المؤتمر نت - دروع خفيفة تحافظ على القفص الصدري وأنسجة تغزل بها مجسات الاتصالات الإلكترونية بكلفة 250 مليون دولار * الجندي يحمل حاليا معدات ثقيلة غير متجانسة تسبب ...
المؤتمر نت - الشرق الأوسط -
ملابس وتجهيزات جديدة للجنود الأميركيين لقتال المدن داخل العراق
دروع خفيفة تحافظ على القفص الصدري وأنسجة تغزل بها مجسات الاتصالات الإلكترونية بكلفة 250 مليون دولار * الجندي يحمل حاليا معدات ثقيلة غير متجانسة تسبب ارتباك حركته ومشروع «مقاتلو المستقبل» سيطبق خلال أعوام ما لم تبتلع الحرب في العراق آخر دولار لدى البنتاغون
يشرف جون لويس ديغاي، خبير التجهيزات في مركز«ناتك سولدجر سيستمز» التابع للجيش الاميركي، المتخصص في تصميم معدات وتجهيزات الجنود والضباط، على مشروع يهدف الى تحديث تجهيزات الافراد ضمن برنامج مدته سبع سنوات بلكفة 250 مليون دولار اميركي. ويدخل الجنود الاميركيون في الغالب ساحة المعركة وهم يحملون ما يزيد على مائة رطل (نحو 46 كلغم) من المعدات على ظهورهم. ونقل هذا الحمل الكبير ليس بالطبع فكرة جيدة في أي ظرف من الظروف. إلا ان المثير للقلق في معدات اليوم التي يحملها المقاتلون انها لا تنسجم مع بعضها بعضا. خذ نظارات الرؤية الليلية مثلا، فهي تعلق عادة فوق الخوذة على نحو يدفع بعض الجنود الى إزالتها بصورة متكررة، كما يقول ديغاوي. اما السترة الواقية من الرصاص فتحدث صوتا عند الحركة مما يجعل من عملية الاختباء والتسلل صعبة. وهذا امر لا يساعد الجنود الذين يخوضون قتال في المدن حاليا داخل العراق، اذ ان جنود المشاة في مثل هذه الحالات في حاجة الى سهولة الحركة والحماية في نفس الوقت. لذا تبرز الحاجة الى ايجاد التجانس اللازم بين طبيعة مهام المقاتلين والمعدات والتجهيزات التي يحملونها. إلا ان ذلك لا يتحقق بالطبع من خلال عمليات تحديث محدودة، وإنما لا بد من تطبيق نظام متكامل.
* قتال المدن
* يقول دون بايك مدير «غلوبال سيكيوريتي» ان مزايا التقدم التقني الاميركي ربما لا تؤدي دورها جيدا عندما يجد الشخص نفسه في بيئة حضرية مثل مناطق المدن، فأجهزة الراديو ربما لا تعمل على النحو المطلوب مثلما هو الحال في مناطق ومواقع اخرى، كما ان طائرات الاستطلاع ربما لا تتمكن من كشف المنطقة بصورة واضحة، فضلا عن ان المدافع الكبيرة لا تصوب غالبا الهدف عند توجيهها نحو موقع محدد. ويضيف ان مساهمة برنامج «مقاتلو المستقبل» Future Force Warrior (FFW) (www.natick.army.mil) في تحديث القوات الاميركية لجعلها اكثر فعالية ومقدرة على البقاء، تعتبر في الواقع تزويدا لقوات المشاة بنفس التفوق التقني الذي تتميز به بقية وحدات الجيش الاميركي.
