المؤتمر نت - الرئيس مع قناة روسيا اليوم

المؤتمرنت -
النص الكامل لمقابلة الرئيس هادي مع قناة روسيا اليوم
أجرى الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية في مقر إقامته بالعاصمة موسكو مقابلة تلفزيونية مع قناة روسيا اليوم تطرق فيها إلى عدد من المواضيع المتصلة بالشأن اليمني وخطوات التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن رقم 2014 و2051 وتناول اللقاء طبيعة زيارة الأخ الرئيس إلى روسيا وعدد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية.

المؤتمرنت ينشر نص المقابلة

ضيف هذه الحلقة من برنامج "أصحاب القرار" هو الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي ‏يقوم بزيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو ليلتقي خلالها كبار المسؤولين.‏

س: التقيتم اليوم بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، ماهي ابرز المواضيع التي ناقشتموها مع ‏القيادة الروسية ؟
‏- أولا اشكر "روسيا اليوم" على نشاطها في الوطن العربي بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص.‏
لقائي اليوم مع الرئيس بوتين، وكونها أول زيارة لي إلى روسيا بعد أن تسلمت السلطة في عام ‏‏2012 ، أتيت إلى هنا لأشكر القيادة الروسية وأشكر الرئيس بوتين على وقوفهم إلى جانب اليمن ‏للخروج من الأزمة التي تعرض لها في عام 2011. كان اليمن على شفا حرب أهلية وقد اتفقت ‏القيادات السياسية في اليمن "المعارضة والحزب الحاكم" وبقية منظمات المجتمع اليمني والشباب ‏والمرأة، اتفقوا على أن يسيروا بسلام وان يوقفوا الحرب الأهلية التي دارت في العاصمة صنعاء لمدة ‏سنة. اتفقنا جميعا على أساس أن نمضي وفقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية والتي تم توقيعها في ‏الرياض في 24 نوفمبر عام 2011. ‏

على ضوء هذه المبادرة واليتها التنفيذية، عملنا على تعديل المبادرة والتي تقول فيها "أن يذهب ‏الرئيس اليمني ويقدم استقالته أمام مجلس النواب " بدلنا هذه الآلية وعملنا على أساس إجراء انتخابات ‏مبكرة، وتم التوقيع على هذه الاتفاقية وجرت انتخابات في 24 فبراير عام 2012 على رئيس توافقي ‏وتسيير عملية السلام في اليمن وفقا للآلية، والخروج بها من الحرب الدائرة إلى وقف الحرب في ‏العاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات، لأنه كما تعلم أن الجيش انقسم والأمن انقسم والقبائل أيضا ‏تقسمت داخل محافظة صنعاء. ذهب الناس إلى الانتخابات وكانوا يمرون مابين المتارس والسلاح، ‏ورغم ذلك ذهب الشعب اليمني إلى صناديق الاقتراع، لأنه لا يريد الحرب بل يريد السلام .‏
‏ ونحن نسير الآن وفقا للآلية والمبادرة الخليجية، وذلك من خلال وقف إطلاق النار و سحب ‏القوات المتواجهة وتشكيل حكومة ائتلاف وطني 50% للمعارضة (احزاب اللقاء المشترك) و 50% ‏للحزب الحاكم وحلفائه. وقد تم تشكيل حكومة وفاق وطني ليكون رئيس الوزراء من المعارضة ‏ورئيس توافقي (والذي هو انا) يكون من الحزب الحاكم . فتشكلت الحكومة ثم حضرت للإنتخابات، ‏وقد جرت الانتخابات وتم تسليم واستلام السلطة سلميا، وهذا نعتبره لأول مرة يجرى في اليمن وفي ‏المنطقة العربية . والآن نسير وفقا لآلية المبادرة الخليجية وعدنا بضخ الماء واستعادة الكهرباء وفتح ‏الطرق بين المحافظات، وأخرجنا لوائين من داخل العاصمة صنعاء كانا متواجهين ومتقاتلين فيما ‏بينهما وذهبنا بهما الى تحرير محافظة ابين من تنظيم القاعدة بالتعاون مع اللجان الشعبية. وقد تم ‏إخراج تنظيم القاعدة من محافظة ابين وجزء كبير من محافظة شبوة . ولهذا بدأئنا في اعادة تأهيل ‏واعادة تنظيم القوات المسلحة. والآن نسير وفقا للآلية في اعادة هيكلة القوات المسلحة على أسس ‏وطنية وهيكلة وزارة الداخلية ووحداتها. وعندنا لجنة من الأشقاء في الأردن وايضا لجنة من الأصدقاء ‏الأمريكان. هذا فيما يتعلق بالقوات المسلحة، ولجنة اخرى من وزارة الداخلية تساعدهم لجنة من ‏الإتحاد الأوروبي ومن الأشقاء من الأردن.‏

