المؤتمر نت - محاضرات وندوات صنعاء 2004م التي اقتربت من الرقم 50 طيلة العام الثقافي استهل الجزء الأول منها بمحاضرة "من الصحراء إلى الفردوس" في الـ29 من يناير 2004م، واختتمت في الـ26 من ديسمبر بمحاضرة (الإعلام السوداني.. واقعه ومستقبله) بينما استهلت الندوات عرس صنعاء الثقافي مبكرة في الـ4 من مطلع العام بندوة (الشعر العربي والثقافة العربية في صقلية) لتختتم في الـ22 من ديسمبر بندوة عن راحل يمني هو الموسيقار (أحمد بن أحمد قاسم).
واتسمت المحاضرات والندوات بنوع من التوازن حتى كادت أن تتساوى في حصيلتها وترابط وتشابك مواضيعها وقضاياها التي اشتملت معظم محاورها..
إلاَّ أنَّ ثمة طابعاً سياسياً سيطر على عدد من المحاضرات المقدمة من قِبل المشاركين في الأيام والأسابيع الثقافية العربية التي اشتمل معظمها على محاضرتين كانت إحداها عن تاريخ العلاقات بين اليمن وتلك البلدان..
وتبقى محاضرة (ظاهرة المومياوات في اليمن) التي ألقاها د. محمد نور الدين (مصر) في الـ19 من يوليو، ومحاضرة (رسالة الشرق إلى الغرب وجسور الإبداع)، للأستاذ والأديب والمخترع اليمني خالد نشوان التي ألقاها ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتاب في 28 سبتمبر؛ بالإضافة إلى محاضرة (العلم والثقافة وصناعة المستقبل) للدكتور فاروق الباز في 12 أكتوبر، من أهم المحاضرات التي أقيمت في صنعاء في إطار فعالياتها كعاصمة للثقافة العربية 2004م، ولعل وزارة الثقافة والسياحة أدركت تغليب القضايا العربية فقط على مواضيع المحاضرات فعمدت إلى توسيع ذلك في الندوات التي امتدت مواضيعها إلى نطاق واسع يتلاءم مع ويواكب المتغيرات الدولية والعولمة ومساعي حوار الحضارات، فجاءت الندوة الثالثة في العاشر من فبراير بعنوان (الندوة الدولية لحوار الحضارات)، ثم ندوة عن (التراث السياسي اليمني والألماني) وأخرى عن (العلاقات اليمنية الألمانية) وكذلك الفرنسية.
كما تطرقت ندوتين لشخصيتين راحلتين هما الموسيقار/ أحمد قاسم، والشيخ عبدالله الحكيمي التي استمرت لمدة ثلاثة أيام في أغسطس الماضي؛ بالإضافة إلى ندوة حول ( ترسيم الشخصية في شعر البردوني).
وخلال الفترة من (13-15) ديسمبر شهدت فعاليات صنعاء ندوتين هامتين أقيمتا في وقت واحد لمدة (3) أيام، الأولى نظمتها مؤسسة العفيف الثقافية بعنوان (مستقبل الثقافة اليمنية) والثانية كانت في الحديدة حول (مدينة زبيد) والتي نظمتها وزارة الثقافة والسياحة بحضور ممثلين عن منظمة اليونسكو، ومركز التراث العالمي.
ندوات صنعاء ومحاضراتها مثلت منهلاً وفيراً لجمهور الباحثين والمهتمين والمتابعين، لكنها حشرت في زحمة الفعاليات الأخرى، ما أدى لتقليص مساحة تناولاتها الإعلامية خاصة قبل مواعيدها، وهو ما حرم شريحة واسعة من طلبة الجامعات والباحثين من الاستفادة منها.
لكن هذا لا يقلل من أهمية ما خرجت به تلك الندوات من آراء واقتراحات تساهم في وجود تنمية ثقافية مستدامة إذا ما وجدت الطريق لتحقيقها.