بقلم/محمد القيداني -
اللجان الأولمبية في بلدان "حمران العيون"
أربع سنوات خلت بين سدني وأثينا وكلاهما رحل عنا كغمضة عين وومضة بارق ،وبينهما من الأسطر الرياضية ما يجف له عطاء الأبطال وصحف الكتاب أثينا رحلت وقبلها سدني دروس وعبر في حجم مشاركة بلادنا الرياضية في عرس أعراس العالم الرياضية دول شتى تصنع أبطالها وترسم النهج وتوضح الطريق لإعدادهم لرفع أعلام بلادهم خفاقة في سماء كل أولمبياد.
إذاً كيف يمكن لنا أن ننقل عجلة المستوى الرياضي للأمام ونحن لا ننظر بعين البحث عن أسباب الإخفاق وسوء الإعداد ونعمل على شطب كل ما يعكر إخراج بطل أولمبي أو شبه بطل لحيز النور وسط نهار الآخرين وتسابقهم في حصد ذهب رفضه وحتى نحاس عرس الأعراس الرياضية.
وإن أمعنا النظر في حجم مشاركتنا الأخيرة في أولمبياد أثينا فانظروا لحجمها وهيلمانها ولا تصبكم الفاجعة عند النظر لذلك الحجم والمشاركة لاعب واحد في التايكواند المتألق أكرم النور وفي أم الألعاب أصاب أقدام وسيقام لاعبينا العجز المبكر حتى اقتصرت المنافسة على سعيد الأضرعي رغم أن جو صنعاء يتمناه الكثير من أبطال الأولمبياد للاستفادة منه في رفع مخزونهم اللياقي ولاعب وحيد في السباحة ثلاثة لاعبين فهل هذا هو المستوى الحقيقي لرياضة بلادنا.
لماذا نخالف القاعدة ونشذُ عن أصول البناء الأولمبي لواعدين امتلكوا الموهبة وكل ما يحتاجونه الدعم والرعاية والعناية الأولمبية الخالصة فماذا يحتاج لاعب موهوب في ألعاب القوى أو الدفاع عن النفس في بلادنا لديه من الحماس والسرعة ما يؤهله ليتحول على مشروع نجم أولمبي فمنتخب الفراعنة للملاكمة حصد ثلاث ميداليات احداها فضية واثنتان برونزيتان وإذا برئيس بعثة الملاكمة المصرية يصرح بأنه تم توفير أكثر من خمسين مباراة لكل ملاكم وهنا السؤال ماذا وفرنا من معسكرات ومباريات ودية لأكرم النور والذي لو تم إعداد إعداداً أولمبياً لكان مشروع نجم أولمبي لماذا لم يقم القائمين على اللجنة الأولمبية بالاهتمام بإعداد لاعب موهوب كأكرم النور بقدر اهتمامهم بربطات العنق وتسريحة الشعر وهدوء المكاتب.
ولن نصل إلى مفهوم الأولمبياد مالم نخرج من إطار عقلية الرجل المكتبي إلى عقلية المتابعة الميدانية في التدريب والمعسكرات وتبني الأبطال وحتى لا نظل نغني وننشد خارج سرب الآخرين أعدوا لاعبينا واعلموا إذا نسيتم بأن الأولمبياد القادم قد بدأ مع انتهاء أولمبياد أثينا لأن اللجان الأولمبية في بلدان حمران العيون يعدون العدة من الآن ولا ينتظرون دنو أجل انطلاقها وهذا هو الفارق بين من يرغب في الوصول ومن لا يرغب ولا يأبه للوصول وكأن الأمر لا يعنيه.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 05:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/14197.htm