الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 09:55 م - آخر تحديث: 09:47 م (47: 06) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المستقبل للوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - حمود خالد الصوفي - محافظ محافظة تعز
بقلم/ حمود خالد الصوفي -
بين عينيه يشرق وطن كبير
أيها الحشد الكريم القادم مواكب مجدٍ من مدارات النجوم في صبر الأشم، ومن قرى الحجرية المتزرة بالبيادر العامرة بثمار العطاء.
من مديريات ساحل البحر الأحمر الدافئ المترف بالسخاء.
من جبل حبشي المعطر بنفثات الباهوت، ومئذنة ابن علوان السامقة.. من حقول خدير، ورحاب ماوية والتعزية، وتلال وسفوح مقبنة وشرعب.
أيها الحشد الواقف هنا في ميدان التمسك الشعبي بالخيارات الوطنية، وحماية الدستور في يوم الوفاء للديمقراطية، والرفض للحالمين بمحوها من دفتر الحياة السياسية، والمتأهبين للانقلاب عليها، والقفز على مواعيد استحقاقاتها الدستورية.
مرحباً بكم في تعز المتدثرة دائماً بفخر احتضانها لقائد كلما تتالت لحظات الوقت، وتعاقبت فصول الدهر تعاظم حرصه على أن تكون تعز المدينة والناس.. تعز الحاضر والحضور المتنامي في ذاكرة لا يغفلها التاريخ، ولا يخطئها الزمن.. محطة انطلاقته الظافرة، ومتكأه الدافئ الذي يأنس إليه في لحظات تأملاته الفلسفية، وحين يرسم في جبين الأفق سبل الخلاص.
يعود إليها وبين عينيه يشرق وطن كبير، كسب رهان الأمن والأمان، وانتصر لأحلام الناس الذين انتابتهم المخاوف، وساورتهم الظنون، وظلت أيديهم على قلوبهم طوال دورة خليجي عشرين.. إذ لم يكن الفوز بكأس البطولة هو الأمل المنشود فحسب، ولكن نجاح الاستضافة بهذا القدر من الروعة والإتقان كان هو جل اهتمامنا، ومبعث فخرنا وغاية رجائنا.
كنا في وجلٍ من وطاويط الخرائب أن تجهز على حلمنا، وتمزق أشرعة النهار الذي أردناه لأنفسنا.. كنا في لحظة ضعف إنساني محض.. نريد أن نقول له: لا تغامر، فدروب الأمل طويلة، وموحشة، وحطاب الليل يرصدون أحلامنا ليجهزوا عليها قبل أن ترى النور، ونسينا في غمرة الذهول الذي أطبق خناقه علينا أننا نمضي خلف حكيم هو من يفتح لعيوننا نوافذ اليقين، ويوقد في دروبنا مشاعل الضوء، ويمضي بمراكبنا صوب المرافئ الآمنة.
لقد أرادها رسالة للذين عقدوا الرهان على عزة اليمن وكرامتها، حيث العزة والكرامة مرادف للاستمرار في الحياة، وهو ما يفسر الإصرار وروح التحدي، ومجابهة الخيارات المفروضة دون تراجع، حيث لا يفوز بالرهان إلا فارس أصيل، وقائد يحترف البطولة، ويعشق السير فوق المخاطر بثقة العارف المستنير... من خير الحياة كراً دون فر، وصلابة دون مهادنة، ودهاء دون مغامرة..
فهل استوعب من يفترض بهم أن يكونوا شركاءنا في الممارسة الديمقراطية.. هذا المغزى البعيد؟ حين تغدو المشاركة الإيجابية في الحياة السياسية هي الخيار الأمثل نحو حصاد مثمر لمزيد من المكاسب، والنجاحات التي ننشدها معاً.. هل استوعب رفاقنا في مشوار البناء المستقبلي حتمية الحوار الوطني من أجل يمن يتحرر من عبودية الارتهان إلى الإرث الماضوي، ويخوض استحقاقاته الديمقراطية بجدارة الرصيد الشعبي الممتدة منافعه بين أوساط الناس.
