كوريا الشمالية تحذر واشنطن من مناورة عسكرية حذرت كوريا الشمالية من أن مضي الولايات المتحدة قدما في مناوراتها البحرية مع كوريا الجنوبية في البحر الأصفر والمقررة الأحد ستكون لها تداعيات لا يمكن التكهن بها، في وقت توعدت سول بالانتقام لمقتل اثنين من جنودها في القصف الكوري الشمالي على جزيرة يونبيونغ الثلاثاء الماضي. وجاء التحذير الكوري الشمالي في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية وسط تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ هجوم الثلاثاء الماضي. وقالت الوكالة إنه إذا ثبت صحة مقتل مدنيين كوريين جنوبيين في القصف الكوري الشمالي فإنه يعد أمرا مؤسفا، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن سول هي التي يجب أن تتحمل المسؤولية لاستخدامها هذين المدنيين دروعا بشرية. وقالت إن الولايات المتحدة يجب أن تتحمل أيضا المسؤولية لتدبيرها كل هذه السلسلة من الأحداث لتبرير إرسال حاملة الطائرات "جورج واشنطن" للمشاركة في المناورات البحرية مع كوريا الجنوبية. وفي هذا السياق أعلن السفير الكوري الشمالي لدى إيطاليا هان تاي سونغ أن بلاده "يقظة وليست قلقة" من هذه المناورات. ونقلت وكالة آكي الإيطالية للأنباء عن سونغ قوله في رسالة خاصة إن القوات المسلحة الكورية الشمالية ستعود إلى اتخاذ تدابير عسكرية مضادة "من دون أي تردد"، معتبراً أن ما صدر عن بيونغ يانغ في الأيام الأخيرة لم يكن سوى رد فعل على استفزاز. وقال السفير الكوري الشمالي إن بلاده رأت في المناورات العسكرية التي أجرتها كوريا الجنوبية في وقت سابق من هذا الأسبوع في جزيرة يونبيونغ "محاولة بائسة للدفاع عن خط الحد الشمالي غير القانوني". يذكر أن خط الحد الشمالي هو خط ترسيم الحدود الذي وضعته الأمم المتحدة ويقع خارج نطاق الهدنة المبرمة بين الكوريتين في العام 1953، حيث تقول بيونغ يانغ إنها على استعداد لمناقشته من خلال اتفاق سلام من دون وساطة أي قوة خارجية. وقالت كوريا الجنوبية إن جارتها الشمالية هي التي بدأت الهجوم المدفعي، وهو ما نفته بيونغ يانغ معترفة بأنها شنت هجمات بالمدفعية على كتيبة بحرية كورية جنوبية الثلاثاء الماضي ولكن ردا على قصف كوري جنوبي. في هذه الأثناء طالب الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك الوزراء وكبار المسؤولين في بلاده بالاستعداد للمزيد من "الاستفزاز الكوري الشمالي" أثناء المناورات المشتركة مع الولايات المتحدة من خلال التعاون مع القوات المشتركة الكورية الجنوبية الأميركية. من جهته توعد قائد القوات البحرية الكورية الجنوبية الفريق يو نك جون بالثأر لقتلى القصف الكوري الشمالي مهما كان الثمن، وقال إن قوات البحرية ستجعل كوريا الشمالية "تندم على تسببها في فقدان اثنين من الجنود" الجنوبيين. وجاء هذا الوعيد أثناء مراسم تشييع هذين الجنديين اللذين قتلا في الهجوم المدفعي الكوري الشمالي على جزيرة يونبيونغ. وأعقب التشييع تنظيم مظاهرة في العاصمة سول ردد المشاركون فيها هتافات تطالب برد قوي وحازم على كوريا الشمالية وضرب القصر الرئاسي في بيونغ يانغ. كما أحرق المتظاهرون علما لكوريا الشمالية وصورة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل. وتخللت المظاهرة اشتباكات بين عشرات المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب أمام مبنى وزارة الدفاع احتجاجا على ما وصفه المتظاهرون بضعف رد الفعل الحكومي على القصف الكوري الشمالي. تطمينات وضغوط وعلى وقع دقات طبول الحرب بين الكوريتين، حاولت الولايات المتحدة تهدئة مخاوف الصين بشأن المناورات التي ستجريها مع كوريا الجنوبية، وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن تلك المناورات "ليست موجهة" إلى الصين وإنه تم إبلاغ بكين بها. وقال المتحدث باسم الوزارة إنه "على غرار المناورات السابقة في البحر الأصفر غرب شبه الجزيرة الكورية، تتخذ هذه العمليات طابعا دفاعيا وتهدف إلى تعزيز الردع ضد كوريا الشمالية". ولكن وزارة الخارجية الصينية أكدت أنها تعارض الأعمال العسكرية في منطقتها الاقتصادية الحصرية، وهي منطقة تمتد إلى نحو 200 ميل بحري من ساحل البلاد. وقالت الوزارة في بيان "الأولوية القصوى الآن موجهة لإبقاء الوضع تحت السيطرة وضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث". وفي السياق ذاته طالبت واشنطن بكين بتصعيد ضغوطها على كوريا الشمالية. وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايكل مولن في مقابلة مع شبكة سي أن أن "يصعب معرفة سبب عدم قيام الصين بالضغط بشكل أكبر.. إحساسي أنهم يحاولون السيطرة على هذا الرجل (الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل) ولست متأكدا من أنه يمكن السيطرة عليه". وأضاف أنه "ليس شخصا يمكننا أن نثق به وهذا هو السبب في أهمية هذا الجانب من القيادة من جانب الصين لأنها البلد الوحيد القادر على التاثير على كوريا الشمالية". وقال مولين إن الطموحات النووية الكورية الشمالية وعدم القدرة على التكهن بتصرفات زعيمها زادت من التهديد بعدم الاستقرار الإقليمي الجزيرة نت |