إذا عمليا مايجري الآن هو تشكيل الأمن والقوات المسلحة من جديد؟
ذهبنا إلى الحوار الوطني والذي كان يفترض أن يبدأ من نوفمبر 2012 ولكن اللجنة الفنية والتي ‏تم تشكيلها من مختلف شرائح المجتمع اليمني (من الحزب الحاكم ومن أحزاب المعارضة ومن ‏الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع الوطني) وكل شرائح المجتمع اليمني وهذه هي اللجنة الفنية التي ‏على ضوئها حضرت النظام الداخلي للحوار الوطني الذي بدأ في يوم 18 مارس.‏
هذه الأشياء أنا شرحتها اليوم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأن روسيا هي من الدول الخمس ‏في مجلس الأمن الداعمة للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ‏،كما ناقشنا معه بعض المتطلبات للقوات المسلحة، لأنه، وكما تعلم، أن السلاح في اليمن هو تسليح ‏روسي من الدبابات والطائرات وطائرات النقل والهليكوبترات، حيث بعضها قد انتهى عمرها ‏الافتراضي، واتفقنا معه أن يستمر التعاون العسكري في هذا الجانب.‏
وبحثنا الجوانب الاقتصادية وشكرنا روسيا على موقفها بأن لا يذهب اليمن إلى حرب أهلية، لأنها ‏وقفت ضمن الدول الخمس التي ساعدتنا وأيدت المبادرة الخليجية .‏

وأصدروا في مجلس الأمن قرارين (قرار 2014 و 2051 ) كل هذه القرارات تدعم المبادرة ‏الخليجية، ووافق عليها جميع أعضاء مجلس الأمن الـ15 دون أي اعتراض من أي طرف، وأخر شي ‏عقد اجتماع لهم في العاصمة صنعاء، وهذا تأكيد بأن مجلس الأمن متفق مع اليمن بأن اليمن لن يذهب ‏إلى حرب أهلية وإن اليمن تجري فيه التغييرات وفقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية.‏

أقول أيضا أن أي حرب أهلية في اليمن لا تؤثر فقط على اليمن، ولكن على المنطقة وعلى العالم.‏

س- سيدي الرئيس، مما لاشك فيه انه يسجل لكم العبور باليمن من أبواب الحرب الأهلية إلى بر ‏الأمان بعد الذي جرى في 2011 ، بما أنكم تطرقتم لموضوع العلاقات العسكرية مع روسيا ،هل ‏سنشهد لاحقا اتفاقيات من هذا النوع مع روسيا ؟

‏- نحن لدينا اتفاقيات طويلة وكثيرة في الجانب العسكري مع روسيا. نحن الآن فقط نبحث ماهو ‏المتأخر وإعادة إعمار للطائرات المقاتلة وطائرات النقل (الهليوكوبتر) وطائرات النقل العسكري، ‏وكذلك إصلاح لبعض الأسلحة وتزويدنا بقطع الغيار.‏

وقلنا للرئيس بوتين إن الدول قدمت دعما اقتصاديا لليمن بما يقارب الـ80 مليار لخروج اليمن من ‏هذه الأزمة، فنطلب منكم ان تدعمونا، ولكن لا تدعمونا لتتحول اليمن إلى استثمارات، ولكن بدعم ‏يرجع الى الشركات الروسية من اجل ان تنفذ لنا إعادة عمر طائرات النقل والطائرات المقاتلة ‏والدبابات والسيارات وقطع الغيار

س: السيد الرئيس، الحدث الأبرز حالياً في اليمن هو مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. بعد مرور ‏حوالي أسبوعين على انطلاقة هذا المؤتمر. أود أن اسمع منكم تقييمكم الأولي لأعمال هذا المؤتمر؟

