ الجامعي في خدمة الجامعة!!
حينما يشعر الأستاذ الجامعي بالأمان والرضا النفسي داخل كليته، فسوف يستثمر كل طاقاته لتطوير جامعته، وبالتالي ستصل الجامعات إلى مستوى الجودة المأمولة للاعتماد الأكاديمي العالمي، وهذا ما نرجو أن يتم في القريب العاجل...








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025