|
هيكل يكشف خفايا عزل مرسي وسقوط حكم الإخوان في مصر وصف الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قرار عزل الرئيس محمد مرسي الصادر عن القوات المسلحة المصرية، بأنه “عملية إنقاذ لوطن”، نافياً أن يكون ما جرى انقلاباً عسكرياً، لأن الجيش ببساطة لم يستول على السلطة في البلاد . وقال هيكل: إن العقيدة الجديدة التي استقرت في وجدان القوات المسلحة المصرية هي أن الجيش هو الحامي للتجربة الديمقراطية، وأنه المظلة التي تجمع تحتها الحركة السياسة في البلاد . وأشار إلى أن الشرعية ليست هرماً جامداً، وإنما حالة يمكن أن تتغير . ووصف حشود المصريين التي تدفقت إلى الميادين في 30 يونيو/حزيران الماضي والأيام التالية عليها، بأنها تخطت كل حساب، وكسرت كل القيود التي فرضت على مصر على مدار أكثر من أربعين عاما . عزل مرسي أنقذ البلاد من كوارث وقال هيكل: إن حركة الناس والجحافل التي زحفت على ميدان التحرير والقصر الرئاسي على مدار خمسة أيام حققت لمصر ليس فحسب استرداد ما سرق منها، وإنما في الوقت ذاته “كسر قيد” فرض عليها لعقود، بطموح شباب خرج يملؤه طموح زائد تخطى كل حساب، عندما مد يده ليستعيد وطنه وروح بلده، في لحظة تحرك فيها التاريخ ووقفت أمامها السياسة عاجزة، بينما “تسونامي” بشري يتحرك ليتخطى إعلان الإرادة إلى مرحلة كسر القيد . ووصف هيكل خروج المصريين في تظاهرات 30 يونيو/ حزيران الماضي، واستمرارهم في الشوارع والميادين لحين إسقاط نظام جماعة الإخوان، بأنه “ظاهرة غير مسبوقة في السياسة الإنسانية المعاصرة”، مشيراً إلى الملايين التي خرجت لاسترداد روح مصر وإرادتها “فاقت خروج الفرنسيين في احتفالات يوم النصر”، مشيراً إلى أن ما جرى أكد من جديد على عدة حقائق أهمها أن مصر سوف تظل دولة مدنية وأن كانت عاشقة للدين . وقال هيكل: إن خروج المصريين في يونيو الماضي، وتحرك القوات المسلحة بقرار عزل الرئيس مرسي “أنقذ البلاد من كوارث كان مقررا لها أن تبدأ اعتباراً من أمس الخميس”، مشيراً إلى أن مرسي أدار البلد على مدار عام كامل بطريقة “مصاطب الريف”، وهي ما تسبب في حدوث العديد من الأزمات التي شهدتها مصر، لأنها لا تصلح في علاقات السلطة والسياسة وقرارات المصير . وكان هيكل يتحدث لفضائية “سي بي سي” ليلة أمس الخميس عندما نفى ما تردده جماعة الإخوان بأن ما جرى هو انقلاب عسكري على سلطة منتخبة، مشيرا إلى أن “شرعية الشارع دائما أقوى من شرعية الصندوق”، ومؤكداً أن خروج المصريين الهادر وضع جميع الأطراف أمام حقائق جديدة، أبرزها أنه قد صار على الساحة قوة جديدة لا يستطيع أحد أن يقاومها أو يقمعها أو يصدها . وقال هيكل: إن السياسة المصرية ظلت تعتمد لعقود على الولايات المتحدة، بسبب الوضع الاستراتيجي تارة والمعونة تارة أخرى، وهو ما جعل للسفيرة الأمريكية وضعاً خاصاً في مصر دائما، وجعل مصر في وضع “شبه ارتهان” قبل أن ينتفض المصريون من جديد، ليغيروا المعادلة ويبهروا العالم مرة أخرى، حتى الأتراك الذين شاركوا في صفقة الإخوان مع الإدارة الأمريكية . وقال هيكل: إن ما حدث في مصر الأربعاء الماضي كان نتيجة طبيعية لفشل كل المبادرات التي تقدمت بها القوات المسلحة، بعد