هذا المؤتمر يمكن أن نقول أنه الأول من نوعه الذي يجري في اليمن، أو في المنطقة العربية. ‏لأننا جلسنا على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ستة أشهر. والآن هذا الحوار الجاري، سيمتد لستة ‏أشهر. على أساس أن الناس قد تعودت في السابق أنه تتشكل لجنة تحضيرية، وتقوم بالتحضير لأي ‏حوار، ويجتمعون لمدة ثلاثة أيام وكل شيء يكون جاهزاً، إلى أن يبصموا.. والقرار والبيان جاهز. ‏لكن هذا الحوار يختلف، وسوف يناقشونه مادة مادة. يصنعون المادة المتحاورون أنفسهم. وقد قسمنا ‏المواضيع إلى تسعة أقسام أساسية. تبدأ بالقضية الجنوبية وقضية صعدة والجانب الاقتصادي وجانب ‏بناء الدولة وجانب التغيير. وطبعاً نحن لدينا من السكان ممن هم ما دون سن الخامسة والأربعين ‏يشكلون 75 في المئة من سكان اليمن. وهذا جيل جديد يريد التغيير. ومازال يريد هذا التغيير، فلا ‏يمكن أن يصنعه الجيل القديم الذي قاد الحكم خمسين سنة. يجب أن يشترك هذا الجيل في صنع ‏مستقبله. فأدخلنا في هذا الحوار الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني، والأحزاب الصغيرة ‏والأحزاب التي نشأت بعد الأحداث. وكل هؤلاء دخلوا في مركز الحوار. الحوار يتألف من 565 ‏مندوبا، ويرأسه رئيس الجمهورية. ولديه من كل هذه الشرائح مندوب. ‏
وتم تعيين نواب لرئيس المؤتمر. وهؤلاء شكلوا تسع فرق عمل. وكل فرقة عمل لها عدد محدد. ‏وفيها من جميع شرائح اليمن. من الشباب، من المرأة، من منظمات المجتمع المدني ومن جميع ‏الشرائح الأخرى تشكلت هذه التسع لجان. وهذه اللجان بدأت من أمس وكل لجنة تختار لها رئيس ‏ونائبين ومقرر. وهذا العمل سيستمر لمدة شهرين. وبعد شهرين يجتمع مندوبو هذه اللجان ويرأس ‏الاجتماع رئيس الجمهورية، وكل لجنة تقدم تقريرا عن المهام التي حددت لها. عندما تأتي لأجل قضية ‏معينة وتنضم لهذه اللجنة ومادتها محددة، لا يحق لك أن تناقش مادة من اختصاص لجنة أخرى. مهمتك ‏هي أن تناقش هذه المادة حتى لو لم تأتي لأجلها، عليك أن تناقش وتطرح الأساليب التي تسمح بإخراج ‏اليمن من هذا الوضع، وما هي الأسس التي يجب البناء عليها للدولة اليمنية الحديثة. اليمن بحاجة إلى ‏تغيير. خمسون سنة ونحن من صراع إلى آخر. من قبل كنا شطرين يتصارعان فيما بينهما. تمت ‏الوحدة في عام 1990. وكل طرف كان يؤمن بالاتجاه الذي هو به حتى بعد أن تمت الوحدة. ولهذا ‏حدثت حرب 1994. وأقصي طرف من الحكم وبقي طرف آخر في الحكم. وعملية الإقصاء هذه لا ‏تتناسب مع القرن الواحد والعشرين. في القرن الواحد والعشرين لايجوز لطرف أن يقصي الآخر. يجب ‏أن تعيش كل الأطراف بمساواة وديمقراطية وحكم رشيد، وتغيير منظومة الحكم الذي عرفناه بمنظومة ‏حكم جديدة. نتمنى في أن تنجح هذه اللجان فيما يأمله الشعب اليمني منها. ‏
لأن الشعب اليمني وصل إلى مفترق طرق. إما أن يذهب إلى حرب أهلية، أو أن يتفق بعدم ‏الذهاب إلى حرب أهلية وتغيير منظومة الحكم إلى منظومة حكم جديدة لا يشعر أي طرف فيها أنه ‏مظلوم، وطرف آخر هو الظالم. وعملية الحكم الرشيد فيها كل الاتجاهات. الحكم الرشيد والحكم المدني ‏الذي يتمناه الشعب اليمني يقوم بصناعته اليوم بنفسه. ولا يصنعه حزب ما انتصر على آخر. عندما ‏ينتصر طرف ما على آخر ويصنع حكم جديد، فهو يصنعه بموجب سياسته. لكن هذا الأسلوب الذي ‏اخترناه في اليمن هو أسلوب جديد. يقوم على تناقش جميع شرائح المجتمع ويتم فرزها في لجان محددة ‏وتصنع مستقبلها مادة مادة. ومن ثم يقوم اجتماع عام الذي نأمل أن يرسم مستقبل اليمن الجديد. لدينا ‏ظروف اقتصادية صعبة ونحن ثرنا في الستينيات على الجهل والفقر والمرض. وبعد خمسين سنة ‏لازال الجهل والفقر والمرض موجود.‏

