![]() |
زينب وتماني..رحلة الشفاء من جامعة عدن إلى رستوك بألمانيا يحق لأسرتي الطفلتين زينب وتماني أن يسجلا اليوم السبت ( 5 يناير2011م)، تاريخاً جديداً لميلاد أبنتيهما بعد أن نجحت العمليتين الجراحيتين اللتين أجريتا لهن لمعالجة التشوهات النادرة في وجههن، في رحلة إنسانية نادرة كانت محطتها الأولى جامعة عدن، والأخيرة مستشفى جامعة رستوك في ألمانيا، في حين كان رجل الخير المهندس الشيخ/عبدالله أحمد بقشان رئيس مجلس أمناء جامعة عدن محركها، والدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن هو نافذة بداية الانطلاق والراعي لها، والدكتورة/أحلام هبة الله رئيسة مركز الشفة الارنبية بجامعة عدن، والدكتورة/مهجت أحمد الدبعي عميدة كلية طب الأسنان هنَ القلوب الرحيمة لها. لقد استغرقت رحلة أسرتا الطفلتين أشهراً طوال وسنوات بحثاً عن شفاء لابنتيهما وأملاً يعيد ابتسامه الطفولة البريئة لزينب وتماني، ويصحح التشوهات الخلقية في وجههن، فإمكانيات المستشفيات المحلية لم تصل بعد إلى القدرة على إجراء عمليات جراحية في الوجه بهذا المستوى المعقد والخطير، كما أن الإمكانيات المالية المتواضعة للأسرتين يستحيل أن تمكنهما من تحمل قيمة تذاكر السفر إلى أوربا، فكيف بتكاليف العمليتين التي تقدر بملايين الريالات. وأمام عجز الإمكانيات الداخلية للعلاج، وعدم قدرة الأسرتين على دفع تكاليف العمليتين الجراحيتين في الخارج، وحالة اليأس التي بدأت تدب بينهما، جاء الفرج من الله سبحانه وتعالى الذي لايضيع عباده أبداً، وقيض الله لهما السبل، وأهل الخير التي تكفلت بعلاج فلذات أكبادهم دون أن يدفعا ريالاً أو دولاراً واحداً، بفضل الله عز وجل وأصحاب القلوب الرحيمة، فالله يقول في كتابه الكريم: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً). لقد مثلت الاتفاقية التي وقعها الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن بارقة الأمل، ممن لاتتوفر لديهم الإمكانيات المادية للعلاج في الخارج من حالات التشوهات الخلقية في الوجه للمصابين بأمراض الشفة الأرنبية وقبة الحنك، فقد كانت اتفاقية التعاون الأكاديمي بين جامعتي عدن اليمنية ورستوك الألمانية التي وقعت بين رئيسي الجامعتين في شهر يونيو 2009م، هي بداية الرحلة والميلاد الجديد لكل المصابين بهذا الداء، والتي أسفرت عن قيام فريق طبي ألماني من جامعة رستوك بالقيام بحملات سنوية متتالية إلى اليمن والاشتراك مع أطباء جامعة عدن لإجراء العمليات الجراحية للأطفال المصابين مجانا وتحويل يأس العلاج وصعوبة السفر للخارج، إلى أمل حقيقي وأمر يسير في داخل البلاد بفعل هذه الاتفاقية الموقعة بين جامعتي عدن ورستوك. وأثمرت هذه الاتفاقية عن قيام الفريق الطبي الألماني واليمني من جامعتي عدن ورستوك في العام الفارط فقط (2010م)، عن إجراء نحو 100 عملية جراحية للمصابين بأمراض الشفة الارنبية وقبة الحنك، غير أن عمليتي الطفلتين زينب وتماني استعصى إجراءهما من قبل الفريق الطبي نظراً لاحتياجها لأجهزة ومعدات دقيقة وخبرات متعددة، ولامناص لعلاجهما إلا في أوروبا. وهنا تدخل صاحب القلب الحنون ورجل الخير الكريم الشيخ المهندس/ عبدالله أحمد بقشان رئيس مجلس أمناء جامعة عدن الذي قدم الدعم المالي والإنساني، وتكفل بتكاليف السفر والعلاج للطفلتين وإجراء العمليات الجراحية في مستشفى جامعة روستوك الألمانية، بعد أن أحتسب أهل الطفلتين إلى الله عز وجل، وكاد الإحباط يتسرب إليهم، بعد أن انتظرا سنوات بحثا عن مساعدة لإجراء تلك العمليات لهن، وجل سبحانه وتعالى القائل: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)، (وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِياً﴾. وتضافر العمل الإنساني الخيري الكبير من المهندس الشيخ/عبدالله أحمد بقشان وجامعة عدن وقيادتها وأطباءها والفريق الطبي الألماني في علاج الحالتين (زينب وتماني) في مستشفى جامعة رستوك بألمانيا بعد أن استعصى إجراء العمليات الجراحية لهما في اليمن، وكللت العلمليتين بالنجاح، والشفاء للطفلتين اللتان كانتا تعاني إحداهما من ورم حميد في الغدد اللمفاوية للوجه والفكين مما أدى إلى ورم متزايد لنصف الوجه، في حين تعاني المريضة الأخرى من شق في الأنف و هو أحد أمراض التشوهات الخلقية من شق في الوجه (الأنف). لقد جسدت رحلة الشفاء للطفلتين من جامعة عدن إلى جامعة رستوك أروع صور المسئولية الاجتماعية، والتآزر الإنساني، وأهمية الجهد الجماعي والإخلاص فيه، والتراحم بين أفراد المجتمع، مما مكن الطفلتين البريئتين من إيجاد الأيادي الحنونة التي ترفق بهنَ، وتنهي معاناتهن مع مرض اثر على حياتهنَ، وكاد أن يؤثر سلباً على مستقبلهن. أن التراحم وعمل الخير الإنساني هي أغلى قيمة للمجتمع، ويقول رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم في الحث على التراحم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" فهنيئاً لجامعة عدن وقيادتها وأطباءها ولرجل الإحسان الشيخ/عبدالله أحمد بقشان هذا العمل الإنساني الكبير، الذين سجلوا بعملهم هذا ولادة اخرى، بل حياة جديدة للطفلتين زينب وتماني، ويقول تعالى في بيان قيمة النفس البشريّة "ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعا". |