حاول الجيش الاميركي تحديث الزي العسكري في وقت سابق، إلا ان بيروقراطية البنتاغون تسببت في تأخير هذا المشروع. وبصرف النظر عن المشاريع الاخرى التي تتحدث حولها وزارة الدفاع من وقت لآخر، من المقرر ان يكون مشروع «مقاتلو المستقبل» جاهزا للعمل بحلول عام 2010. ويقول مسؤولون في الجيش والبنتاغون ان الحرب في العراق اذا لم تبتلع آخر دولار لدى البنتاغون، فإن مشروع «مقاتلو المستقبل» سيطبق حسب الموعد المقرر له. يعمل ديغاي ضمن فريق مكون من 20 اختصاصيا في مجال التجهيزات في مشروع «مقاتلو المستقبل» الذي تعمل فيه ايضا 26 جهة متعاقدة، بما في ذلك احد محلات التصميم المعروفة في بروكلين. ويمثل ديغاي الجيل الـ11 في اسرة حمل اجدادها المتحدرون من اسكوتلندا السلاح منذ الثورة الاميركية. ويقول ديغاي، الذي عمل في السابق ضابطا في سلاح المشاة وقائدا لسرية مدرعة ان الاسرة معروفة بشغفها بالجندية.
* دروع خفيفة
* ويبذل ديغاي اهتماما كبيرا باهتمام المهندسين في مركز ناتيك بذلك. ولكنه ليس بالشخص الوحيد، فالمشاة ورجال المظلات في فورت بنينغ، في ولاية جورجيا وفي ميدان الاختبارات العسكرية في ميريلاند اجروا اختبارات في الطين وهم يرتدون الملابس والمعدات الجديدة. وقد ادت التجارب الى سلسلة من التغييرات الصغيرة حول ما يرتديه الجندي. اولها توحيد الزي بالنسبة للجنسين.
ويبدو ان أكبر تحسن طرأ على الدروع الواقية، فهي موضوعة على حشوة حول القفص الصدري، بحيث يوجد فراغ يصل الى 2.5 بوصة بين الجسد والدرع. وهي تحافظ على برودة الجسم. وهي خفيفة للغاية، على العكس من الصديريات الواقية من الرصاص التي يرتديها الجنود اليوم، ومعظمها ثقيلة مثل الدرع الرصاصي الذي ترديه في عيادة طب الاسنان عندما يجري الطبيب عملية تصوير بالاشعة. غير ان الدرع المصمم على شكل الجعل (الخنفسة السوداء) يمكنه تلقي ما بين خمس الى سبع رصاصات مباشرة من بندقية سريعة الطلقات، كما يمكن استخدامه كقراب للذخيرة والقنابل.
كما يحمي الدرع ايضا الكومبيوتر المتوقع ان يعتمد عليه جندي المستقبل، فبدلا من الكابلات الضخمة التي تربط الكومبيوتر بجهاز العرض، يؤمل ان يستخدم جندي المستقبل ما يطلق عليه اسم النسيج الإلكتروني وهو عبارة عن ملابس تغزل بها الاسلاك. وستضم الخوذة منظار للرؤية الليلية، ولاقطات تعمل باستخدام عظام الوجه.
وفي البداية كانت المجسات مصنوعة من المعادن. ولكن الاختبارات اكدت ان رؤوس بعض الناس سميكة بحيث لا يسمح للجهاز بالعمل. ولذا تم استبدال المعدن بمجسات مصنوعة من الجل (مادة هلامية) وهي مادة حساسة بدرجة تسمح بنقل النبض ومعدلات التنفس الى القاعدة. ولاتزال هناك كثير من الاشياء لم تصمم بعد، فإمداد كل هذه الاشياء بالطاقة لن يكون سهلا. ويريد الجيش تحديد الطاقة الشاملة بـ 15 واط، وهي ربع الطاقة التي يستهلكها مصباح الاضاءة. ويقول كاليش شوكلا رئيس قسم ادارة الطاقة في المشروع «لا نعرف من اين نبدأ»؟
الا ان لديهم فكرة واحدة هي «تجنب استخدام برنامج تشغيل ويندوز لشركة مايكروسوفت طبقا لمذكرة صدرت اخيرا. وسيستخدم مقاتلو المستقبل برنامج تشغيل «المصدر المفتوح»، لان البرامج الانظف تحتاج الى طاقة اقل». ولتخفيض حمل الجندي الى 50 رطلا، فإن المصممين ينوون تحويل الكثير من الاشياء التي يحملها الجندي الى بغل ـ روبوت لم يصمم بعد.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 03:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/12239.htm