لكن الأحداث التي مرت بها بلادنا في السنوات الأخيرة، قد برهنت أن المكسب الحقيقي لم يكن اللقاء المشترك، وإنما هو الفهم المشترك لحاجاتنا، ومقتضيات أمننا، وحرصنا على صون مكتسباتنا وفق رؤية عامة مشتركة بمختلف هواجس الحياة.
تصغي لصوت الحوار والعقل الممتلك للحكمة الموائمة بين خصائص الداخل ومؤثرات المحيط الإقليمي والإنساني، واستيعابها بمرونة لا تسلبنا التميز، ولا تحجب عنا الجديد المتميز.
فالحوار في جوهره الحقيقي هو صبغة مشتركة لفعل مشترك تقدم عليه كل الأطراف وفق رؤية موضوعية تكرس مفهوم الشراكة الفاعلة بين السلطة والمعارضة، وبما يعزز مسيرة التطور الديمقراطي، ويهييء بيئته ومناخاته.
لكن، ومتى ما أصبح الحوار ورقة ضغط، وابتزاز سياسي يجتاز المدى المعقول للحرية المتاحة، ويزج بالوطن في مأزق دستوري، فلا خير فيه ولا طائل من ورائه.. لأن الذين يعمدون إلى قولبة مطالبهم في عبوات ناسفة لا يراهن عليهم أحد في حماية مكاسب هذا الشعب، ولا تربطهم أواصر الانتماء الصادق لهذه الأرض..
إن الذين يفخخون الحياة الآمنة بالمتفجرات، ويطربهم أنين الضحايا، ويستهويهم مرأى الدم، ليس لديهم ما يطرحونه على طاولة الحوار الديمقراطي... إن من يستبدلون الهوية السياسية المدنية، ووسائل التعبير الديمقراطي بترويع الناس، وقطع الطرقات، وحرق المحلات التجارية، وتأجيج مشاعر الحقد والعصبية والمناطقية، لن يكونوا نداً للجلوس على طاولة حوار وطني، ولا يجيدون محاكاة قلوب تنشد الأمن والخير لليمن.
وإذا كنا نتعاطى معهم وفقاً لما نؤمن به من قناعات وطنية تقتضي منا انتشالهم من لجج التيه الغارقين فيها، وندفعهم إلى مواقع متقدمة من الاستيعاب الخلاق لمفاهيم الديمقراطية والإدراك الواعي لأهمية وجود مؤسسات تشريعية وأمنية قوية تمثل سياجاً قوياً للديمقراطية النظيفة، وأن عليهم العمل على ترسيخ قوة القانون، وتكريس فاعلية دور هذه المؤسسات، لا أن يحاولوا النيل منها، وتهميش دورها، وإرباك أدائها.. فذلك لا يعني أن نوقف دواليب الحياة، وننتظر على قارعة الوقت موسم نضوجهم الذي لم تلح في الأفق بشارات حلوله.. وعليهم أولاً أن يتجردوا من أنانيتهم المفرطة، ومصالحهم الضيقة، وأن يحتكموا للمنطق المعقول الذي يوائم بين تهيئة المناخ الديمقراطي ومتغيرات الواقع التي تفرض نفسها علينا كمجتمع نام يتطور مرحلياً، وبشكل مدروس، لا يتخطى قدراتنا، ولا يتجاوز سقف إمكانياتها.
إن فضيلة الحوار لا ترتقي إلا بالذين يتعالون على مصالحهم الذاتية، ويدركون أن حالة الارتخاء المزمن في تعاطيهم السلبي مع مبادرة الحوار الوطني، والتسويف المفرغ من المبررات قد تصل بهم إلى مشارف استحقاق وطني لا يمكننا القفز عليه، وتجاوز موعده الحتمي، ذلك لأن الدستور النافذ لا يمكن أن يتحول إلى ثوب نرقعه وفق الأمزجة المتقلبة، ونزولاً عند رغبات الاستحواذ السهل، والقناعات المؤجلة.
