المؤتمر نت -  محمد أنعم
محمد أنعم -
مشهد مبكٍ!!
أحد أبرز قادة ثورة 1948م قيل أنه عندما سافر بحراً من الحديدة إلى الخارج للدراسة وشاهد لأول مرة ضوء «لمبة» الكهرباء داخل غرفة السفينة.. فزع.. وعندما عرف أن العالم ينعم بالكهرباء عدا اليمن.. ظل يلعن حكم بيت حميد الدين الذين احرموا الشعب اليمني من هذا الحق وغيره من الحقوق.. وأقسم انه سوف يسقط رأس الكاهن ولم يبخل هذا الثائر على الوطن بحياته في ثورة 1948م..
اليوم صنعاء تعيش ظلاماً مرعباً.. وتبدو أشبه بمقبرة أو سمسرة في أرض قفراء في ليل أسود.. وتقف مآذنها في العتمة كالأشباح واقفة في الظلمة- على حد وصف المرحوم الشاعر إبراهيم صادق..
مثقفون.. أدباء.. كُتّاب.. خطباء مساجد.. ضباط.. شباب.. موظفون.. تجار.. سفراء.. منظرون.. أحزاب.. ثوار.. ثائرات.. كلهم يلعنون الظلام.. وأيضاً كلهم بخنوع يشترون الشموع.. تجدهم بعد غروب الشمس يرتجفون ويغلقون منازلهم ويصمتون كصمت أهل القبور.. اكثر من مليون لسان في صنعاء تحولت إلى عظام لا تنطق.. تبدو اشبه برأس كبش..
> أحقاً.. ان خيرة رجال اليمن يعيشون في العاصمة صنعاء.. وهل وصل بنا الهوان إلى أن نقبل على أنفسنا مواطنين ومسؤولين ان تعيش عاصمة اليمن سنوات في ظلام..؟
فعلاً.. كلنا لا نستحق صنعاء.. فشبح الظلام ليس الوزير صالح سميع.. فقط.. بل كل سكان العاصمة تحولوا إلى اشباح وهم يحملون «الدبيب» أو يصطفون في المحطات مهانين ومذلولين ويضحكون كالبلهاء وهم يدخلون منازلهم، وأمام زوجاتهم يروون بطولاتهم عن ملحمة الانتصار والحصول على بترول «للمولد»..
الطامة الكبرى ان الجميع يسددون الفواتير مقابل العيش بالظلام.. لا تغركم الهنجمة ولا أنواع الأسلحة..
شيء مرعب أن تغرق صنعاء وسط الظلام.. لا فانوس.. ولا مؤذن.. موحشة هذه الحياة وسط قوم يربون أولادهم على طاعة القطيع وخنوع العبيد.. هؤلاء الناس أهانوا صنعاء.. أهانوا كل شيء.. الهروب منهم نجاة من هذا العار..
أحرار كل الشعوب لا يمكن أن يفرطوا بالحقوق، والكهرباء حق لكل يمني.. الشعب اليمني لا يجب أن يعيش كالخفافيش كما لا يجب أن يظل يشعل الشموع.. تعلموا من ذلك الشهيد «المدستر»..
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 10-مايو-2024 الساعة: 10:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/116858.htm