المؤتمر نت -
يحيى علي نوري -
دعونا نتفاءل
الاجتماع الذي عقده الوفد الوطني قبل مغادرته إلى جنيف مثل اشراقة حقيقية عكست عظمة الأهداف التي يتطلع الى تحقيقها في المشاورات وحرصه الكبير على اتباع منهجية تنتصر لآمال وتطلعات الشعب في بلوغ نتائج عملية تخفف من معاناته جراء الحرب والحصار وتفتح آفاقا اكثر رحابة لمفاوضات اكثر جدية تفضي الى ايقاف العدوان وتأثيراته..

لقد عكست المناقشات للإطار العام للمشاورات وما عبرت عنه النقاشات من روح وطنية بالغة الحساسية والحرص على تقديم رؤى متجردة تماما من الأهواء الضيقة والنظر للمصلحة الوطنية كمصلحة تعلو على كافة المصالح والاجندات الضيقة باعتبار شعبنا وبصموده الاسطوري يستحق إدارة تفاوضية تعي متطلباته العاجلة وتقدم من الرؤى والمعالجات لمعاناته بدرجة عالية من الشفافية والوضوح وبصورة لاتسمح للآخر الاستمرار في عبثيته التفاوضية في البحث عن مشاجب ومبررات لافراغ المشاورات من محتواها الوطني والانساني وباعتبار هذه المشاورات قد خطط لها بغية تحقيق اهداف انسانية ومحاولات بناء الثقة التي هدمت نتيجة لمفاوضات سابقة غردت بعيدا عن اهدافها الحقيقية ونتيجة أيضا للتدخلات الإقليمية والدولية في مسارها..، وباعتبار ان الشعب يرقب باهتمام بالغ ماستنتج عنه من معالجات ناجعة للعديد من معاناته المتفاقمة والتي اضحت لاتطاق في قسوتها وهو مايتطلب منها كمحطة مهمة تحقيق انجاز يعيد الامل للشعب ويعزز من تطلعه للخروج من نفقه المظلم ..

ولكون الموضوعية والشفافية تمثل اتجاها إجباريا ينبغي على الجانب الآخر التفاعل معها بنفس الروح الوطنية للوفد الوطني وعدم الانجرار وراء اهواء من هم بالغرف المغلقة المجاورة للعملية التشاورية باعتبار ماتنتجه هذه الغرف من تأزيم وتعكير لصفو المشاورات هو لصالح قوى خارجية تكره ان ترى تشاورا يمنيا_يمنيا يضع النقاط على الحروف ويحدد بدقة وسهولة المعالجات التي تمكنهم من وضع حد لأزمة وطنهم.. وان يستفيد جميع المتحاورين من اخطاء الامس وتجاوز كل ذلك بإرادة يمنية حرة ..، ومع ان بلوغ هذا المستوى العميق للحوار ينظر له الكثير بالمستحيل في ظل تأثير التداخلات الاقليمية ومايشهده الملف اليمني من تجاذبات لدى القوى الكبرى وما يؤثره ذلك من تقييد حركة المفاوض وجعله رهينة لأجندات خارجية إلا أن اتباع الاسلوب العلمي في إدارة التفاوض واعتماد الشفافية والموضوعية في الطرح لمجمل القضايا المطروحة للنقاش من شأنه ان يجبر الآخر على ضرورة التقيد بهذه المنهجية لما لذلك من تأثير في تعرية وفضح الجانب الباحث عن المزيد من المنغصات امام الرأي العام الذي اصبح لايحتمل المزيد من الجدال الحواري العقيم ..

ولاريب ان ما يتطلع الى تسجيله الوفد الوطني من نشاط تفاوضي فاعل ينتصر لقيم التفاوض المهني المسؤول سيكون له تأثيره الايجابي لدى الجماهير المتابعة والتي حتما ستجد رؤى ناضجة تحرك مابداخلها من تطلعات ومن رفض قاطع لاستمرار حالة العبث في حوارات ترمي بعرض الحائط بكل معاناتها ..،ولاشك ان حرص الوفد الوطني على اعتماد الشفافية والوضوح يجسد ايضا إيمانه بعدالة قضيته وهى عدالة يستحيل على أي مناورات او تكتيكات حجبها .. ذلك ان قضية شعبنا ومظلوميته اصبحت واضحة للعيان أمام المجتمع الدولي وخاصة مع تعاظم الاحتجاجات لفعاليات دولية مختلفة ضد مايعتمل من عدوان سافر لايعبر عن أهداف انسانية بالمرة..

والى نتائج مثمرة تتحقق في جنيف 3 ان شاء الله إيذانا بانطلاق مرحلة جديدة اكثر جدية..
ودعونا نرفع من منسوب تفاؤلنا
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 07:48 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/143169.htm