فإنني ومن هذا الميدان أخاطب باسمكم فخامة الأخ الرئيس معيداً ما قلناه في مناسبة سابقة أنه ملزم بالحوار شرعاً حتى ولو ضاق صدره بالمتحذلقين والمتخرصين والواقفين على المنطقة الرمادية يقتنصون الفرص، ويتصيدون الأخطاء.
فهو ملزم بالحوار شرعاً، ولكن مع معارضة مستنيرة راقية في سلوكها، ومنهاجها... معارضة تمثل في أدائها الوجه الآخر للسلطة.. المعارضة التي تحلق في فضاءات الاعتراف بالآخر والإقرار بحقوقه. المعارضة السياسية التي تمارس مهام رصد أوجه القصور في أداء السلطة، وتبين الأسباب وتبتكر وسائل التصحيح وتقويم الاعوجاج.. المعارضة التي لا تشمت بأوجاع الوطن، ولا تستهتر بهموم الشعب، ولا تستخف بوعيه، بل تشارك في وضع الحلول الواقعية، والمعالجات المنطقية الممكنة التحقيق وفق برنامج سياسي تناضل من أجل تحقيقه، وتجتهد بالدفاع عنه تحت سقف الديمقراطية وبعيداً عن الفوضى. ووفقاً لهذا المفهوم، فإن المعارضة اليوم باتت مطالبة بالإجابة على حزمة من الأسئلة، وعن التبرير المنطقي لهذا الأداء الرخو، والنهج الذي يفصل سلوكها عن برامجها، وأدبياتها بمسافات ضوئية.
وليس مع معارضة عطلت دورها، ولم يعد لها من وظيفة غير انتهاج سياسة كيدية وتحريضية ضد أي شيء، وفي وجه كل شيء.. لا نفرق بين الخبيث والطيب، والنتن والزكي، كما لو أنها فقدت خواص السمع والشم والبصر.
لسنا في موقف المحاكمة، فللشعب حكمه، وللتاريخ حكمته.. لكن الصائب في الممارسة الحزبية هو الانتصار للوطن، والوقوف ضد كل ما يمس ثوابته الوطنية ومكتسباته العظيمة.
الصائب في سلوك المعارضة الفاعلة.. هو إدانة الحروب الستة التي فجرتها حركة التمرد الحوثية، وألحقت الضرر البالغ في هذا الوطن... فهل فعلت المعارضة شيئاً من هذا؟
هل أظهرت موقفها الرافض لهذا الخروج المارق على الشرعية الدستورية، وكانت مع الوطن ولو لمرة واحدة؟
وحتى ولو كانت المعارضة في صف التمرد الحوثي.. هل قدمت للناس تبريراً لموقفها؟
هل أظهرت المعارضة موقفاً واضحاً من تلك المظاهر الفوضوية التي أطلقت على نفسها مسمى الحراك، وراحت تعيث في الأرض فساداً، تستروع الآمنين، وتقطع الطرقات، وتحرق الممتلكات العامة والشخصية.
ألا يحق لنا أن نتساءل: ما موقف أحزاب المعارضة من كل هذا؟
ألم تجد شيئاً أجدى غير استثمار هذا التصعيد ضد الوطن كمادة إعلامية تحريضية لتزييف الحقائق واستعداء الناس ضد بعضهم البعض، وضد شرعية النظام.
كيف يعيبون على الدولة القيام بواجبها في رفض هيبة القانون، وبسط شرعيتها، ومواجهة الخارجين على النظام، ثم وفي ذات الوقت يتهمونها بالتقاعس عن أداء دورها.
فما الذي يريده هؤلاء؟ أليس من حقنا أن نسأل؟ أليس من حق الشعب أن يعثر على إجابات واضحة لهذه التساؤلات؟
ثم ما هو مفهوم الديمقراطية في إيديولوجية المعارضة التي تصفق لخروج حركات التمرد الحوثية ضد الدولة والنظام، وتعتريها نشوة فرح عارم للسلوك الغوغائي لما يسمى بمجاميع الحراك تحت ذرائع انفصالية.