رفض مؤسسة الرئاسة ومن خلفها جماعة الإخوان، مؤكداً أن “التصرف كان داخل القفص”، مشيراً إلى أن ما حصل هو أن الشباب “دفع جميع الأطراف إلى أبعد ما تصوروا أن يصلوا إليه” . وقال هيكل: إن مصر انسحبت خلال عام من حكم جماعة الإخوان خارج الجغرافيا والتاريخ والأمان بغير منطق أو سبب، منذ اللحظة الأولى التي انزلقت فيها السلطة لمن لا يستحقها عقب ثورة يناير، مشيراً إلى أن وصول الإخوان إلى السلطة في مصر تم ب”توجيه أمريكي بغير سند” . ولفت هيكل إلى لقاء جمعه في وقت سابق مع وزير الدفاع السابق المشير محمد حسين طنطاوي قال له الأخير فيه تعليقا على وصول الإخوان إلى السلطة: “لا تتصور حجم الضغوط التي تمارس علينا” . وعرج هيكل إلى العلاقة الممتدة بين جماعة الإخوان والولايات المتحدة، وكيف كانت الأخيرة ترى أن الإخوان في تلك اللحظة التي مرت بها مصر عقب ثورة 25 يناير هم “أحسن من يخدم أهدافهم ومصالحهم، استناداً إلى اعتقاد بأن التيار الديني هو المحرك الرئيسي للشعب المصري، فضلا عن مقاومة تيار الإسلام السياسي لفكرة الوطنية والقومية” . وقال هيكل: إن الولايات المتحدة ظلت تنظر إلى جماعة الإخوان باعتبارها تنظيماً إقليمياً ودولياً يحمل عوامل القوة، وأنه باستطاعته أن يخدم أهدافها في المنطقة دون كلفة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة رفعت الفيتو على جماعة الإخوان منذ أحداث سبتمبر 2001 . وروى هيكل كيف أخبره زعيم تركي مسؤول شارك في مفاوضات رفع الحظر الأمريكي على جماعة الإخوان، أن الإدارة الأمريكية حينذاك تلقت تأكيدات من الجماعة بأنهم سوف يكونون أكثر مباركية من مبارك نفسه . وقال هيكل: إن مرسي ظل طوال عام من فترة حكمه يأخذ في اعتباره الموقف الأمريكي، مشيراً إلى الخروج الكبير للمصريين في تظاهرات 30 يونيو، سوف يلعب دوراً كبيراً في تغيير الكثير من المواقف للإدارة الأمريكية التي كان أكثر ما لفت نظرها هو ذلك الخروج الكبير لأهل الريف في مصر، باعتبارهم القاعدة التصويتية الأكبر للإخوان، وأضاف هيكل: الذين خرجوا في 25 يناير، هم الذين خرجوا في 30 يونيو، وهم أبناء الطبقة المتوسطة وتفرعاتها، وهذه الطبقة تعد عماد المجتمعات، لأنها وعاء التقاليد وفي الوقت نفسه الأكثر حرصا على التعليم، وهو ما يعني أن الجوهر الأصيل للمصريين كان حاضرا في هذا الخروج” . وروى هيكل الأيام الأخيرة التي استبقت نهاية نظام الإخوان في مصر، وكيف تحركت القوات المسلحة لتحقيق إرادة المصريين، مشيراً إلى لقاءين جمعا الرئيس مرسي بالفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، على وقع التظاهرات الغاضبة التي خرجت في مصر في 30 يونيو، وقال هيكل: إن السيسي اخبر مرسي في اللقاء الأول بأن الخروج الكاسح للمصريين يتطلب تعاملاً سريعاً مع الموقف، قبل أن يفاجئه مرسي بالقول إن الأعداد لا تزيد على 130 ألف متظاهر، مشيراً إلى أن الصور التي تداولتها المحطات الفضائية للحشود الهادرة كانت بإيحاء من الرئيس مرسي دون أن يقصد . وقال هيكل: إن الإخوان ظلوا على تصورهم بأن الحشود التي تدفقت إلى الشوارع والميادين ليسوا إلا فلولا أو مدفوعين من الخارج، وكان تقدير مرسي لهذه التظاهرات