حلم ممكن التحقيق تقنياً

المؤتمر نت - يريد الرئيس الأميركي جورج بوش العودة إلى القمر وإنزال انسان على المريخ. غير ان لدى الباحث برادلي س. إدواردز فكرة أخرى تبدو من خارج هذا العالم: مصعد يرتقي إلى مسافة 99 ألفا و760 كلم في الفضاء. 
ويعتقد إدواردز أن نسخة أولى من هذا المصعد يمكنها أن تبدأ بالعمل خلال 15 سنة من الآن أي أنها قد تسبق بسنة خطة الرئيس بوش بالعودة إلى القمر في العام 2020...
المؤتمرنت -
بانتظار التمويل.. مصعد نحو الفضاء في العام 2019
يريد الرئيس الأميركي جورج بوش العودة إلى القمر وإنزال انسان على المريخ. غير ان لدى الباحث برادلي س. إدواردز فكرة أخرى تبدو من خارج هذا العالم: مصعد يرتقي إلى مسافة 99 ألفا و760 كلم في الفضاء.
ويعتقد إدواردز أن نسخة أولى من هذا المصعد يمكنها أن تبدأ بالعمل خلال 15 سنة من الآن أي أنها قد تسبق بسنة خطة الرئيس بوش بالعودة إلى القمر في العام 2020.
أما كلفة المشروع التي يطلبها إدواردز فلا تزيد عن 10 مليارات دولار، وهو مبلغ متواضع مقارنة بكلفة تصنيع وإطلاق المركبات الفضائية.
يقول إدواردز <<نحن لا نتحدث عن اكتشافات جديدة في الفيزياء، وليس علينا ان نكتشف أمورا جديدة من لا شيء. وفي حال لم يتأمن المال اللازم لانجاز المشروع فإن تطبيقه قد يتأخر غير أن فترة 15 سنة تبدو واقعية جدا للتطبيق>>.
وإدواردز ليس مجرد شخص يحمل فكرة مجنونة، بل هو رئيس مشروع المصعد الفضائي في معهد الأبحاث العلمية في فيرمونت في ولاية فيرجينيا الغربية.
وقد منحته وكالة الطيران والفضاء الأميركية <<ناسا>> حتى الآن مبلغ 500 ألف دولار لإجراء دراسة للفكرة كما أن الكونغرس الأميركي رصد له مليونين ونصف مليون دولار إضافيا.
يقول رئيس <<معهد الأفكار المتقدمة>> التابع <<لناسا>> روبرت كازانوفا أن <<الكثيرين في <<ناسا>> متحمسون للفكرة>>.
ويعتقد إدواردز أن المصعد الفضائي يمكنه أن يشكل وسيلة آمنة ومنخفضة الكلفة للسفر إلى الفضاء ونقل المستكشفين إلى الكواكب.
ويمكن لهذا المصعد أن يرتفع على كابل مصنوع من أنابيب بحجم النانو (نانوتوب nanotubes) وهي رزم بالغة الصغر من جزيئات الكربون لكنها أقوى بمرات عدة من الفولاذ.
وسيبلغ عرض الكابل حوالى متر أما سماكته فلا تزيد عن سماكة ورقة. لكنه قادر على حمل 13 طنا من الوزن.
وسيتم ربط الكابل بقاعدة في منطقة خط الاستواء عند ساحل المحيط الهادئ لأميركا الجنوبية حيث الرياح هادئة والطقس جيد وحركة الطيران التجارية خفيفة.
وستكون القاعدة متحركة حتى يمكن نقل الكابل وإبعاده عن مسار الأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض.
ويعتبر كاتب قصص الخيال العلمي وأستاذ الفيزياء في جامعة سان دييغو دايفد برين أن الفكرة صلبة لكن لديه شكوكا حول إمكانية تطبيقها بحلول العام 2019. يقول برين <<لا أشك بأن يتمكن أحفادنا وأحفاد أحفادنا من استخدام المصعد الفضائي بشكل روتيني غير أنه سيمر جيل قبل أن نتمكن من جمع التكنولوجيا المطلوبة له>>.
وفكرة المصعد الفضائي ليست جديدة فقد تصورها العالم الروسي كونستانتين تزيولكوفسكي قبل قرن تقريبا كما تحدث الكاتب أرثر س. كلارك في روايته <<ينابيع الجنة>> المنشور في العام 1979 عن مصعد فضائي بارتفاع 38 ألف و615 كلم ومستعمرات ثابتة على القمر وعطارد والمريخ.
لكن ما هو مختلف اليوم، بحسب إدواردز، هو أن المواد التي يمكن استخدامها لبناء هذا المصعد متوفرة الآن. ويتصور إدواردز أن هناك إمكانية لإرسال أجزاء من الكابل إلى الفضاء من خلال صواريخ.
أما الصاعدة (نسخته من عربة المصعد) فيتم لاحقا ربطها بالكابل وتستخدم لإعطاء المزيد من الطول له حتى يتمدد نحو الأرض. ويثبت بالطرف الثاني من الكابل في الفضاء ثقل عكسي.
وستشكل الخلايا الضوئية مصدرا للطاقة لهذا الكابل بحيث تنتج الكهرباء من خلال الضوء. ويزود ليزر موجه نحو المصعد ومرتبط بالقاعدة الأرضية الخلايا بالضوء.
يتوقع إدواردز أن يحتاج المشروع لسنتين من العمل لتطوير أنابيب الكربون المتناهية الصغر. أما المشكلة الأساسية التي تواجهه فهي في التمويل وفي تبنيه سياسيا فبرأي إدواردز <<لم تعد الأمور التقنية تشكل مشكلة>>.
(أ ب)
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 10:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/12180.htm