في أية خانة تضع المعارضة نفسها؟ حين تبرر هجمات الإرهابيين.. ونشاط القاعدة تحت مسميات النهي عن المنكر، وإلى أي دين تنتمي؟
هل لهذه التصرفات علاقة بالديمقراطية والحوار؟
أجزم أن أقصى غاية تريد هذه الكيانات تحقيقها هو تشويه الديمقراطية، وتقديمها بصورة فتيل محترق، وبصبغة بارود لكي ينفر منها الجميع ليتسنى لها العودة إلى مربعات الشمولية التي تمثل المناخ المواتي لهواجسها ورغباتها الاستئثارية بثمار تضحيات الشعب، وريع انتصاره، وهل للحوار معنى؟ وإلى أين سيفضي بنا الحوار مع معارضة تتزود بالتنكر لملاحم الشعب، وبالجحود لتحولاته، وبالتسفيه لأحلامه.
وهل هناك إنسان رشيد على وجه هذا الوطن سيقبل أن يحاورهم على إعادة النظر في الثورة اليمنية؟ والتداول من جديد في أمر الوحدة اليمنية الخالدة التي أعادت للوطن كرامته، وللتاريخ اعتباره.
نحن كنا مع الحوار ومازلنا، ولكن حين نتأكد أنه من أجل إدارة العمل السياسي، وتفعيل آلية الانتخابات نحو كفاءة عالية، ومرونة، مقتدرة.. رحبنا بالحوار، حين قلنا: إن من حق كل الناس أن يبحثوا عن السبل الكفيلة للفوز بحصة أكبر في مقاعد البرلمان، والوصول إلى كراسي الحكم عبر صناديق الاقتراع، وانتهاج مبدأ التداول السلمي للسلطة.
رحبنا بالحوار حين ظننا أن الاستحواذ على العدد الأكبر من لجان إدارة الانتخابات، وتعديل قانون الانتخابات هو المطلب الذي تنشده المعارضة من الحوار دون أي مساس بالثوابت الوطنية.
ومرة أخرى.. ما الذي يريده هؤلاء؟
إذا سلمنا أن القانون بات معطلاً.. وغير معترف به لديهم... وإذا اعتبرنا أن الشرعية لم تعد سياجاً آمناً يحيط بنا وبهم. وأن الدستور لم يعد في تقديرهم وثيقة إجماع وطني نسترشد به... إذاً . ما هي المرجعية التي يريدونا أن نتفق عليها؟ وعلى أي أساس نتحاور؟ أم أن المغزى الحقيقي لهذا التوهان، وهذه الزوابع هو الوصول إلى الحكم ولا شيء غيره؟
وفي حال عدم قدرتهم على تحقيق هذه الغاية... هل يتوقف الحوار؟
هل نبحث عن أطراف أخرى نتحاور معها؟
هل نقفز فوق المراحل؟ ونؤجل استحقاقات الديمقراطية الدستورية التي لا يمتلكها غير الشعب وحده.
هل نفصل كل يوم دستوراً جديداً، وقانوناً جديداً يستوعب أحلامهم، وينزل عند رغباتهم؟.
ولو افترضنا ذلك.. فإن ثمة سؤالاً آخر سيطرحه الشعب على أحزاب المعارضة، ولا مناص أمامهم من الإجابة عليه... هل أصبح حتماً ويقيناً بأنكم الأحق بالحاكمية، وأنكم النموذج الأفضل في قيادة البلاد؟ وليس في هذه الأمة من يسوسها بالعدل غيركم..
إذا كنتم تعتقدون ذلك، فلتكن الانتخابات محكاً وفيصلاً، ونتائجها حكماً بيننا وبينكم.
إذا كانت هذه المعارضة قد وجدت في رحابة صدر الأخ الرئيس، وفضاءات تسامحه الواسع، وحرصه على خلق مناخ وطني يجد فيه الجميع حيزاً للوقوف، وممارسة حق التعبير والتنافس فرصة للتحلل من الالتزامات الوطنية، ومن قيم الاحترام للثوابت، فذلك هو تجسيد لفهمها الخاطئ لمواقف الأخ الرئيس، وعدم قراءتها لرؤاه الثاقبة.