نابعا من ذلك، إذ كان ينظر إليها باعتبارها موجات تشبه موجات سابقة، وأنها سوف تنقضي خلال يومين، مشيراً إلى أن صور الحشود الهادرة التي التقطتها كاميرات الطائرات العسكرية أذهلت قيادات في الجيش نفسه، حتى إن أحد القادة وصف المشهد بأنه “تسونامي” . واعتبر هيكل أن الخروج الهادر للمصريين أضاع بالفعل بعض أوراق الضغط الأمريكية على مصر، ووضع كل الأطراف حائرة في مواجهة حقائق غير متوقعة، مشيراً إلى تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما الأخيرة، والتي تعكس بوضوح حيرته أمام موقف طارئ، وتقول في حقيقة الأمر أنهم في موقف انتظار وترقب . وقال هيكل: إن مصر الآن أمام ثلاثة مخاطر، أولها الخشية من إقدام ما وصفهم ب”المهاويس” على أعمال عنف بعدما استيقظوا على ما وجدوه بين أيديهم ثم ضاع منهم على نحو مفاجئ، في إشارة إلى جماعة الإخوان وحلفائها من تيارات الإسلام السياسي، والثاني هو رهانات تجري في الإقليم على مصر اليوم، وهي رهانات متضاربة ومتعارضة في الوقت ذاته، لافتاً إلى موقف قناة الجزيرة القطرية، وما تبثه من مواد “في حقيقتها ليس لها لزوم” ولا تعبر عن سياسة أمير قطر الجديد، لكنه اعتبر أن الخطر الأكبر هو حساب الموقف الأمريكي الذي اعتمد لعقود على ممارسات نظم سابقة، وهو ما استقر تاليا في العلاقات بين البلدين، قبل أن يغير الشباب في مصر تلك القواعد، وقال هيكل: “لقد أصبحنا أمام موقف تجاوزته المشاعر، وعلى السياسة أن تتجنب الصدام” . وعرج الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل على شخصية الفريق عبد الفتاح السيسي ووصفه بأنه رجل يرفض فكرة دخول الجيش في السياسة، وظل يلتزم حدود العلاقة بين القائد العام للقوات المسلحة والرئيس، لدرجة دفعت البعض إلى التشكك في أن يكون من الإخوان، وقال هيكل: ما أعرفه عن الفريق السيسي أنه رجل متدين مثل كل مصري، وأنه ملتزم جدا . ولفت هيكل إلى ما وصفه بالتباين في العلاقة ما بين الفريق السيسى والرئيس مرسي، مشيراً إلى أن هذا التباين بدا بوضوح في أعقاب الإعلان الدستوري الأول، ورفض مؤسسة الرئاسة للحوار الذي دعت إليه القوات المسلحة بهدف إنهاء حالة الاستقطاب التي كانت دائرة في البلاد، قبل أن ترتفع حدة التوتر في العلاقة في أعقاب الخطاب الذي ألقاه الرئيس مرسي منتصف يونيو/حزيران الماضي وأعلن فيه قطع العلاقات مع سوريا، وقال هيكل: “تحدث مرسي مع الفريق السيسي قبل إلقاء الخطاب بساعات وأخبره بقراره، وأبدى السيسي تحفظات عليه لكن مرسي أخبره بأنه قد اتخذ القرار . وقال هيكل إن مرسي كان يحرض دائما من قبل جماعة الإخوان ضد الفريق السيسي، لدرجة أن أحدهم اتهمه في أحد الاجتماعات بأنه يقع دائما تحت تأثير مخدر وزير الدفاع، وأوضح هيكل أن خطابات مرسي التي ألقاها مراراً كانت دائماً تتعلق بجماعته التي كانت تضم نوعين من البشر، أحدهما يرى أنه رئيس فاشل وأنهم أحق منه بالرئاسة، وأنه غير قادر على السلطة . وقال هيكل إن الخطاب الأخير الذي ألقاه مرسي قبل يوم من عزله كشف إلى حد كبير فضلا عن خطاباته السابقة فهمه للسياسة، وبخاصة خطابه الأخير الذي كرر فيه كلمه الشرعية أكثر من 28 مرة، وهو ما كان يعني أنه يفهم