س: السيد الرئيس، منذ أيام تداولت وسائل الإعلام أنه تم إحباط أو توقيف شبكة تخطط لتنفيذ ‏أعمال إرهابية لتعطيل عمل الحوار، وكانت لكم أيضاً تصريحات في هذا المجال تفيد بأن هناك أطرافا ‏تحاول عرقلة هذا الحوار. لمصلحة من عرقلة الحوار الوطني الشامل الذي يجمع بين اليمنيين ضمن ‏بلد موحد؟

من الطبيعي عندما تتم عملية التغيير، سيكون معها من يريد التغيير، وسيكون أيضاً من لايريد ‏التغيير. وهناك قوى داخلية وقوى خارجية. مثلاً يمكن أن نقول أن أشقاءنا في إيران، لا يعجبهم بأن ‏يحل اليمن مشكلته بالصورة التي يريدها. ولديهم أساليب وطرق مختلفة. وقد قبضنا على سفنهم وعلى ‏أسلحتهم وطلبنا منهم مساعدة اليمن في حل مشاكله وألا يصدروا له المشاكل. اليمن يعاني من الفقر. ‏لدينا 6 مليون من الشباب فوق سن الـ 15 وتحت سن الـ 28 ممن يبحثون عن عمل. ولدينا 600 ألف ‏من خريجي الجامعات والمعاهد والمعاهد الفنية ممن لايزالون ينتظرون العمل منذ أكثر من عشر ‏سنوات. لذلك تجد منهم من ينتحر ومنهم من ينضم إلى تنظيم القاعدة. لذلك أقول لسنا بحاجة لمن ‏يصدر لنا المشاكل، فنحن بالكاد نتمكن من حل مشاكلنا. ونرجو أصدقائنا بألا يصدروا لنا المشاكل ‏ويكفينا ما لدينا. ولا يصدروا لنا السلاح، لأن الشعب اليمني أكثر شعب مسلح.‏

س: يعني برأيكم أن البطالة هي سبب من أسباب تنامي تنظيم القاعدة في اليمن؟
نعم.‏

س: قلتم أنه حالياً لدى الحكومة خطة لمواجهة تنظيم القاعدة في اليمن. وكان هناك خطوات عملية ‏لتحرير أبين أو غيرها. إلى أين وصلتم في هذه الخطة؟ وهل يمكن القول أنه تم القضاء على تنظيم ‏القاعدة في اليمن؟

لا، لم يتم القضاء على تنظيم القاعدة نهائياً. ولم يتم القضاء عليه في أي دولة في العالم. في داخل ‏أمريكا هناك تنظيم للقاعدة، وفي داخل أوروبا يوجد تنظيم القاعدة، وفي روسيا تنظيم القاعدة وفي كل ‏دولة له وجود. ولكن يكون على شكل ما يسمى "خلايا نائمة". تنظيم القاعدة أصبح تنظيما بلا حدود. ‏فعندما قاتلناهم في أبين، وجدنا لديهم مقاتلين من باكستان ومن الشيشان ومن أوروبا ومن أمريكا ومن ‏عدة أماكن. بمعنى أن تنظيم القاعدة أصبح تنظيما عابرا للحدود. لكنهم كانوا يعتقدون أنهم سينشئون ‏في اليمن حكومة. وعندما كانت المشاكل في صنعاء، اعتقدوا أنه الوقت المناسب لإنشاء حكومة في ‏أبين. ولكن والحمدلله، تمكنا بالتعاون مع اللجان الشعبية والقوات المسلحة والأمن بأن نقضي على هذه ‏الحكومة التي حاولوا إنشائها. ولا تزال لهم بعض الخلايا النائمة في بعض المحافظات في اليمن وفي ‏غير اليمن.‏

س: حضرة الرئيس، هناك ملف مهم جداً، وهو أن الحكومة اليمنية طالبت عدة مرات بالمعتقلين ‏اليمنيين في سجن غوانتنامو وسجن باغرام في أفغانستان. لماذا لم يحل لحد الآن هذا الملف؟