ثم أليسوا أحزاباً يقع عليهم واجب الاحتكام للدستور والقانون؟ أم أن ذلك واجب مؤتمري فقط وهم في حل منه؟
ألم نرتض جميعاً أن الطريق إلى الحكم هو صناديق الاقتراع ولا سبيل سواها؟ فأي حوار هذا الذي سيسلب الشعب حقه في اختيار ممثليه.. ويصادر حقه بمنحه ثقته لمن يراه معبراً عن طموحه ومجسداً لآماله.
وأخيراً.. وحتى نبرىء ذمتنا أمام الله والتاريخ، فلابد من كلمة موجزة أوردها في هذا الموقف بما تعكسه من حقيقة مواقفنا، وصدق قناعاتنا.. وهي أننا لسنا ضد المعارضة القوية الفاعلة التي تنتهج الحوار البناء، وتنتصر لثوابت الأمة، ولا تفرط في مكتسبات الوطن، ولا تهادن على الضلال، ولا تمسك العصا من المنتصف، ولا تتخاذل عن إدانة ما يمس مكاسبنا المجيدة..
معارضة تسعى إلى سدة الحكم من بوابة الانتخابات، وعبر صناديق الاقتراع..
إن على المعارضة أن تواكب إيقاع الحياة الجديدة، ومعطيات التطور الراهن.. وتقدم للناس ما ينفع الناس.
عليها أن تخلع جلباب البؤس، وتنسلخ من إرث الماضي المستلقي على شاطئ النجوم الساقطة في الكأس الفوارة بنشوة الموت المدلوقة على رغبة الحياة العدمية، الصاعدة من أشلاء الضحايا لهباً ودخاناً.. حيث تغدو عقيمة الفعل، عديمة الجدوى، عرضة للفناء التاريخي، متشبثة بالماضي الغابر، أسيرة لأحلام التنظير والشعارات، غريبة في بيئة لا تتقبلها، عابرة في زمن غريب لا يصغي للأباطيل، ولا يتجدد بدورات التصفية الأخوية، ومحطات الدم.. وهناك يكون فناؤها، وتلاشيها هو الواقع المر، والقدر المحتوم.
إن المرجفين بين الناس يتدثرون خيبة مشاعرهم، وضعف أطروحاتهم ليتحولون طابوراً خامساً يندس لاهثاً خلف ظهور إعلامي باهت... مثل هؤلاء... ليس من حقهم المطالبة بحوار تحضر فيه مصالحهم، ويغيب عنه الوطن، ويكفي ما ألحقوه بالشعب من أذى.
فوراء كل عملية تفجير منشور حزبي عفن، وتعبئة انحرافية معقدة... وخلف كل عبوة ناسفة يقف عقل مريض على هيئة مقال صحفي بائس.. ووراء كل مكايدة، سياسية مبتذلة، ودعوة تحريض شطري مأزوم.. هناك قناة تليفزيونية رخيصة.
فلتكن مشيئة الله ماضية في كل أمر يعقد الأخ الرئيس عليه العزم، ويستخير إرادته فيه.. ولن نقول له كما قال بنو إسرائيل لموسى: (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) ولكننا نؤكد له بأنه إذا خاض البحر سنخوضه معه، ولن يتردد منا أحد.
مواقفه كانت ولاتزال صادقة تنشد خير اليمن، وخياراته أمينة.. لا تقع إلا على ما يثلج صدورنا، وعسى أن يريه الحق، وعسى أن يريه منا ما تقر به عيناه، ولا يبتئس لمن وقفوا من أعمالنا وأحلامنا وتطلعات أمتنا موقف الشامت الساخر المتفرج، وحسبهم مقولة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر: (الأيدي المرتعشة لا تقوى على البناء، والمهزوزون المترددون لا يصنعون تاريخاً، ولا يبنون مجداً)... وصدق الله القائل: “أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى، فما ربحت تجارتهم، وما كانوا مهتدين) صدق الله العظيم.

* كلمة ألقاها في المهرجان الجماهيري الذي أقيم بميدان الشهداء - أمس








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024