أن الشرعية هي السلطة، وقال هيكل إن مصيبة مصر أنها وقعت في يد ناس خرجت من المنافي إلى السلطة دون أن تتلقى التأهيل الكافي . وأوضح هيكل أن رؤية الرئيس مرسي للسلطة كانت أحد الأسباب التي أدت إلى ما انتهى إليه الموقف، مشيراً إلى أن مرسي لم يكن واضحا للمؤسسة العسكرية في يوم، وهو عكس ثقافة الجيش وعقيدته الاستراتيجية، مضيفا إن مرسي فعل خلال شهر يونيو ما لا يخطر على بال، وهو ما جعل القوات المسلحة تشعر بالخطر وتصدر بياناتها، التي صدرتها بالبيان الأول الذي طالبت فيه بلحظة هدوء في البلد، داعية إلى توافق بين جميع القوى، فيما شعرت قبيل البيان الثاني وهو إنذار الثماني وأربعين ساعة أن الرئيس قد وضعها في موقف خطر جدا . وقال هيكل إن الفريق السيسي عرض على مرسي في البداية إجراء استفتاء للشارع لتأكيد شرعيته بتعزيز جديد، لكنه رفض هذا الاقتراح لأنه كان يعلم يقينا أنه لن ينجح، مشيراً إلى أنه بدا في خطابه الأخير الذي تحدث فيه عن الشرعية وكأنما يقلد لويس التاسع عشر عندما قال أنا الدولة، فقد قال مرسي “أنا الشرعية” . وقال هيكل إن مرسي شارك خلال الأسبوع الأخير في اجتماع لمكتب الإرشاد، وكان غاضبا جداً من بيان ال48 ساعة، مشيراً إلى أن قيادات في الجماعة طالبت في هذا الاجتماع ليس فحسب بإقالة الفريق السيسي وإنما بكل قيادات القوات المسلحة الموجودة، وهو ما وضع القوات المسلحة في وضع استنفار شديد . وقال هيكل إن مرسي أبلغ الفريق السيسي في اللقاء الأخير الذي جمعهما أنه يفكر في تغيير الوزارة وإقالة النائب العام وتعطيل قانون السلطة القضائية الجديد لكن السيسي أخبره بأن الحالة في الشارع قد تجاوزت تلك المطالب . وقال هيكل إن ما يثير الإعجاب هو كيف تصرف الشباب المصري وكيف نجح في السيطرة على تلك الحشود الهادرة التي خرجت تطالب برحيل مرسي، مشيراً إلى أن حضور شيخ الأزهر وبطريرك الأقباط في بيان عزل جماعة الإخوان عن الحكم كان هو الأساس المطلوب لوحدة وطن كان حاضرا بشرعية من يمثله . وأشار هيكل إلى أن أردوغان اتصل بمحمد مرسي وقال له: أنت تحاول أن تقضم أكثر مما تستطيع أن تقضم، موضحا أن الإخوان أحاطوا بالرئيس، بكل الشخصيات التي يريدونها . وقال: إنه على سبيل المثال كان هناك اجتماع في الاتحادية، بعد استقالة عدد من الوزراء، وأشار البعض إلى أن خطاب مرسي “قبل الأخير” ينبغي أن يصحح، خصوصا فيما تحدث به عن أحد القضاة، واتهمه بالتزوير، عندئذ تدخل مرسي قائلا: إنه يعرف هذا القاضي ولديه أوراق تدينه . وهنا يشير هيكل إلى أن الإخوان المسلمين في أول أسابيع لهم بالسلطة، كان همهم منصبا على جمع الأوراق والمستندات من جهاز أمن الدولة والجهاز المركزي للمحاسبات، وغيرهما من جهات، ولم يستطيعوا الوصول إلى المخابرات، وكان غرضهم إسكات كل الأصوات المعارضة . وقال: إن أكثر ما هز الإخوان هو ما جرى في تركيا، وما يجري في سوريا، فهم في اعتبار أنفسهم والآخرين، جزء من حركة عامة، ومصر تمثل المركز الأقوى، وتركيا أكبر حامٍ لهم، وبين هاتين الدولتين يمكن حكم المنطقة . وحول وضع الرئيس مرسي قال: نحن أمام رجل محاصر بأهله وعشيرته، والجماعة غير راضية عن أدائه، كما أنه محاط برجالهم، وعجز