عندما كنت في زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. جلست مع وزير العدل الأمريكي واتفقنا ‏معه على أساس أنهم يسلمونا جميع المعتقلين اليمنيين الذين في غوانتنامو. واتفقنا معه، ونحن سائرون ‏على عملية التسليم والشروط كيفما كانت. ونتمنى أنه في القريب العاجل ننهي هذا الموضوع. لأننا ‏نشعر بأن عملية سجن لأكثر من عشر سنوات بدون أية محاكمة، هذا هو الظلم بعينه. والإنسان الذي ‏يقع عليه هذا الظلم من الصعب أن تعيد تربيته. لأنه يكون لديه ردة فعل لهذه السنوات التي قضاها في ‏السجن بدون محاكمة وبدون عدالة. والولايات المتحدة الأمريكية تدعي الديمقراطية وتدعي حقوق ‏الإنسان. وعندما ناقشت وزير العدل الأمريكي أوصلته إلى نقطة الصفر في النقاش. بأنه أنتم أصحاب ‏حقوق الإنسان وأصحاب الحريات، هل يرضيكم بأن يجلس إنسان لديكم في المعتقل لعشر سنوات من ‏دون محاكمة؟ فقال: "أنا شخصياً لن يرضيني". فاتفقنا معه بأن يسلمونهم قريباً لليمن.‏

س: هناك سؤال آخر فيما يتعلق ببعض القوانين في بعض دول الخليج بالنسبة لبعض اليمنيين ‏الذين يعملون هناك. ومنذ يومين قامت مظاهرة في صنعاء اعتقد، وكانت تحت شعار "جمعة دعم ‏المغتربين". هل هناك اتصالات مع دول الخليج في هذا الموضوع للسماح لليمنيين بالعمل؟

لمّا اتخذوا بعض القوانين ليس فقط على اليمنيين وإنما على جميع المهاجرين. ولكن اليمنيين ‏أكثر الناس المتضررين منها. وأنا طرحت هذا الموضوع على ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ‏أثناء اتفاقي معه خلال القمة العربية في قطر. ووعدني بالنظر في هذه القوانين، وأن يستثنوا اليمن من ‏هذا القانون. لكون اليمن يعتبر الحزام للملكة العربية السعودية من الجنوب. فنحن نواجه تهريب ‏السلاح ونحن نواجه تهريب المخدرات. وجيشنا يعمل على كامل الحدود مع السعودية ليساعد ‏السعوديين بعدم التدخل. لأننا نحن نواجه البحر العربي كاملاً ونواجه مضيق باب المندب والقرن ‏الإفريقي كاملاً. فطلبنا من السعوديين أن يعطوا اليمنيين استثناء، نظراً لوضع اليمن وأمن اليمن ‏وتأثيره على أمن المملكة.‏

س: وأخيراً، على ما اعتقد سيكون لكم لقاءات مع غرفة التجارة والصناعة الروسية، وأيضاً مع ‏مدير شركة "غازبروم". هل يمكن أن نتوقع تعاون في مجال الطاقة مع روسيا؟

قد كان بيننا تعاون سابق. وليس لروسيا فقط. فاليمن هو مفتوح لكل الشركات. للتنقيب عن النفط ‏ولدينا أكثر من منطقة واعدة. ولدينا أكثر من 34 شركة كانت في مرحلة بدء التنقيب. ونظراً للأحداث ‏انسحبت هذه الشركات. ومن ضمن هذه الشركات، الشركات الروسية. وسنطلب بأن تعود هذه ‏الشركات إلى نفس الحقول التي كانت على وشك أن تبدأ في التنقيب عن النفط فيها. فقد كانت قد أجرت ‏المسوحات وعملت لأكثر من سنتين أو ثلاث سنوات، ولم يبق إلا التنقيب. وهناك حقول عملت عليها ‏شركات روسية كانت تنقب عن النفط، فوجدت الغاز. وقامت بغلق عدداً من آبار الغاز. فتحدثنا معهم ‏وطلبنا منهم العودة. فالغاز اليوم أصبح له قيمة أكثر مما كان عليه سابقاً. فهو يعتبر من مصادر الطاقة ‏النظيفة. فهناك اليوم مصانع للاسمنت ومصانع أخرى تعمل بالغاز. وأصبحت الطاقة الكهربائية أيضاً ‏بالغاز. والغاز أصبح من الطاقة النظيفة التي لا تحوي أي تلوث.‏

س: السيد الرئيس، أخيراً ماذا تقولون للشعب اليمني في هذا الظرف الراهن؟

أقول للشعب اليمني ثقوا بالحوار، وثقوا بمن اخترتموهم بأنهم سيقودونكم إلى طريق السلام وإلى ‏طريق بناء اليمن الجديد الذي كنتم تتمنون الوصول إليه. ونحن نتمنى لكم التوفيق في الحوار وفي ‏العبور باليمن إلى بر الأمان بشكل نهائي.‏
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:08 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/106925.htm