مستشاروه عن خدمته وخدمة أهداف الجماعة، وهي أن تبقى في السلطة، برغم أن كل القرارات التي تتخذ خاطئة، وبذلك قوض هؤلاء سلطة الرئيس، فمكتب الإرشاد كان يتصور أنه يوجه الرئيس، وهو يرتكب أخطاء، فهم في مصر كانوا يشعرون بأنهم يدافعون عن بقاء الحركة والمشروع الإسلامي، في كل مكان خارج مصر، ولذلك هم في القاهرة سيحاربون معركة ليس الدفاع عن مرسي وشرعيته وجماعته ولكن معركة الفكرة الأساسية التي تحركهم . وقال هيكل: إن الموقف في مصر تغير، مشيراً إلى فكرة الحشد، وموضحا أن هناك نوعين من الحشد: الأول حشد طبيعي، يمثله ما جرى في 30 يونيو، والثاني حشد بالتنظيم، مطلوب منه بالأمر أن يتحرك، وهذا النوع غير مؤثر، لكنه يستطيع أن يصنع مشكلة، فهناك ميراث إخواني، ما بين الوصول إلى السلطة وحضورهم في الأداء، لذلك يتوسلون بوسائل أخرى خارجية . وأكد أننا أمام جماعة استولت على ثورة ليست من صنعهم، ورغم ذلك أي إقصاء لهم يعتبر خطأ، ولا بد أن نسعى بكل الوسائل السياسية، لنضع هذا التيار في موضعه الحقيقي، مشيراً إلى أنه ضد الملاحقة البوليسية لهم، ما لم تكن هناك قضية حياة أو موت . وأوضح أنهم لا يستطيعون الاعتراف بأنهم أخطأوا، وأن حجمهم ليس بحجم ما نالوه من ثورة 25 يناير، فإدارة محل تجاري ليست كإدارة دولة، هم يتصورن أنهم لم يوضعوا في مكانهم إلا بقوة السلطة، ويجب أن يسألوا أنفسهم: لماذا اصطدمنا مع كل الأحزاب والأنظمة في كل العصور التي مرت بها مصر؟ إنهم يرى هيكل في ذهنهم حلم سلطة لم يصلوا إليها، وأمامهم مطالب يريدون تحقيقها، ولا وسيلة لديهم إلا بفرض أنفسهم بالعنف، لتحقيق ذلك . وقال: نحن في مرحلة مبشرة، فهذا الطوفان لا يستطيع أن يوقفه أحد، وهناك ملامح وعلامات أولها أن البلد في حاجة بأقصى ما يمكن إلى نوع من الاستقرار، نحن في حاجة إلى خطة عمل، بعد الشرعية التي سقطت، وبالتالي نحن بصدد دولة جديدة، لا ينفع معها الارتجال . وأوضح: نحن أمام ضرورات من نوع حقيقي، أولها ترتيب الانتقال من هذه اللحظة إلى ما بعدها، وعلى هذا نحن في حاجة إلى إعلان دستوري ووزارة أقوى، كما أننا في حاجة إلى أن تظل القوة الموجودة في الشارع كائنة في مكانها ولو بصورة مادية أو معنوية، فهذه اللحظة الدقيقة تحتاج إلى قواعد، ويجب أن تتنحى دولة العواجيز . وطرح هيكل أن يتولى الوزارة اقتصادي شاب، فهذا الطوفان لا بد أن يوازيه شاب قادر، ومن داخل العمل السياسي، ولا بد من استدعاء الخبراء الكبار، من خارج مصر، مشيراً إلى أن الدكتور محمد العريان يمكن أن يكون مستشارا للرئيس، فنحن أمام سلطة شعب، وتشكيلة الوزراء ستعكس مدى صلتك بالعصر، إضافة إلى أنه يجب أن يكون هناك خطاب سياسي يحترم عقول الناس، وتعرف الأحزاب والقوى الوطنية أنها أمام مستقبل وطن، فسلامة هذا البلد قبل أي سلطة، فأصعب موقف يواجهه طرف أن تكون لديه حرية الاختيار، لكن البدائل محدودة، وخياراتك يجب أن تتسق مع الطموحات . وقال: إن مصر لا تحتمل أي فشل أو ارتجال، وينبغي أن يدرك الجميع خطورة اللحظة ومحدودية البدائل، ثم يتصرفون بحكمة، هذا بلد لا يستطيع أن يحتمل الفشل، وأثبت أن روحه غير قابلة للهزيمة أو الموت . المصدر-الخليج الإماراتية |